الفيضانات تقتل المئات وتشرد مئات الآلاف في كوريا الشمالية

المياه تغمر آلاف المساكن وتتلف المحاصيل.. والأمم المتحدة ترسل مساعدات عاجلة

شرطي يغلق بوابة مركز للشرطة غمرته المياه في منطقة غايزهو بكوريا الشمالية، أمس (رويترز)
TT

لقي 169 شخصا حتفهم واعتبر 400 آخرون في عداد المفقودين في كوريا الشمالية بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تشهدها البلاد، وفق حصيلة جديدة نشرتها وكالة الأنباء الحكومية، أمس. وأدت الأمطار الغزيرة والفيضانات كذلك إلى تشريد أكثر من 212 ألف شخص على مدى الشهر الماضي، كما أتلفت 65 ألف هكتار من الأراضي المزروعة في حين تعاني البلاد من الشح المزمن في الغذاء.

وتسببت الفيضانات والأمطار في تدمير 8600 مسكن، كما أغرقت المياه نحو 44 ألف مسكن وأدت إلى انهيار 1400 مدرسة ومستشفى ومصنع. وسجل العدد الأكبر من القتلى في محافظة بيونغان الجنوبية. وجاءت هذه الخسائر البشرية والمادية الهائلة نتيجة أمطار غزيرة غمرت بعض مناطقها بعد موجة جفاف.

وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس، أنه سيرسل 336 طنا من المساعدات الغذائية العاجلة إلى سكان المناطق التي ضربتها الفيضانات في كوريا الشمالية. ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية عن بيان لبرنامج الأغذية العالمي قوله إنه يعتزم «إرسال دفعة أولى من المساعدات الغذائية العاجلة إلى المناطق المنكوبة بالفيضانات» في المنطقة الجنوبية من الدولة الشيوعية. وأوضحت المنظمة أن المساعدة ستوفر لضحايا الفيضانات بالمنطقة «حصة أولية قدرها 400 غرام من الذرة يوميا لمدة 14 يوما لكل شخص متضرر». وأضافت المنظمة أنها تعتزم إجراء «تقييم شامل للوضع الغذائي وتوقعات الإنتاج الغذائي» في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وجاءت هذه الخطوة بعدما أطلقت بيونغ يانغ نداء خلال الأيام القليلة الماضية لطلب مساعدات طوارئ، كما دعا مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في بيونغ يانغ إلى تقديم مساعدات عاجلة بعد بحث الوضع على أرض الواقع.

ومن ناحية أخرى، قالت وزارة الوحدة في سيول، أول من أمس، إنها لا تفكر في إرسال مساعدات إلى كوريا الشمالية، رغم أن دورها يتمثل في مساعدة الكوريين الشماليين المعرضين للخطر على أسس إنسانية بحتة وقت الضرورة.

وبعد موجة من اقتلاع الغابات على مدى عشرات السنين، باتت كوريا الشمالية غير قادرة على مواجهة الفيضانات، كما أن مزارعيها لا يزالون يلجأون إلى الطرق التقليدية في الزراعة. وتسببت العواصف والأمطار الغزيرة في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) من العام الماضي في قتل وجرح عشرات الأشخاص، كما أدت إلى تشريد الآلاف وإغراق مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية. وفي نهاية عقد التسعينات في القرن الماضي توفي مئات الآلاف من الكوريين الشماليين بسبب المجاعة.