حجاب يظهر للمرة الأولى بعد انشقاقه.. والأردن يعلن رسميا دخوله إلى أراضيه

العقيد فهد النعمة لـ «الشرق الأوسط»: بدأنا الإعداد لتسهيل انشقاق وخروج شخصيات سياسية ودبلوماسية

رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب كما بدا مع افراد من كتيبة المعتصم بالله في الجيش الحر في درعا (رويترز)
TT

في أول إطلالة له بعد الإعلان عن انشقاقه، ظهر رئيس الوزراء السوري رياض حجاب في فيديو مصور في ضيافة كتيبة المعتصم بالله في الجيش الحر ببلدة النعيمة في ريف درعا القريبة من الحدود الأردنية. وذلك بالتزامن مع إعلان الأردن رسميا أنه دخل إلى أراضيه برفقة عدد من أفراد عائلته.

وبدا حجاب في اللقطات القصيرة، التي لم يتم تحديد وقت تصويرها، جالسا على الأرض إلى جانب أطفال وعدد من عناصر الجيش الحر، بينما أشار المعلق إلى أن الأفراد الظاهرين هم من كتيبة المعتصم المسؤولة عن تجهيز خروجه من سوريا.

وأعلنت الحكومة الأردنية أمس أن رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب موجود على أراضيها، وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة، إنه «في الساعات الأولى من فجر الأربعاء دخل إلى الأراضي الأردنية رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، وبرفقته عدد من أفراد عائلته».

ولم يجب المعايطة على تساؤلات لـ«الشرق الأوسط» حول تفاصيل عملية وكيفية وصول حجاب إلى الأردن.. أما بخصوص ما إذا كان حجاب تقدم بطلب لجوء سياسي للأردن، فقال المعايطة: «حتى الآن لم يقدم أي شيء، وهذا عائد لقراره الشخصي». بينما أكدت مصادر أخرى أن القوات المسلحة الأردنية قامت باستقبال حجاب وإرساله إلى عمان مباشرة في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء - الأربعاء.

إلا أن العقيد أحمد فهد النعمة، قائد المجلس العسكري في درعا وريفها، الذي كان له دور في تسهيل عملية انشقاق حجاب، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن المحطة الأولى لحجاب كانت الأردن منذ اليوم الأول لخروجه من سوريا (يوم الاثنين). وقال النعمة: «أوصلناه بأمان إلى الأراضي الأردنية، لكن لا نعلم إذا كان تأخير الإعلان عن وجوده هناك كان بناء على رغبة حجاب نفسه، أو بقرار من السلطات الأردنية»، لافتا إلى أن حجاب سيعمد إلى إصدار بيان، وسيظهر إعلاميا عندما ينتقل إلى قطر.

وفي غضون ذلك، قال محمد عطري، المتحدث باسم حجاب، في تصريح له لقناة «روسيا اليوم»، إن الأخير «قد يكون رئيسا لحكومة المنفى أو رئيسا لحكومة انتقالية»، مؤكدا أن هذا الأمر «يقرره الثوار في الداخل».

وأوضح العطري أن «من يحكم القرار السياسي في سوريا هي الأجهزة الأمنية، وهي التي تنسق مع الجانب الروسي وغيره، أما الوزراء ورئيس الحكومة فهم عبارة عن واجهة سياسية فقط، كما أن الدولة السورية هي دولة أمنية بامتياز»، لافتا إلى أن «حجاب موجود الآن في دولة مجاورة وهو بصحة جيدة، أما عدم الظهور الإعلامي فيعود إلى ترتيبات أمنية في البدء نظرا لأن العملية معقدة وصعبة للغاية، فهي عملية انشقاق تطلبت جهدا وتعبا وعناء كبيرا، وكان مع الدكتور حجاب 40 شخصا، وقريبا سيخرج حجاب إلى الإعلام وتسمعون منه تفاصيل الرحلة الطويلة الشاقة، وكذلك موضوع ما بعد النظام السوري الذي يسعى حجاب إلى إسقاطه في الداخل».

وعلى صعيد متصل، أكد العقيد فهد النعمة لـ«الشرق الأوسط» أن «الأيام القليلة المقبلة ستشهد انشقاق عدد من الشخصيات في مراكز سياسية ودبلوماسية عالية، وقد بدا التنسيق والإعداد لتسهيل عملية انشقاقهم وخروجهم من سوريا»، معتبرا «أن عقد النظام السوري قد انفرط، والدليل على ذلك الاتصالات التي نتلقاها من شخصيات موالية وقريبة من النظام تطلب منا تسهيل الطريق للخروج».