قصف متواصل على حمص ودرعا وحماه ومداهمات واعتقالات في دمشق

إعلان الزبداني منطقة منكوبة وأهالي حمص يعيشون أوضاعا مأساوية

TT

عادت حمص إلى واجهة القصف العشوائي الذي تعتمده قوات النظام السوري في استهدافها المدن والأحياء التي يعيش أهلها حالة إنسانية صعبة، في ظل استمرار العمليات العسكرية والاشتباكات في عدد من المدن وتنفيذ حملة مداهمات في العاصمة، وإعلان منطقة الزبداني في ريف دمشق، مدينة منكوبة.

وفي حين تعدى عدد قتلى أمس، في حصيلة أوّلية، أكثر من 100 قتيل، أعلنت لجان التنسيق المحلية في بيان لها «الزبداني» مدينة منكوبة، مشيرة إلى أنّ حملة الحصار والقصف الهمجي المستمرة على المدينة منذ ما يزيد على 60 يوما، أسفرت عن تدمير أكثر من نصف أحياء المدينة ومبانيها، إضافة إلى دمار جزئي في باقي الأحياء ونزوح نحو 22 ألفا من أبنائها. لافتة إلى أن القصف بدأ يمتد إلى المناطق المحاصرة، وبالتالي يهدّد حياة النازحين.

وأشار البيان إلى صعوبة إسعاف الجرحى بسبب استمرار القصف يوميا، والتضييق على المدينة المحاصرة بأكثر من 56 نقطة عسكرية. وطالبت لجان التنسيق المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتأمين ممرات إنسانية مباشرة لإنقاذ ما يزيد على 8 آلاف مدني يرزحون تحت القصف المباشر يوميا، في ظل أوضاع إنسانية صعبة وانقطاع الماء والكهرباء وعدم إمكانية إيصال المواد الغذائية.

وفي ريف دمشق أيضا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ الطيران الحربي كان يحلق في سماء منطقة الزملكا ويفتح رشاشاته وصواريخه باتجاه المدينة والمدن المجاورة. كما أعلنت لجان التنسيق المحلية، مقتل إمام ومؤذن مسجد الدالاتي يوسف خالد الحلاق، والذي تم تكبيله وقتله داخل المسجد في المليحة بريف دمشق، وتدمير ممتلكاته وإحراق مكتبته.

وفي حرستا، تم استقدام حشود ضخمة وأعداد هائلة من عناصر جيش النظام بالعتاد الكامل، وعدد كبير من سيارات الزيل والدبابات التي وصلت عبر أوتوستراد حرستا - دمشق.

وفي العاصمة السورية دمشق، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام نفذت حملة مداهمات واعتقالات عشوائية في حي المزة، بمنطقة الربوة وحارة الصخر المجاورة للمدينة الجامعية، في ظل انتشار أمني كثيف جدا في المنطقة. ومساء أول من أمس، كانت قد خرجت مظاهرة في ساحة الحجاز أمام محطة القطار القديمة وسط دمشق.

وفي حماه، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أنّ مقاتلي الجيش الحر هاجموا حاجزا للقوات النظامية في قرية الكركات بجبل شحشبو واشتبكوا مع عناصر الحاجز، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم، كما قتل ما لا يقل عن خمسة من القوات النظامية ودمرت وأعطبت عدد من آليات الحاجز.

واستمرّ القصف على مناطق عدّة في حمص، لليوم الـ64 على التوالي، بحسب ما ذكر اتحاد التنسيقيات. لافتا إلى تعرض القصير والرستن وحي الخالدية المحاصر للقصف بقذائف الهاون والمدفعية وإطلاق نار كثيف من قبل قوات النظام المتمركزة حول الحي.

واستهدفت الحولة بالقصف العنيف، وسمعت أصوات الانفجارات. كما سقط في الساعة الواحدة أكثر من 50 قذيفة مما سبب أضرارا جسيمة في المباني، وزادت حركة نزوح الأهالي، بالإضافة لسقوط عشرات الجرحى. وسجل تحليق طيران حربي في تدمر على علو منخفض وسماع انفجار هز المدينة.

وأكد اتحاد التنسيقيات استخدام جميع أنواع الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدرعات وهاون وراجمات صواريخ، بالإضافة لمشاركة الطيران الحربي بالقصف في أغلب المناطق.. حيث يتم القصف من القرى الموالية للنظام ومن الكلية الحربية والحواجز المنتشرة في الأحياء وحول القرى والمناطق المحاصرة، وهي بابا عمرو وجوبر والسلطانية وجورة الشياح والقصور والخالدية وحمص القديمة والرستن وتلبيسة والقصير والحولة والزعفرانة.

وأشارت لجان التنسيق إلى الوضع الإنساني والصحي المأساوي الذي يعيشه أبناء المدينة في ظل نقص في المواد الغذائية الرئيسية والأدوية وموارد الطاقة، خاصة الغاز والبنزين والمازوت، بسبب الحصار المستمر منذ شهرين.. كما تعجز المستشفيات الميدانية، التي يتم استهدافها، عن مداواة الجرحى نظرا لقلة الكوادر المؤهلة.

وفي درعا؛ حيث أكدت لجان التنسيق وقوع قتلى وجرحى في قصف استهدف البلدة، قامت قوات النظام بإحراق عدد كبير من المنازل وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في المنطقة، واستمر القصف المدفعي والصاروخي وبالطائرات الحربية لساعات طويلة. وأكد مصدر قيادي في منطقة درعا لـ«الشرق الأوسط» أنّه على الرغم من عمليات القصف المستمرة التي تشهدها المنطقة من قبل قوات النظام التي تستخدم قذائف الهاون والمدفعية، فإن الجيش الحر لا يزال مسيطرا على الأرض، والحالة المعنوية للمقاتلين مرتفعة، في حين تراجعت معنويات عناصر النظام الذين ينشقون بالمئات ويلتحقون بالجيش الحر بعتادهم وأسلحتهم.

وفي ريف حماة أفادت لجان التنسيق بتعرض قرى سهل الغاب وقرى جبل شجشبو للقصف العشوائي بالدبابات والطائرات المروحية وسقوط عدد من القتلى والجرحى.

أما في اللاذقية، فقد دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في جبل الأكراد، كما تجدد القصف العنيف بعدد كبير من القذائف على قرى سلمى وكفر دلبة ودورين والمارونيات متزامن مع رشقات متقطعة من رشاشات ثقيلة.

وفي قرية الصالحية في دير الزور، قتل أربعة بينهم طفلان وسيدة إثر القصف الذي تعرضت له القرية؛ حيث دارت اشتباكات وتعرضت بعض أحيائها للقصف. كما استهدفت مدينة هجين التي لجأت إليها عائلات نازحة، بقصف الطيران الحربي الميغ للمرة الأولى.

وفي محافظة إدلب، دارت اشتباكات منذ صباح أمس بين القوات النظامية السورية والجيش الحر الذين يحاصرون حاجز البريد منذ ثلاثة أيام، كما تتعرض البلدة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تستخدم الطائرات الحوامة. وذكرت لجان التنسيق أن القصف قد تجدد على مدينة كفرنبل بريف إدلب وبمشاركة طيران الميغ الحربي، وقد سُجل سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وسجل تحليق للطيران وسماع أصوات قذائف هاون في دوما، كما سقطت قذائف هاون على مزارع مسرابا الواصلة على طريق مسرابا بيت سوى، واستهدف مستشفى البرج الطبي بقذيفة هاون.