مصر: تعزيزات عسكرية ووصول الدفعة الثانية من معدات ردم الأنفاق بسيناء

أهالي مناطق متاخمة للاشتباكات اشتكوا من عشوائية الغارات الجوية

طابور طويل من التعزيزات العسكرية غير المسبوقة أثناء اتجاهها أمس إلى مدينة رفح المصرية (رويترز)
TT

دفعت قوات الجيش الثاني الميداني في مصر بآليات عسكرية إلى شبه جزيرة سيناء، مدعمة بمصفحات ومركبات ومئات الجنود تم نشرهم بمدينة العريش منذ صباح أمس (الخميس)، إلى جانب وصول دفعة جديدة من المعدات إلى منطقة رفح المصرية تمهيدا لاستكمال عمليات ردم الأنفاق الحدودية، وذلك في إطار رد الجيش على مقتل 16 من عناصره الأحد الماضي على أيدي من يُعتقد أنهم إسلاميون متشددون.

وقالت مصادر عسكرية إن عمليات مداهمة أوكار الإرهابيين والبؤر الإجرامية بسيناء مستمرة ولن تتوقف حتى يتم القضاء على جذور التنظيمات الجهادية.. في الوقت الذي أعلن فيه تحالف القوى السياسية المدنية بمحافظة جنوب سيناء عن «دعمه الكامل لجيش مصر الباسل بسيناء في مواجهة أعداء الوطن».

وقتلت قوات الجيش أول من أمس 20 من العناصر الجهادية في عملية عسكرية تعد هي الأولى من نوعها والأكبر في سيناء منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد. وتضمنت عملية تطهير سيناء كما وصفتها القيادة العامة للجيش، شن غارات جوية وبرية على منطقة التومة بوسط سيناء.

ولا تزال المواجهات على الأرض قائمة بين قوات الشرطة ومجهولين، وأطلقت سيارة مجهولة أمس الرصاص في الهواء أمام مركز شرطة ثالث العريش وفرت هاربة دون وقوع أية إصابات. فيما نفى مصدر أمني وقوع أية اشتباكات بين القوة المتمركزة أمام قسم الشرطة والمهاجمين، مؤكدا عدم وقوع خسائر بشرية. ونفى المصدر ما بثه التلفزيون الرسمي المصري عن وقوع هجوم مسلح على قسم شرطة ثاني العريش. وتضاربت شهادات المواطنين في مناطق قريبة من مناطق القصف التي شنت عليها قوات الجيش غارات منذ فجر الأربعاء الماضي. وقال أهالي الجورة التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن موقع قرية التومة، التي قتل فيها المتشددون، إنهم لم يرصدوا أي تحركات لمسلحين بالمنطقة، وتابعوا أنهم فوجئوا في الثالثة من فجر الأربعاء بطائرة أباتشي تقصف منازلهم بالصواريخ مما تسبب في إلحاق أضرار وخسائر بممتلكاتهم.

وقال الشيخ محمد عقيل، أحد أهالي منطقة الجورة، إن «الطائرة العسكرية كانت تقصف بشكل عشوائي وإن إحدى القذائف قد أصابت خمسة منازل كما أن قذيفة دمرت سيارة كانت بالمكان». وتابع أن عمليات القصف تسببت في انهيار أجزاء من أحد أسوار المنازل وأصابت عدة منازل أخرى. وطالب عقيل من قوات الجيش أن تقوم بتحديد أهدافها بعناية حتى لا تتسبب في مقتل المدنيين الأبرياء، والمساس بممتلكاتهم.

وقال الشيخ سلمي يوسف، من سكان المنطقة، إن القصف أضر الأهالي حيث تم استهداف المنازل مما أصاب السكان بالذعر، مضيفا أنه ظل ساجدا في الأرض أثناء عمليات القصف التي استمرت لأكثر من ساعتين حتى يموت وهو في وضع السجود؛ ظنا منه - من شدة القصف - أنه سيتعرض للموت في الغارات غير المحددة، على حد تعبيره.

وفي غضون ذلك، قالت مصادر أمنية إن الدفعة الثانية من معدات وآلات الردم وصلت صباح الخميس إلى منطقة رفح المصرية تمهيدا لاستكمال عمليات ردم الأنفاق الحدودية، التي تستخدم في عمليات التهريب بين مصر وقطاع غزة. وقال مصدر أمني إن المعدات عبارة عن (كراكة وهراس وثاقب للصخور ولودر) تابعة لسلاح المهندسين بالقوات المسلحة.

وأكدت المصادر أن أجهزة الأمن بدأت في ردم الأنفاق من العلامة 3 شمال معبر رفح الحدودي بسدها بكميات كبيرة من الرمال والأحجار والكتل الخرسانية لمنع تسلل المهربين، كما تستعد الأجهزة لتركيب خطوط تقوية الاتصالات الهاتفية بالمنطقة الحدودية، ومد كابلات كاميرات مراقبة تلفزيونية في المنطقة الفاصلة بين الحدود مع قطاع غزة.

كما منعت قوات الشرطة المرابطة أمام المعبر، قيام أي شخص بالوجود في المنطقة الواقعة أمامه، أو الوصول إلى أماكن هدم الأنفاق. وسبق القيام بعمل حصر للأنفاق بالمنطقة، وطلبت أجهزة الأمن من الأهالي إغلاقها.

وفي سياق متصل، طالب تحالف القوى السياسية المدنية بمحافظة جنوب سيناء القيادة السياسية للبلاد باتخاذ اللازم لفرض السيطرة الأمنية بالكامل على شبه الجزيرة، وأعلن التحالف في بيان له أمس «دعمه الكامل لجيش مصر الباسل بسيناء في مواجهة أعداء الوطن»، مشددا على ضرورة تطهير سيناء ممن وصفهم بـ«العناصر ذات الفكر المتطرف والإجرامي، التي تؤدي بأفعالها إلى إيقاف أرزاق آلاف الأسر التي يعمل أبناؤها بالسياحة والأنشطة الأخرى».