«القاعدة» تغتال مدير كلية القيادة والأركان في تفجير انتحاري بحضرموت

قائد في اللجان الشعبية لـ «الشرق الأوسط»: عناصر التنظيم بالمئات ونطالب الدولة بألف مقاتل

يمنيون يتفحصون آثار التفجير في السيارة بعد التفجير الذي اودى بالضابط اليمني في مدينة المكلا أمس (رويترز)
TT

اغتال تنظيم القاعدة في الساعات الأولى من صباح أمس ضابطا رفيعا في الجيش اليمني، وذلك في انفجار سيارته في مسقط رأسه بمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، في وقت قال فيه رئيس اللجان الشعبية في محافظة أبين بجنوب اليمن، عبد اللطيف السيد لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من عناصر «القاعدة» يوجدون في المحافظة وهم بالمئات.

وقالت مصادر حكومية يمنية إن العميد الركن عمر سالم بارشيد مدير كلية القيادة والأركان التابعة لوزارة الدفاع اليمنية (كلية مركزية)، قتل في تفجير سيارته بواسطة عبوة ناسفة في المكلا، عاصمة حضرموت، وإن نجله أصيب في الحادث إصابات بالغة، وجاءت هذه العملية في سياق سلسلة العمليات المماثلة التي استهدفت وتستهدف ضباطا بارزين في الجيش اليمني وأجهزة الأمن والمخابرات، وذكر شهود عيان في المكلا لـ«الشرق الأوسط» أن الانفجار وقع بالقرب من جسر يربط حي الشرج أو العمال بالجهة الأخرى من خور المكلا، وإنه وقع بالقرب من مقر إدارة أمن المحافظة وإدارة الأمن السياسي (المخابرات) وعدد من محلات الصرافة وغيرها.

وحسب رواية رسمية أولية، فإن «سيارة نوع (برادو - تويوتا - خصوصي) كانت متوقفة في منطقة باجعمان بمدينة المكلا انفجرت فجأة وبداخلها شخص أصيب بإصابات بالغة، ونقل على أثرها إلى المستشفى وهو فاقد للوعي»، ورجحت المصادر أن «عبوة ناسفة زرعت في السيارة هي السبب وراء انفجارها»، وحسب مصدر رسمي، في وقت لاحق، فإن «فريقا أمنيا متخصصا من الأدلة الجنائية وصل إلى موقع الحادث لمعاينة السيارة وفحصها وجمع الأدلة والمعلومات حول الانفجار والأشخاص الذين يقفون وراءه»، ثم قالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن «مدير الكلية أثناء مروره بسيارته في منطقة باجعمان قبالة جسر المشاة بمدينة المكلا انفجرت بها عبوة ناسفة».

من ناحية ثانية، قال عبد اللطيف السيد، رئيس اللجان الشعبية في مديرية خنفر، التي تعد مدينة جعار عاصمتها ومركزا رئيسيا للجماعات الإسلامية المتشددة، إن «القاعدة» تواجد بشكل كبير، في أبين وخنفر (جعار) تحديدا، وقال السيد لـ«الشرق الأوسط» إن «الوجود كبير، وهذا الوجود، في مديرية خنفر فقط، يصل إلى ما بين 300 و400 شخص مسلح»، وقال إنهم يوجدون في المناطق التي تقع في أطراف مدينة جعار، تحديدا.

وأكد السيد، لـ«الشرق الأوسط» أن اللجان الشعبية قامت باعتقال ما لا يقل، عن 9 أشخاص من عناصر «القاعدة» عقب التفجير الانتحاري الذي استهدف مجلس عزاء بوفاة ابن شقيقه، السبت الماضي، وهو التفجير الذي قتل فيه 45 شخصا من أعضاء اللجان الشعبية والمواطنين ومثلهم من الجرحى، إضافة إلى اعتقال قوات الجيش والأمن عددا آخر، ويتوقع أن يصل العدد إلى قرابة 30 معتقلا، وأشار إلى أن «من نفذ الهجوم الانتحاري ضد مجلس العزاء ومن خطط للعملية ومن جرى اعتقالهم، هم من أبناء مدينة جعار، وأن من قام بمحاولة أخرى لاغتياله بواسطة سيارة مفخخة قرب منزله، بعد يومين، كانوا من خارج أبناء المدينة، وبينهم شخص يحمل الجنسية الصومالية (وهو انتحاري وتمكن من الفرار وكان يحمل حزاما ناسفا)».

وتتصدى اللجان الشعبية في محافظة أبين لعناصر تنظيم القاعدة، منذ عدة أشهر، ويقول عبد اللطيف السيد لـ«الشرق الأوسط» إن عدد أفراد اللجان ومسلحيها في مديرية خنفر فقط، يصل إلى 200 شخص، ويطالب «الدولة اليمنية بمساعدتنا ليصل أعضاء اللجان، على الأقل، إلى 1000، وقال السيد إن خالد عبد النبي، «المجاهد» السابق في أفغانستان، هو «أحد أهم عناصر (القاعدة) في محافظة أبين وهو أول من قام بإدخالها إلينا (القاعدة) وقام بتأسيسها وتأسيس هذا التنظيم الإرهابي».

وكانت القوات الحكومية العسكرية ومعها اللجان الشعبية، طهرت الأشهر الماضية، زنجبار (عاصمة أبين) وجعار (المركز الرئيسي للجماعات المتطرفة في أبين) من هذه العناصر، غير أن كثيرا من المتشددين اختبأوا في بعض الأحياء والمنازل خشية الملاحقة، وباشروا التخطيط لعملياتهم الإرهابية.

وشكلت اللجان الشعبية عقب سيطرة تنظيم القاعدة، ومعه التنظيم المحلي المسمى «أنصار الشريعة» على عدة مدن وبلدات في محافظة أبين الواقعة إلى الشرق من مدينة عدن، في جنوب البلاد، وتمكن مسلحو اللجان من دحر مسلحي «القاعدة» من المناطق التي يسيطرون عليها، كما تمكنوا من منع المسلحين المتشددين من السيطرة على مدينة لودر، ثم تتالت انتصاراتهم على هؤلاء المسلحين في أكثر من منطقة.