اختطاف 48 زائرا إيرانيا في دمشق.. ومعلومات عن فرار اثنين من المختطفين اللبنانيين في حلب

نجل أحد المخطوفين اللبنانيين لـ «الشرق الأوسط» : مقتنعون بأن هناك «قطبة» مخفية تخيطها دول خارجية لمنع عودة المخطوفين

TT

أكدت السفارة الإيرانية في دمشق أمس اختطاف 48 زائرا إيرانيا في العاصمة السورية، كانوا موجودين في حافلة متجهة إلى المطار. وقال عبد المجيد كانجو للتلفزيون الرسمي الإيراني الذي نقل المعلومات عبر موقعه على الإنترنت: «خطفت جماعات مسلحة 48 من الزوار الإيرانيين كانوا متجهين إلى المطار»، مشيرا إلى أنه «ليست هناك معلومات عن مصير الزوار. وتحاول السفارة والمسؤولون السوريون تتبع أثر الفاعلين».

بدوره، أوضح مسؤول في السفارة الإيرانية بدمشق، في تصريح لقناة «العالم»، الإيرانية أن «الزوار اختطفوا عند انطلاق حافلتهم من فندق في ريف دمشق، أثناء توجههم إلى مقام السيدة زينب».

الى ذلك أعلنت القنصلية الإيرانية في بيان لها أمس، أنه بناء على قرار المؤسسات ذات الصلة في إيران إيقاف الرحلات الرسمية للزوار الإيرانيين إلى سوريا، فإن الزوار المختطفين آنفي الذكر كانوا في رحلة خارج نطاق قوافل منظمة الحج والزيارة الإيرانية.

وأوضحت القنصلية الإيرانية أنه سيتم إيصال المعلومات المكملة من قبيل أسماء المختطفين إلى ذويهم عن طريق القنوات المعنية في وزارة الخارجية.

وأضاف البيان في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا): «ما زالت جهود السفارة الإيرانية في دمشق متواصلة للإفراج عن الزوار المختطفين عن طريق السبل المتبعة».

ويذكر أنه في الأسابيع الأخيرة بدأت برامج رحلات للزوار الإيرانيين يستغرق كل منها يومان، حيث يوجد الآن ما يقارب 500 زائر إيراني في سوريا.

وأكد شاهد عيان فضل عدم الكشف عن هويته أن عددا من المسلحين هاجموا الباص الذي كان يقل الزوار الإيرانيين الـ48 عند الساعة 12 ظهرا (بتوقيت دمشق)، حيث كانوا في طريقهم إلى مطار دمشق الدولي للعودة إلى وطنهم.

واضاف الشاهد، لمراسل القسم الدولي بوكالة أنباء «فارس»، أن المسلحين الذين يرجح أن يكونوا من مجموعة ما تسمى «الجيش السوري الحر» هاجمت الباص الذي كان يقل زوارا إيرانيين عند الساعة 12 ظهرا بتوقيت دمشق ‌اليوم السبت (أمس)، حيث كانوا في طريقهم للمطار وتم اقتيادهم إلى مكان مجهول.

وأوضح المصدر أنه تم إشعار الحكومة السورية بذلك وقد بدأت بملاحقة هؤلاء‌ المسلحين، ‌مضيفا أن عددا ضئيلا من هؤلاء المسلحين لا يزالون يوجدون في بعض المناطق بدمشق، مشيرا إلى أن الجيش السوري قد طهر العاصمة السورية من دنس الإرهابيين وأرغمهم على الفرار إلى حلب.

وذكر أن الزائرين الإيرانيين كانوا في طريق عودتهم إلى إيران. وأضاف أن الباص الذي يقل الزائرين الإيرانيين كان في طريقه باتجاه مطار دمشق الدولي.

من جهتها، أكدت قناة «الدنيا» السورية أن «مجموعة إرهابية مسلحة قامت باختطاف حافلة زوار إيرانيين في منطقة ريف دمشق»، لافتة إلى أن «الجهات المختصة تقوم بمعالجة المسألة».

بالتزامن، دخلت قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 في حلب في تطور جديد أمس، بعدما تعرض مركز اعتقالهم لهجوم، أدى إلى إصابة رئيس المجموعة الخاطفة أبو إبراهيم بجروح، وفرار اثنين من المخطوفين.. بينما بقي الخبر غير مؤكد بالنسبة لأهالي المخطوفين في لبنان، حيث شكك أحدهم في اتصال مع «الشرق الأوسط» في الرواية، وقال: «بانتظار وصولنا تأكيد رسمي بما حصل».

وأفادت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» (إل بي سي) بأن «مجموعة مسلحة اقتحمت مكان المخطوفين اللبنانيين في سوريا واقتادت اثنين منهم». وأوضحت أنه «بقي الآخرون في يد مجموعة أبو إبراهيم الذي أصيب بجروح».

وذكرت أنه «عقب حصول انشقاق داخل المجموعة الخاطفة للبنانيين الـ11 في سوريا، وفرار اثنين من المخطوفين بعد هجوم حصل على مكان احتجازهم، أفاد أحد أهالي المخطوفين بأن مصدرا في الخاطفين أبلغه أن قائد مجموعة الاختطاف (أبو إبراهيم) الذي كان وعد بتحرير اثنين من اللبنانيين، عاد وتراجع عن ذلك نتيجة تجاذبات بين كل من قطر وتركيا، إذ لا تمانع الأولى أن يتم تحرير اثنين منهم، بينما الثانية تريد أن يتم تحرير الـ11 دفعة واحدة».

وتضاربت الأنباء حول مصير اللبنانيين بعد العملية، وسط غياب أي خبر رسمي عما حدث. وأشار أمين عام حزب الأحرار السوري إبراهيم الزعبي، إلى أنه «في الاتصالات الأولى علمنا من الوسطاء أنه تم الفرار ولجأ الهاربان إلى منطقة البساتين واختفى أثرهما»، لافتا إلى أنه «قيل إنه عثر عليهما وتم ضمهما إلى المجموعة، ولا شيء مؤكد»، مؤكدا في الوقت عينه أن «جميع المخطوفين سالمون».

في المقابل، أوضح رئيس لجنة متابعة قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا، الشيخ عباس زغيب، إلى أن «لا معلومات دقيقة في موضوع فرار المخطوفين السوريين من مكان احتجازهم»، مشيرا إلى أن «هناك بعض المعلومات ترجح وجود نزاع داخل (الجيش الحر) حول هذا الموضوع».

من جهته، أكد أدهم زغيب، نجل المخطوف علي زغيب، أن «لا معلومات مؤكدة بشأن سلامة المخطوفين أو وجودهم»، مشددا على «إننا بانتظار خبر رسمي من مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم الذي كلفه رئيس الجمهورية متابعة الملف».

وإذ أعرب عن شكوكه حيال المعلومات الكثيرة «التي تخرج عبر وسائل الإعلام ويبدو أنها موجهة إلينا، وتأتي كل يوم بخبر جديد وحدث جديد»، أكد زغيب «إننا، من كثرة ما جاءتنا أنباء، لم نأخذ موضوع تعرض المركز لهجوم على محمل الجد، كونه لم يؤكد لنا أحد ما حصل».

وأشار زغيب إلى «إننا مقتنعون بأن هناك قطبة مخفية تخيطها دول خارجية لمنع عودة المخطوفين». إلى ذلك، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا هاتفيا بوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو واستعرض معه آخر التطورات المتعلقة بقضية اللبنانيين المختطفين في سوريا.