خطيب المسجد الحرام يدعو القادة إلى اتخاذ مواقف حازمة من المتطرفين

قال إن الفتنة الطائفية تنبت الشقاق والتناحر والخصومة

TT

دعا الشيخ صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إلى اتخاذ مواقف حازمة ضد كل من يرى الإسلام في دائرة التطرف ودائرة الإرهاب، وقال «إنهم يجعلون أهل الإسلام يدفعون ثمن ذلك غاليا من أنفسهم وكرامتهم واقتصادهم وسياستهم وعلاقاتهم»، محذرا من المطامع الصغرى والمصالح الضيقة أن «تقف أمام المصالح الكبرى وآمال الأمة وثقتها».

ونادى الشيخ بن حميد إلى وحدة المسلمين وتضامنهم والتحاور والمشاورة فيما بينهم، ووصف في خطبة الجمعة يوم أمس، اجتماع التضامن الإسلامي المزمع انعقاده الأسبوع الحالي بمكة المكرمة، بأنه «رغبة حقيقية للتغيير نحو الأفضل وعزم صادق على الإصلاح المنشود وتحقيق أهداف هذا المؤتمر».

وخاطب القادة والزعماء بضرورة أن «ينتهج المؤتمر حوارا راقيا شفافا يعيد للأمة حيويتها ويزيل الحواجز المفتعلة»، وقال «يجب لنجاح القمة أن تتغلب القيم الأصيلة والمصالح الكبرى والوقوف مع كل مطلب عادل تفعيلا لقدرات الأمة وتوحيدا لطاقاتها، في تضامن حقيقي وإرادة حازمة جادة للنهوض بالأمة وعزم صادق لمواجهة التحديات».

وأضاف خطيب المسجد الحرام قائلا «إن أولى الأوليات تعزيز التضامن الإسلامي والسير الجاد نحو تحقيق وحدة تنقذ الأمة من هذا التشرذم والاضطراب، إن شعوبكم تنتظر منكم مواقف حازمة ضد الحملات التي يتعرض لها الإسلام ونبي الإسلام وكتاب الإسلام»، مؤكدا أن الحلال بين وأن الحرام بين وأن العدل بين وأن الظلم بين.

وقال الشيخ ابن حميد «إن الفتنة التي ذم قرنها، والأفعى التي أطلت برأسها هي هذه الطائفية المذهبية المقيتة التي يحاول من يحاول من أعداء الأمة ممن لا يريد لها خيرا ولا يريد لها قياما يحاول أن يرسخها وأن يتنامى دورها السلبي.. إنها والله تنبت الشقاق والتناحر والخصومة والأحقاد، وهي المدخل العريض للتنافس لتحقيق مصالحهم الخاصة ومطامعهم على حساب تقسيم وتوسيع الخلافات، وبث روح الانكفاء على الاصطفافات الضيقة». وأضاف «إنها العائق الصلب والسد العظيم أمام تحقيق كل هدف إسلامي نبيل وأعظمها الوحدة الإسلامية المنشودة».

وأشار الإمام في خطبته إلى المذابح الجماعية في سوريا وميانمار، وقال «يذهب كل يوم رجال ونساء وأطفال كلهم أبرياء عزل مسالمون في سوريا الجريحة وفي ميانمار، ويقوم بذلك كله طغاة متجبرون مجرمون ما نقموا منهم، إلا أن لهم حقوقا مشروعة ومطالبات عادلة في العدل والإصلاح والعيش الكريم، ولا بد من وقفات حازمة لحماية هؤلاء المظلومين ورفع الظلم عنهم وتمكينهم من نيل حقهم المشروع في الحياة الآمنة الكريمة والأخذ على يد الظالم».

وأضاف «ثمة قضايا أساسية هي الطريق لتحقيق الوحدة المنشودة يجب النظر فيها ويكون الاعتماد بعد الله في بحثها والنظر فيها على جهود دولنا الإسلامية ومواردها ورجالاتها وكفاءتها؛ في وضع الخطط ورصد الموارد للمشاريع المشتركة الاقتصادية والصناعية والعسكرية وإصلاح التعليم وتحقيق الريادة العلمية والتقنية في أقطار المسلمين مع ما ينبغي ملاحظته من حفظ حقوق الناس والحرية العامة، وحقوق الأقليات وما يتطلبه ذلك من ضبط مسار الإعلام حتى لا يزيد من مناخات التوتر وزرع الشكوك وافتعال التنافر، إلى جانب تقليل مواطن لا لتلقي مما يراكم الأخطاء في حق أوطاننا ومستقبل شعوبنا».