أولى مستخدمي «فيس بوك» تتركه من أجل صداقة حقيقية

بعيدا عن علاقات الضرب على لوحة المفاتيح

TT

قررت كاثرين لوس بعد ترك وظيفتها والانتقال إلى المدينة في غرب تكساس تكوين علاقات صداقة على الطريقة عتيقة الطراز، أي علاقات صداقة حقيقية على أرض الواقع. ومن ثم دخلت على صفحتها على موقع «فيس بوك»، وبعدة ضربات على لوحة المفاتيح قامت بإغلاقها.

لقد حملت تلك الخطوة مغزى إضافيا، لأن لوس كانت الموظفة الحادية والخمسين بشبكة التواصل الاجتماعي وارتقت لتصبح كاتبة الظل الشخصية لمؤسس «فيس بوك»، مارك زوكربرغ، غير أن لوس سئمت تدريجيا من الثورة في العلاقات الإنسانية التي شهدتها من الداخل.

ترى لوس أن ثورة مواقع التواصل الاجتماعي زودت مئات الملايين من المستخدمين باتصالات أكثر وفرة، ولكنها أضيق نطاقا وأقل إرضاء، نتيجة توفيرها مستوى جودة وفاعلية عاليا على حساب الحميمية. ظنت لوس أنه قد حان الوقت بالنسبة للناس لإعادة النظر في علاقاتهم بالتكنولوجيا.

كان من بين مخاوف لوس الكم الهائل من البيانات الشخصية التي يقوم موقع «فيس بوك» بجمعها. وقالت: «إنهم بالفعل يلعبون في منطقة على درجة شديدة من الحساسية والخصوصية». وأضافت: «يبدو عدم الوعي بذلك خطيرا بحق».

لم يقتصر الأمر على «فيس بوك»، فقد انتابت لوس حالة من التشكك في الكثير من التقنيات الاجتماعية وعمليات تبادل المعلومات التي تتطلبها.

وقد صور موقع «فيس بوك» وبعض مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى الزيادة الهائلة في حجم الاتصالات الرقمية باعتبارها جيدة في جوهرها، من حيث إنها تجعل العالم قرية صغيرة من العزلة الشخصية.

تعقبت مويرا بورك، الباحثة التي تدربت في معهد التفاعل بين البشر والكومبيوتر في جامعة كارنيغي ميلون، وانضمت منذ ذلك الحين إلى فريق بيانات موقع «فيس بوك»، الحالات المزاجية لـ1200 مستخدم متطوع.