رومني يستعد لإعلان نائبه

أوباما يبادر ويهاجم كل المرشحين

ميت رومني المرشح الجمهوري المتوقع لرئاسة الجمهورية خلال لقائه بعمال أحد المصانع في ولاية إلينوي أمس وسط توقعات عن قرب إعلان اسم نائبه (أ.ب)
TT

بينما قالت مصادر أميركية إن ميت رومني، المرشح الجمهوري المتوقع لرئاسة الجمهورية ضد الرئيس باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، سيعلن نائبه في أي وقت الآن، بادر الرئيس أوباما وشن هجوما على قائمة المرشحين الذين يتوقع أن يختار منهم رومني نائبه.

وركز أوباما، خلال جولة في اليومين الماضيين في ولايات في الغرب الأوسط، على أن القائمة التي يتوقع أن يختار منها رومني نائبه تتغلب عليها أسماء محافظة، وبعضها ينتمي إلى حزب الشاي (الجناح اليميني للحزب الجمهوري).

وقال أوباما: «كأنما رومني ينتمي إلى الجناح المعتدل في الحزب الجمهوري، وهو لا ينتمي إليه، ها هو يريد اختيار نائب أيضا لا ينتمي إلى الجناح المعتدل في الحزب. هذه ستكون سابقة للحزب الجمهوري، ينتمي فيها مرشحا الرئاسة ونيابة الرئاسة إلى الجناح اليميني في الحزب». وأضاف أوباما، مخاطبا حشدا انتخابيا: «قلت لكم مرات كثيرة في الماضي إن المتطرفين قد سيطروا على الحزب الجمهوري».

في نفس الوقت، قال أنتونيو فيلاريغوسا، عمدة لوس أنجليس ورئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، إن ماركو روبيو، سيناتور جمهوري من ولاية فلوريدا، ومن اللاتينيين، مثله، ينتمي إلى الجناح اليميني في الحزب الجمهوري. وإن الناخبين، وخاصة اللاتينيين، يجب أن يضعوا ذلك في الاعتبار. وقال: «ماركو يشترك في تحويل الحزب الجمهوري نحو اليمين. ماركو ليس لاتينيا كما يقول، ماركو يميني لا يعطف على اللاتينيين». وكان الإعلام الأميركي ركز على ماركو روبيو كمرشح متوقع لمنصب نائب الرئيس. وعلى الرغم من أنه من أصل لاتيني، لا يحظى بشعبية، ولا يملك خبرة كبيرة. لكن، ينظر إليه على أنه يمكن أن يفيد رومني وسط ملايين الأميركيين اللاتينيين. حسبما جرت العادة، يعلن المرشح للرئاسة نائبه قبيل مؤتمر الحزب. وبالنسبة للحزب الجمهوري، سيعقد المؤتمر في نهاية أغسطس (آب) الحالي في تامبا (ولاية فلوريدا).

وبالإضافة إلى روبيو، من بين الأسماء التي كثر الحديث عنها: حاكم ولاية مينيسوتا تيم باولنتي (51 سنة). والسيناتور من ولاية أوهايو روم بورتمان (56 سنة). وزعيم الأغلبية في مجلس النواب بول رايان (45 سنة).

وارتفع كل من باولنتي وبورتمان مؤخرا إلى قمة لائحة التكهنات، ويبدو أنهما من الخيارات الآمنة، وأنه لا مجازفة في اختيارهما بسبب السنوات الكثيرة التي قضياها في العمل السياسي.

وقال جويل غولدشتاين، أستاذ في جامعة سان لويس (ولاية ميسوري): «سيفاجئني رومني إذا لم يختار بورتمان أو باولنتي». على الرغم من أنه قال إن الرجلين مختلفان كثيرا: باولنتي، على غرار رومني، يبدو «منافسا قليل الحظ» في واشنطن العاصمة. لكن، لأنه ابن سائق شاحنات، ربما سيحصل على بعض الشعبية بين العمال الأميركيين، وهو ما يفتقر إليه المرشح الجمهوري الثري رومني.

في المقابل، يبدو بورتمان من المحافظين المتشددين. وكان عمل في عهد الرئيس جورج بوش الابن كمدير للميزانية، ثم ممثل تجاري دولي. ويمثل ورقة رابحة لأنه من ولاية أوهايو المهمة. وخلال السنوات القليلة الماضية، لم يفز أي رئيس جمهوري من دون الفوز في ولاية أوهايو، حيث يتوقع أن تدور معركة صعبة هذه السنة. وبالإضافة هذين الخيارين المحافظين نسبيا، يدعو بعض الجمهوريين المحافظين إلى مزيد من الجرأة، وإلى اختيار مرشح أكثر محافظة. كما قال صحافي من المحافظين الجدد (نيو كون)، هو وليام كريستول، رئيس تحرير مجلة «ستاندارد». كتب تحت عنوان: «الجرأة يا ميت!!»، ودعا إلى اختيار النائب بول رايان، الزعيم اليميني المفكر في الحزب الجمهوري، والشخصية المحبوبة وسط مؤيدي «حزب الشاي». كذلك اختارت صحيفة «وول ستريت جورنال»، يوم الخميس في افتتاحية رئيسية، رايان الذي يرأس لجنة الميزانية في مجلس النواب. غير أن غولدشتاين، الأستاذ في جامعة سنت لويس، أشار إلى أن رايان «يقف في الجانب البعيد في الحزب الجمهوري». وأن برنامجه الضريبي والمالي «بارود سياسي»، إشارة إلى أنه يدعو إلى تقليص دور الحكومة في الاقتصاد والمجتمع الأميركي بصورة لا ينافسه فيها حتى الرئيس رونالد ريغان، زعيم المحافظين في الحزب الجمهوري، الذي غير الخريطة السياسية والاقتصادية الأميركية عندما فاز بالرئاسة سنة 1980. وأيضا، اقترح كريستول، الصحافي الجمهوري من «المحافظين الجدد»، ماركو روبيو، السيناتور الشاب (41 سنة) من فلوريدا، الذي يمثل حركة حزب الشاي. وقال كريستول: «هذا السيناتور الجمهوري الشاب هو الأكثر موهبة». وإن روبيو، الأميركي من أصل كوبي، سيساعد الحزب الجمهوري في جلب الناخبين اللاتينيين. على الرغم من أن كريستول اعترف بأن أكبر نقطة ضعف لدي روبيو تتمثل في كونه لا يتمتع بتجربة كبيرة في العمل السياسي الوطني.