نفى المتحدث الرسمي باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة ووزارة الدفاع العراقية العقيد ضياء الوكيل أن «تكون الولايات المتحدة قد مارست ضغوطا من أي نوع على العراق فيما يتعلق بصفقة طائرات (إف 16) لا سيما على صعيد تدريب الطيارين العراقيين عليها». وقال الوكيل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الخبر انتشر فعلا في الأوساط الإعلامية والسياسية ولا يزال يتداول حتى في البرلمان من أن واشنطن تعمدت إقصاء الشيعة من التدريب على طائرات الـ(إف 16) الأمر الذي سيضطرنا إلى إصدار بيان رسمي في وقت لاحق لتوضيح مثل هذه الملابسات». وأضاف أن «العراق هو الذي أرسل الطيارين الذين يتدربون الآن في الولايات المتحدة على هذه الطائرات وعددهم 13 طيارا وهم من طوائف ومكونات مختلفة وليس الولايات المتحدة هي التي طلبت ذلك أو تدخلت بحذف أو إضافة أي اسم».
وكشف الوكيل أن «الحكومة العراقية سوف ترسل مطلع العام المقبل 14 طيارا آخرين للتدريب على هذه الطائرات وهم أيضا من كل مكونات المجتمع العراقي». وردا على سؤال بشأن نسبة التمثيل لكل مكون بين هؤلاء الطيارين الذين سيصبح عددهم 27 طيارا قال الوكيل «الآن أعطيتك العدد الإجمالي وفي البيان التوضيحي الذي سنصدره سوف نوضح طبيعة التمثيل والتوازن في العدد».
وردا على سؤال حول متى يتسلم العراق أول طائرة إف 16 قال الوكيل «إن أول طائرتين سيتسلمها العراق خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2014 مع اثنين من الطيارين العراقيين الذين تدربوا عليها».
وكان عدد من أعضاء البرلمان العراقي قد واصلوا اتهام الولايات المتحدة بإقصاء الشيعة من صفقة الطائرات. وقال النائب عن التحالف الوطني كريم عليوي في تصريح صحافي إن «الإقصاء الواضح للشيعة في عملية اختيار الطيارين الذين سيرسلون إلى الولايات المتحدة للتدريب على قيادة طائرات الـ(اف 16) منبعه مخاوف أميركية واضحة من منح الشيعة قدرة استخدام تلك الطائرات».
ودعا عليوي لجنة الأمن والدفاع إلى أن «يكون لها دور في تسقيط هذا المشروع الطائفي من خلال الضغط على المسؤولين الأميركيين وخاصة السفارة بعدم أخذ مثل هذا القرار بجدية مع مقاطعة عدم تدريب الطيارين الشيعة على هذه الطائرات المتطورة جدا».
وكانت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية قد طالبت مكتب القائد العام للقوات المسلحة بتزويدها بأسماء الطيارين العراقيين المتدربين على طائرات إف 16 للتأكد من تحقق توازن مكونات الشعب فيها.
وقال عضو اللجنة عدنان المياحي في تصريح صحافي «إننا كلجنة أمن ودفاع في مجلس النواب طالبنا مكتب القائد العام للقوات المسلحة الذي بدوره سيخاطب قيادة القوة الجوية في وزارة الدفاع بتزويد اللجنة بأسماء الطيارين العراقيين الذين يخضعون للتدريب على هذه الطائرات للتحقق من توازنهم وتمثيلهم لجميع مكونات الشعب العراقي بما أكد عليه الدستور بضرورة تحقيق التوازن في مؤسسات الدولة».