الخارجية الأميركية: كلينتون ستقابل غدا المعارضة السورية بالتنسيق مع تركيا

البيت الأبيض يوضح أنه غير مهتم بتعيين خليفة لكوفي أنان * رايس تندد بـ«الدور السيئ» لإيران في الأزمة السورية

TT

قالت الخارجية الأميركية إن اجتماع الوزيرة هيلاري كلينتون غدا السبت في تركيا مع المسؤولين الأتراك ومع قادة المعارضة السورية الهدف منه «ضمان انتقال سياسي في سوريا، بقيادة الشعب السوري، وبدعم المجتمع الدولي، كأفضل ضمان لسوريا المستقبل، ولمرحلة انتقالية مستقرة وديمقراطية».

ومن جانبها، نددت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أمس بـ«الدور السيئ» لإيران في الأزمة السورية، وذلك في وقت استضافت فيه طهران اجتماعا خصص لهذه الأزمة بمشاركة ثلاثين بلدا.

وصرحت رايس لشبكة «إن بي سي» الأميركية ردا على سؤال عن اجتماع طهران «لا شك في أن إيران تؤدي دورا سيئا، ليس فقط في سوريا بل في المنطقة، لدعمها الكثيف لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد». وإذ اعتبرت أن إيران وحزب الله الشيعي اللبناني ودمشق شكلت «محور مقاومة»، أكدت أن «هذا التحالف سيئ ليس فقط لإيران بل أيضا للمنطقة ولمصالحنا».

وأكدت رايس أن الوضع الميداني في سوريا «يتطور بوضوح لمصلحة المعارضة»، وتابعت «الانشقاقات تتوالى والضغط الاقتصادي يزداد والعزلة السياسية للأسد تتضاعف». وشددت على أن الولايات المتحدة ستواصل «دعم المعارضة السورية ومساعدتها سياسيا وماديا» عبر تزويدها وسائل اتصال أو مساعدة إنسانية. وقالت أيضا «سنواصل ممارسة الضغط على نظام الأسد حتى ينهار».

وردا على سؤال بشأن إمكانية إعلان منطقة حظر جوي في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا، قالت رايس إن هذا الأمر قد يؤدي إلى تدخل عسكري بري، لافتة إلى أن نظام الدفاع الجوي السوري «يعتبر من الأكثر تطورا في العالم». وعن دور تركيا، قال بيان أصدرته الخارجية الأميركية «نعتقد أنه من المهم أن نكون على اتصال مع الدول المجاورة لسوريا. وواضح أن تركيا لها مصلحة قوية في ما يحدث في سوريا. واضح ومهم جدا أن تتشاور مع هذا الحليف الوثيق». وأضاف البيان «تبقى الوزيرة نشطة جدا وهي تبدأ زيارتها غدا. ونحن نمد أيدينا إلى شرائح عديدة من المجتمع السوري. ونواصل العمل من أجل تعزيز المعارضة. ونواصل تقديم المساعدة الإنسانية، والمساعدات الميدانية غير القاتلة».

وكانت تقارير إخبارية قالت إن كلينتون قررت، خلال الأسبوع الماضي، زيارة تركيا خلال جولتها في أفريقيا. وأمس، وصلت كلينتون إلى نيجيريا في آخر مرحلة أفريقية قبل التوجه إلى تركيا.

وكان باتريك فينتريل، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، رفض الحديث عن تفاصيل فئات المعارضة السورية التي ستقابلها كلينتون في تركيا غدا، غير أنه قال إن المعارضة «تستمر في التوسع، وفي تطوير خطط للمرحلة السورية الانتقالية القادمة». وقال «هناك معلومات جديدة (عن المعارضة). لكن، هؤلاء هم نفس الناس الذين ظللنا نعمل معهم لشهور.. ونحن نعتقد أن العديد منهم يمثلون مجموعة واسعة ومتنوعة من السوريين المعارضين، ويمثلون قطاعات مختلفة من المجتمع السوري تؤمن بالمبادئ العريضة لسوريا الجديدة، الحرة، الديمقراطية، التي تحترم حقوق جميع السوريين». ورفض فينتريل تصنيف رياض حجاب، رئيس وزراء سوريا الذي انشق ولجأ إلى الأردن. ورفض أن يحدد إذا كانت الحكومة الأميركية تقدر على العمل معه، أم لا. وقال إن الحكومة الأميركية تؤيد ما يجمع عليه السوريون وهم في طريقهم للتخلص من نظام بشار الأسد، وتأسيس حكومة ديمقراطية وحرة. وأيضا، رفض أن يحدد المنشقين السوريين الذين يمكن التعاون معهم، وإذا كان هناك خط فاصل بين المنشقين «الوطنيين» و«غير الوطنيين».

وعن الإيرانيين الذين اعتقلوا في سوريا، والاتهامات الإيرانية بأن الاستخبارات الأميركية وراء اعتقالهم، قال فينتريل إن الولايات المتحدة ليست لها أي صلة بالموضوع. وأضاف «نحن نختلف مع الأسس التي اعتمدت عليها هذه الاتهامات (ضد الولايات المتحدة)». غير أنه دعا إلى معاملة المعتقلين، وأي معتقلين، معاملة إنسانية. ورفض أن يؤكد تقارير إخبارية بأن بعض المعتقلين الإيرانيين ينتمون إلى فيلق القدس وإلى الحرس الثوري الإيراني. غير أن فينتريل قال إن الحكومة الأميركية تظل تشك في نوايا الحكومة الإيرانية، وإنها تعارض أي تدخل إيراني في سوريا، خاصة دعم نظام الأسد. في الوقت نفسه، أوضح البيت الأبيض أنه ليس مهتما بتعيين خليفة لكوفي أنان، مندوب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا، الذي أعلن استقالته الأسبوع الماضي. وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، متحاشيا إجابة مباشرة عن تعيين خليفة لأنان «ببساطة، نحن نعمل مع شركائنا، سواء في الأمم المتحدة، أو على نطاق أوسع، بما في ذلك مجموعة أصدقاء سوريا، على بذل جهود متضافرة للضغط على نظام الأسد، ولدعم الشعب السوري، ولتقديم مساعدات إنسانية للشعب السوري، ولتقديم المساعدات غير القاتلة للمعارضة، ولمساعدة المعارضة في جهودها الرامية إلى توحيد صفوفها، وعلى نطاق واسع، للتحضير لليوم الذي سيكون فيه الأسد خارج السلطة في سوريا». وأضاف كارني أن الحكومة الأميركية أصيبت بخيبة أمل بسبب فشل كوفي أنان في مهمته، وفشل مجلس الأمن في «إجازة قرارات هادفة ضد الرئيس الأسد».

في الوقت نفسه، قال خبراء أميركيون مهتمون بأحداث الشرق الأوسط إن الحرب في سوريا لم تعد مواجهة بين المعارضة والنظام، لكن تقسيمات عرقية ضد وحدات عسكرية تنتمي إلى الطائفة العلوية، وإنه لا بد من وضع اعتبار لحقيقة أن رئيس الوزراء الذي انشق وعدد كبير من الذين أيضا انشقوا ينتمون إلى الطائفة السنية، وإن الأكراد السوريين يبدو أنهم يريدون تأسيس كيان منفصل مثل إخوانهم الأكراد في العراق. وقال تقرير أصدرته مجموعة «إنترناشيونال كرايسيس» (الأزمات الدولية) إن «النظام صار أساسا فصيلا متماسكا من المتشددين الذين يركزون على القتال، في صراع متزايد، مرير، وشرس، بهدف البقاء على قيد الحياة الجماعية، وغير مبال بالضغوط عليه، وغير قادر على التفاوض». وأضاف التقرير أن المعارضة نفسها أصبحت «بصورة متزايدة ضد العلويين»، وأن «الأصولية الآيديولوجية الإسلامية تزيد باستمرار»، بالإضافة إلى «فقدان الإيمان بالغرب».

وقالت تقارير أخرى إن مئات المقاتلين من تنظيم القاعدة تسللوا إلى سوريا، ويعملون على التغلغل وسط قوات المعارضة، ولكن لتحقيق أهداف إرهابية خاصة بهم، وإن هذا يعقد الوضع أكثر في سوريا، خاصة بسبب عداء «القاعدة» للشيعة وللعلويين.