بدء محاكمة زوجة سياسي صيني مخلوع بتهمة قتل بريطاني

القضية تعتبر من أكبر قضايا الفساد التي زعزعت الحزب الشيوعي الحاكم

TT

اختتمت أمس جلسة محاكمة غو كايلاي، زوجة القيادي الصيني السابق بو تشيلاي، ومساعد لها بشأن مقتل بريطاني، ولكن دون صدور الحكم، في قضية اختلطت فيها الجريمة بالسياسة وزعزعت الحزب الشيوعي الحاكم. ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن المحكمة القول إنها ستصدر الحكم في ما بعد.

وصرحت جانغ مي، الناطقة باسم محكمة مدينة حيفي (شرق) «نعم بدأت» المحاكمة. وتعتبر محاكمة غو كايلاي إحدى أكبر قضايا الفساد المدوية منذ عقود في الصين. وأوضحت المتحدثة أن المناقشات يفترض أن تستمر يوما واحدا، وسينظم مؤتمر صحافي لوسائل الإعلام الأجنبية التي لم يسمح لها بدخول المحكمة. وغو كايلاي، المحامية ذات الشهرة العالمية، متهمة بالقتل العمد بحق رجل الأعمال نيل هايوود، وعلى غرار زوجها بو تشيلاي كانت أقامت علاقات وثيقة بالبريطاني قبل أن تتدهور تلك العلاقات على خلفية خلاف مالي.

ويعتقد أنه تم تسميم الضحية بالزرنيخ في غرفة فندق في مدينة شونغكينغ الصينية الكبيرة التي تحولت إلى معقل بو تشيلاي. وفي حدث نادر، يحضر المحاكمة دبلوماسيون بريطانيون، في حين غالبا ما ترفض السلطات الصينية حضور أجانب في المحاكم. ولاحظت مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية انتشار العشرات من الشرطيين بالزي النظامي وبالزي المدني صباح أمس خارج المحكمة، في حين أوقفت ناشطة كانت تدعو إلى مزيد من الانفتاح في الصين.

ويتوقع محللون أن تدان غو كايلاي بجريمة القتل، لكن أن تنجو في المقابل من حكم الإعدام. لكنهم يشيرون إلى أن مصيرها ومصير زوجها يظلان رهن الصراع الدائر حاليا في قمة هرم السلطة التنفيذية الصينية قبل أشهر قليلة من المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الذي ستنبثق عنه قيادة جديدة. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة بأن لدى الادعاء أدلة «قاطعة» ضد المحامية غو. بينما يرى خبراء أن إقامة هذه المحاكمة تعني أن القيادة الشيوعية توصلت إلى اتفاق حول طريقة التعامل مع وضع بو تشيلاي.

وبعدما كان هذا القيادي السياسي اللامع والطموح مطروحا لأعلى مناصب السلطة، عرف سقوطا مفاجئا في الربيع خصوصا بسبب قضايا فساد، وهو موقوف حاليا في مكان سري. وصرح ابن الزوجين بو غاغوا الذي يفترض أنه يدرس في الولايات المتحدة، هذا الأسبوع لقناة «سي إن إن» بأنه نقل بيانا يدعم أمه، مؤكدا أن «الحقائق ستظهر من تلقاء نفسها».

ويعاقب الكثيرون من المدانين بالقتل في الصين بالإعدام. لكن محللين قانونيين يتوقعون أن موقف غو، وتصوير الادعاء لها كأم حاولت حماية ابنها، سيساعد في تفادي عقوبة الإعدام حال إدانتها.

وكان الإعلام الرسمي قد ذكر في وقت سابق أن «المحاكمة التاريخية» ستكون بمثابة اختبار «لمدى سيادة القانون» في الصين، لكن الكثير من المحللين ومنتقدي الحكومة يعتبرون المحاكمة حدثا سياسيا. وذكر متحدث باسم السفارة البريطانية لدى الصين أنه جرى السماح لمسؤولين بريطانيين اثنين بحضور المحاكمة للاطلاع على الإجراءات.

وقال نجل غو كايلاي، بو غاغوا (24 عاما)، الخريج الحديث في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة، لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية، إنه أرسل لفريق الدفاع عن والدته شهادته في القضية. ونقلت «سي إن إن» عن بو غاغوا القول في رسالة إلكترونية من الولايات المتحدة «نظرا لاعتباري من الدوافع وراء الجريمة المتهمة بها والدتي، أدليت بشهادتي بالفعل». ولم يكشف الشاب عن محتوى شهادته لكنه قال «لدي قناعة بأن الحقائق ستتحدث عن نفسها».