اليمن: «القاعدة» تفشل في اغتيال قائد اللجان الشعبية.. واعتقال المسؤول المالي للتنظيم

سكرتير صالح ينفي لـ «الشرق الأوسط» نية الرئيس السابق اعتزال العمل السياسي

TT

نجا رئيس اللجان الشعبية في محافظة أبين من محاولة اغتيال، مساء أمس، بواسطة سيارة مفخخة، في وقت تواصل فيه السلطات اليمنية حملة واسعة النطاق لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين، عقب الهجوم الانتحاري الذي أوقع 45 قتيلا وعشرات الجرحى في محافظة أبين، في حين أعلن أمين العاصمة صنعاء عن إحباط مخطط إرهابي في أحد أحيائها.

وقال مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، رفض الكشف عن اسمه، إن العاصمة صنعاء تقع في خطورة حقيقية جراء تهديدات تنظيم القاعدة التي أطلقها قبل أسبوع بتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية في المدينة، وأكد المصدر أن أجهزة الأمن اليمنية تضيق الخناق على عناصر التنظيم في طول البلاد وعرضها، بدليل الضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى نوع من الارتباك يسود نشاط «القاعدة» في الآونة الأخيرة، بدليل لجوئه إلى التخطيط لتنفيذ تفجيرات انتحارية وسط أسواق العاصمة، وكذا التفجير الانتحاري الذي استهدف مجلس عزاء في محافظة أبين، وقال المسؤول اليمني، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، إن «القاعدة» تتخبط وإن 2 من عناصرها قاما بتسليم أنفسهما إلى السلطات بعد أن كانا على وشك تفجير أنفسهما في بعض المنشآت الهامة، الأيام الماضية.

وجاءت تصريحات المسؤول اليمني تعقيبا على تصريحات أمين العاصمة صنعاء، عبد القادر هلال، التي أكد فيها أن الانفجار الذي وقع الأسبوع الماضي في حي القادسية بصنعاء والذي قتل فيه شخص وأصيب آخر، لم يكن جنائيا وأنه وقع أثناء التحضير لتفجيرات إرهابية في صنعاء، وأشار هلال إلى أنه جرى ضبط أكثر من 20 حزاما ناسفا و20 متفجرا، وإلى أن ضابطا أثناء تحقيقه مع المصاب في الحادث استدل على دكان (حانوت) وبداخله المتفجرات التي كانت معدة للاستخدام في صنعاء.

على صعيد آخر، نجا قائد اللجان الشعبية في مدينة جعار بمحافظة أبين، عبد اللطيف السيد، من محاولة اغتيال بواسطة سيارة مفخخة، مساء أمس، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن انتحاريا قام بتفجير السيارة التي يستقلها أمام منزل السيد ومن معه من أفراد اللجان الشعبية، فيما اعتقل آخر أثناء محاولته الفرار من موقع التفجير. وكان السيد نجا من التفجير الانتحاري الذي وقع السبت الماضي في جعار بمجلس عزاء لابن شقيقه وقتل في التفجير 45 شخصا، بينهم شقيقان للسيد وأعضاء في اللجان الشعبية ومواطنون، وهو الحادث الذي ما زالت ردود الفعل الدولية المنددة به تتوالى حتى اللحظة.

وقالت مصادر أمنية يمنية إن التفجير بالسيارة المفخخة في جعار أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر، وجاء التفجير في ظل حملة واسعة النطاق تنفذها قوات الجيش والأمن واللجان الشعبية لتعقب عناصر تنظيم أنصار الشريعة المرتبطين بتنظيم القاعدة في محافظة أبين، بشكل عام، وجعار على وجه الخصوص، وتمكنت الحملة من اعتقال 7 من عناصر «القاعدة»، أمس، في جعار في أحد المنازل وبحوزتهم متفجرات ووثائق خطيرة، حسب السلطات اليمنية التي قالت إن بين المعتقلين قيادي يدعى «أبو مصعب» وإنه المسؤول المالي للتنظيم في محافظة أبين وقالت إنه من قاد عملية السطو على فرع البنك المركزي في المحافظة أواخر مايو (أيار) 2011، إضافة إلى أنه من قاد عمليات السيطرة على إدارة أمن المحافظة وعدد من المرافق الحيوية والهامة في أبين، إبان سيطرة «القاعدة» على عاصمة المحافظة ومدنها وبلداتها العام الماضي.

وبحسب إحصائية أمنية، فقد اعتقل، خلال أسبوع واحد في مدينة جعار، 23 عنصرا من أفراد «القاعدة» الذين اختبأوا في بعض المنازل بعد سيطرة القوات الحكومية على المدينة وغيرها من مدن المحافظة، بعد معارك شرسة دامت عدة أشهر، وساهمت اللجان الشعبية في دحر هذه العناصر المتشددة.

من جهة اخرى نفى السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، نية الرئيس السابق اعتزال العمل السياسي أو ترك حزبه (المؤتمر الشعبي العام).

وقال أحمد عبد الله الصوفي السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني السابق في تصريحات أدلى بها لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من صنعاء: «لم أسمع أن رئيس حزب يقول إنه سيعتزل العمل السياسي» وفي تعليق له على الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام محلية وعربية حول نية صالح اعتزال العمل السياسي مع نهاية الشهر الحالي قال الصوفي: «أعتقد أن تلك أماني أكثر مما هي حقائق».

وأضاف: «المواطن اليمني سواء كان مواطنا عاديا أو رئيس حزب أو رئيسا سابقا من حقه ممارسة العمل السياسي، ولا أحد يمكنه أن يطلب منه التنازل عن حقه». وأضاف الصوفي أنه «على العكس فقد أصبح الرئيس السابق أكثر تفرغا للعمل السياسي والحزبي بعد أن تخفف من التزامات السلطة، فقد كان بالأمس يعمل رجل سلطة لكنه اليوم يعمل رجل سياسة في إطار المؤتمر» وأكد الصوفي أن صالح التقى اليوم (أمس) عددا من الفعاليات والأطياف الشبابية من المؤتمر ومن شباب الجامعات في إطار عمله اليومي في المؤتمر، وحول تناقل بعض وسائل الإعلام نية صالح التخلي عن رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام للرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي الذي يشغل منصب نائب رئيس المؤتمر قال الصوفي: «هذا الأمر يعود لأعضاء المؤتمر وقواعده خلال فترة انعقاد المؤتمر العام الثامن»، مضيفا: «إذا رأى المؤتمرون أنهم يمكن أن يبلوروا قيادة جديدة فهنا يمكن الحديث عن تغيير في المناصب القيادية في الحزب والاستفادة من خبرة الرئيس السابق في العمل الرسمي والحزبي».