عضو كنيست يطرح رسميا مشروع قانون لتقسيم الأقصى

دعا إلى نقل قبة الصخرة ليتسنى بناء الهيكل

TT

بعد أيام من التداول الصحافي للموضوع، تقدم عضو الكنيست الإسرائيلي اليميني المتطرف، أريه إلداد، بمشروع قانون رسمي طرحه على جدول الأعمال، يهدف إلى تقسيم باحة الأقصى للصلاة ما بين المؤمنين المسلمين واليهود، بحيث لا يسمح للمسلمين بدخولها عندما يصلي فيها اليهود، ولا يسمح لليهود بدخولها عندما يصلي فيها المسلمون.

وجاء في تفسير المشروع إنه يهدف إلى وقف الوضع الحالي الذي تقتصر فيه الصلاة في باحة الأقصى على المسلمين، وجعل حاله كحال الحرم الإبراهيمي في الخليل. وأضاف أن «ساحة جبل البيت (هكذا يسمي اليهود باحة الأقصى ويزعمون أنها تقوم على أنقاض هيكل سليمان)، هي أكثر الأماكن قدسية لدى شعب إسرائيل. فيها قام الهيكل الأول والثاني. وهي في الوقت نفسه من أقدس الأماكن للمسلمين، حيث ينتصب فيه المسجد الأقصى. ولها مكانة خاصة حتى للمسيحيين. وينبغي أن تتاح للجميع حرية الزيارة وإقامة الصلاة، من خلال تنظيم الأوقات بشكل عادل: أياما أو ساعات محددة للمسلمين وأخرى لليهود وكذلك للحجاج والسياح».

وينص اقتراح إلداد على أن تغلق باحة الأقصى أمام اليهود بشكل قاطع خلال المناسبات الدينية الإسلامية الخاصة، مثل: ليلة القدر وعيد الفطر وعيد الأضحى وعاشوراء وعيد المولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج. وفي الوقت نفسه تغلق باحة الأقصى تماما في وجه المسلمين خلال الأعياد اليهودية، مثل رأس السنة العبرية ويوم الغفران وعيد العرش وعيد الفصح وعيد البواكير ويوم صوم التاسع من آب (ذكرى خراب الهيكل). وعندما يصادف وقوع عيد إسلامي في نفس يوم العيد اليهودي يقترح القانون تقسيم باحة الأقصى بينهما لعدة ساعات لكل طرف.

وكان إلداد هذا قد اقترح، فقط في يوليو (تموز) الماضي، «قص» مبنى الصخرة المشرفة في الحرم القدسي الشريف ونقلها إلى موقع آخر حتى يبنى مكانها الهيكل اليهودي. وأثار تصريحه حفيظة النواب العرب في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، الذين طالبوا بنزع حصانته البرلمانية حتى تتاح محاكمته بتهمة السعي لإثارة حرب دينية في القدس.

إلداد هذا هو بروفسور في الطب ويمثل في الكنيست حزب الاتحاد القومي، وهو حزب يميني متطرف معارض. قام خصيصا بزيارة استفزازية لباحة الحرم القدسي الشريف مع ثلة من نشطاء اليمين المتطرف، لكي يطرح أفكاره، بحجة إحياء ذكرى خراب الهيكل اليهودي في القدس وفقا للتقويم اليهودي (التاسع من آب). فقال إن «لليهود هدفا وطنيا ودينيا واضحا بإعادة بناء الهيكل للمرة الثالثة في التاريخ، ولن يقبلوا بأن يبقوا بلا هيكل بعد أن تمكنوا من إعادة بناء الدولة اليهودية».

وأضاف إلداد أنه لا يقترح هدم المسجد الأقصى، ولا هدم قبة الصخرة، إنما يريد نقل قبة الصخرة وحدها من مكانها. وقال: «قبل أشهر، أدهشنا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باقتراحه أن لا يهدم البيوت الاستيطانية في حي (أولبناة) في مستوطنة بيت إيل، بل أن يقصها بطرق هندسية وفقا للتكنولوجيا الحديثة ونقلها كما هي إلى موقع آخر في المستوطنة. وبوحي من هذا الاقتراح، يمكننا أن ننقل الصخرة من مكانها من دون أن نهدد شكلها الهندسي أو قوتها». وادعى أن الصخرة ليست مسجدا وأن المسلمين يسمونها «مسجد عمر» بالخطأ، ولذلك يجوز نقلها. وحرص إلداد على القول إن ما يقوله ليس مجرد اقتراح، بل هدف سيتحقق قريبا.