دبلوماسيون: الأخضر الإبراهيمي سيخلف أنان

دعا أعضاء مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف موحد حول النزاع في سوريا

TT

دعا الأخضر الإبراهيمي، وزير الخارجية الجزائري السابق المرشح لخلافة كوفي أنان مبعوثا عربيا ودوليا لسوريا، أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس إلى اتخاذ موقف موحد حول النزاع في سوريا.

وقال الإبراهيمي في بيان أصدرته مجموعة «الحكماء» التي تضم عددا من الشخصيات العالمية إن «على مجلس الأمن الدولي والدول الإقليمية تبني موقف موحد من أجل ضمان إمكانية إجراء عملية انتقال سياسي بالسرعة الممكنة». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف أن «ملايين السوريين يريدون السلام ولا يمكن لقادة العالم أن يظلوا منقسمين لفترة أطول متجاهلين دعواتهم».

وأكد أن «على السوريين أن يجتمعوا معا كأمة واحدة من أجل التوصل إلى صيغة جديدة. هذه هي السبيل الوحيدة ليتمكن جميع السوريين من العيش معا في سلام في مجتمع لا يقوم على الخوف من الانتقام، بل على التسامح».

ورجح دبلوماسيون تعيين الإبراهيمي خلفا لأنان الأسبوع المقبل. ورفض متحدث باسم الأمم المتحدة التعليق على تلك الأنباء وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يجري مشاورات حاليا.

وتضمن بيان لجنة الحكماء كذلك تصريحات للرئيس الفنلندي السابق مارتي أهتيساري الذي طرح اسمه كخليفة محتمل لأنان.

وقال أهتيساري «نريد من المجتمع الدولي أن يمارس القيادة وأن يترفع عن المصالح الخاصة والتحالفات الإقليمية وإيجاد تسوية حقيقية لمصالح الشعب السوري». كما تضمن البيان تصريحات لديزموند توتو جنوب الأفريقي الحائز على جائزة نوبل للسلام، والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أعربا فيها عما وصفته لجنة الحكماء بـ«الغضب الأخلاقي» بسبب عدم تحرك المجتمع الدولي بشأن سوريا.

ومن المتوقّع أن يُعلن رسميا بداية الأسبوع المقبل عن تعيين الأخضر الإبراهيمي (78 عاما)، وزير الخارجيّة الجزائري السابق والدبلوماسي المخضرم، مبعوثا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربيّة إلى سوريا خلفا للمبعوث السابق كوفي أنان، بعدما استقال من منصبه الأسبوع الفائت بسبب عدم تعاون الدول الكبرى معه لإنجاح مهمته.

يعرف الإبراهيمي خصوصيّة سوريا ومحيطها جيّدا، ويعرفه اللبنانيون كذلك جيّدا، هو الذي قصد بيروت نهاية الثمانينيات وكان من أبرز مهندسي اتفاق الطائف وصاحب الجولات المكوكيّة بين أطراف محليّة وإقليميّة ودوليّة في إطار مفاوضات أفضت إلى ترتيب البيت اللبناني بعد سنوات الحرب الأهليّة.

شغل الإبراهيمي مراكز مهمّة، فسبق وعُيّن مبعوثا للأمم المتحدة في أكثر المناطق اضطرابا حول العالم، وكُلّف من الأمم المتحدة بإيجاد حلول تفاوضيّة في عدد كبير من بؤر التوتّر وتكلّلت معظم مهمّاته بالنجاح. ومن أبرز هذه المهام التي قام بها:

2004: عُيّن مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في العراق للمساعدة في تشكيل حكومة انتقالية تمهيدا لإقامة انتخابات تشريعيّة في البلاد.

2001 - 2004: ترأس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان حيث أوكلت له مهمة الإشراف على أنشطة الأمم المتحدة المتعلّقة بالسياسة وحقوق الإنسان والإغاثة وإعادة البناء.

1997 - 1999: عمل مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في أفغانستان.

1996 - 1997: عمل ممثلا خاصا للأمم المتحدة في هايتي.

1993 - 1994: عُيّن ممثلا خاصا للأمم المتحدة في جنوب أفريقيا، حيث ترأس بعثة المراقبين الدوليين إلى حين انتخاب نيلسون مانديلا رئيسا للبلاد.

1991 - 1993: عمل وزيرا لخارجيّة الجزائر.

1989: عين مبعوثا خاصا للجنة الثلاثيّة للجامعة العربيّة في لبنان، حيث ساهم بشكل فاعل في التوصّل إلى اتفاق الطائف الذي أنهى أكثر من 17 عاما من الحرب الأهليّة في لبنان.

1984 - 1991: عُيّن أمينا عاما مساعدا في جامعة الدول العربيّة.

1982 - 1984: عمل مستشارا دبلوماسيا للرئيس الجزائري في مصر والسودان.

1971 - 1979: عُيّن سفيرا للجزائر في المملكة المتحدة.

1963 - 1970: عمل ممثلا دائما للجزائر لدى جامعة الدول العربيّة في القاهرة.

1954 - 1961: عيّن ممثلا لجبهة التحرير الوطني في جنوب شرقي آسيا، في العاصمة الإندونيسيّة جاكرتا.

أحيل الإبراهيمي نهاية عام 2005 إلى التقاعد لكنّه وافق في عام 2009 على ترؤس مجموعة خبراء مستقلين لتقديم توصيات حول الأمن. يُشار إلى أن الأخضر الإبراهيمي عضو في مجموعة «القدماء»، التي تضم شخصيّات تعمل على إيجاد تسوية للنزاعات في العالم كالرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر والرئيس الفنلندي السابق والحائز على جائزة نوبل للسلام مارتي اهتيساري.

حصل الإبراهيمي عام 2010 على جائزة الحكّام الخاصة لتفادي النزاعات من طرف مؤسّسة شيراك التي أسسها الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك لنشر السلم العالمي. وللإبراهيمي ثلاثة أبناء، أبرزهم ابنته ريم، التي عملت مراسلة لشبكة «سي إن إن» خلال الحرب في العراق في 2003، وهي زوجة الأمير علي شقيق ملك الأردن.