واشنطن تقدم تنازلات للتفاوض مع طالبان

مع قتل مزيد من قوات «الناتو» في أفغانستان

TT

مع هجوم أمس على قوات تابعة لحلف الناتو في أفغانستان شنه مقاتلو طالبان، قدمت الحكومة الأميركية تنازلات في سعيها لعقد مفاوضات بناءة مع طالبان، مع اقتراب انسحاب القوات الأميركية، وقوات حلف الناتو الأخرى، من أفغانستان.

ونقلت مصادر إخبارية أميركية أمس أن إدارة الرئيس باراك أوباما سحبت شرطا كانت تقدمت به حول إطلاق سراح أفغانيين معتقلين في سجن غوانتانامو مقابل إطلاق سراح جندي أميركي ظلت طالبان تعتقله منذ أكثر من سنة. وكانت المفاوضات بين الأميركيين وطالبان تعرقلت مرات كثيرة، ثم تحولت إلى مبادرات من الجانبين لبناء الثقة قبل المفاوضات الرسمية. ومن بين المبادرات إطلاق سراح معتقلين من طالبان في سجن غوانتانامو.

ويمثل الاقتراح الأميركي المعدل تنازلا عن العرض السابق حول التسلسل الزمني لنقل خمسة من معتقلي طالبان في غوانتانامو إلى قطر. وكان مسؤولون أميركيون يأملون أن يؤدي اتفاق تبادل السجناء إلى فتح الطريق أمام محادثات السلام بين طالبان وحكومة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي. وذكرت المصادر أن الاقتراح المعدل ينص على إرسال كل سجناء طالبان الخمسة إلى قطر أولا، ثم تفرج طالبان عن الجندي الأميركي بو برجدال، الأسير الوحيد في حرب أفغانستان.

وكان المسؤولون الأميركيون اقترحوا، أولا، إطلاق سراح الجندي ثم إطلاق سراح السجناء. ثم غير المسؤولون شروطهم، ووافقوا على تقسيم السجناء إلى مجموعتين، وأن يفرج عن المجموعة الأولى، ثم الأميركي، ثم عن المجموعة الثانية من السجناء.

ورفض البيت الأبيض الأميركي وأسرة الجندي الأميركي التعليق على الاتفاق المعدل.

وذكرت المصادر أن خطة تبادل السجناء المعدلة تم بحثها مع المسؤولين في قطر خلال زيارة قام بها في منتصف يونيو (حزيران) الماضي مارك جروسمان ممثل الرئيس الأميركي الخاص في أفغانستان وباكستان، وأن قطر، التي تستضيف عددا من مسؤولي طالبان، لعبت دورا مهما خلال ما يقرب من عامين من المحادثات التمهيدية السرية بين مسؤولين أميركيين وممثلي حركة طالبان التي ما زالت تعتبر خصما عنيدا للأميركيين في أفغانستان.

وتأمل إدارة أوباما أن يؤدي هذا التبادل إلى إجراء محادثات ملموسة بشأن مستقبل أفغانستان، كما كانت قيادة طالبان تخطط لفتح مكتب سياسي لها في قطر رسميا. لكن طالبان أعلنت في مارس (آذار) الماضي انسحابها من المحادثات، وقالت إن الموقف التفاوضي للولايات المتحدة «غير منسق».

وكانت وكالة «رويترز» أول من نشر تقريرا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن اتفاق تبادل السجناء المقترح. وفي أفغانستان أمس، قتل ثلاثة من جنود حلف الناتو عندما استهدف اثنان من الانتحاريين التابعين لقوات طالبان فرقة كبيرة من قوات الناتو كانت في طريقها لحماية اجتماع للمسؤولين الأفغان في مقاطعة كونار. وقع الهجوم عندما كان الجنود يتوجهون سيرا على الأقدام إلى مبنى تجمع فيه المسؤولون الأفغان المحليون وزعماء القبائل لعقد اجتماع كان أعلن عنه في وقت سابق.

وبينما لم تحدد قيادة الناتو هوية الجنود الذين لقوا مصرعهم، قال مسؤول أفغاني إنه يعتقد أنهم أميركيون.

وتعتبر المنطقة معقلا لقوة محلية لقيادة طالبان، حيث تزيد الهجمات الانتحارية، والقنابل المزروعة على جانبي الطريق، ضد الحرب في أفغانستان التي تقودها الولايات المتحدة، التي دخلت الآن عامها الحادي عشر.