الكتل السياسية تستعد للحوارات الرسمية بشأن «الإصلاح».. والسيستاني يدعو للاحتكام للشعب

المتحدث باسم المجلس الأعلى لـ«الشرق الأوسط»: طالباني يرعى الحوارات الرسمية

TT

أعلن رئيس التحالف الوطني ورئيس لجنة الإصلاح إبراهيم الجعفري أن الأجواء السياسية في العراق باتت الآن «أكثر إيجابية» عما كانت عليه سابقا وهو ما يتطلب الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الإصلاح في وقت دعا فيه عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الأعلى في العراق أي الله علي السيستاني إلى عرض ورقة الإصلاح على الشعب.

وقال الجعفري في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم إنه «تم استعراض خلاصة نقاشاتنا مع الأطراف المختلفة في مبادرة الإصلاح، وعقدنا المقارنة بين ما كنا عليه في الشهرين الماضيين وما نحن عليه الآن»، مؤكدا أن «الأجواء اليوم أكثر إيجابية أو أقل سلبية عما كانت عليه سابقا». وأشار إلى «قرب عقد اجتماعات ذات طابع كتلي بعد أن تجاوزنا مرحلة الحوارات الثنائية، حتى تتحقق المشاركة لكل الأطراف من دون استثناء»، مشددا على ضرورة «الحفاظ على الوحدة الوطنية بيننا وبين شركائنا الحقيقيين في كل الأمور بدءا من القضايا الاستراتيجية المهمة إلى أبسط الأشياء». وأضاف الجعفري أن «الشريك لا يمكن أن يُهمَّش»، لافتا إلى «وجود بعض الإرهاصات على المستوى الإقليميّ، ولا نملك إلا أن نؤكد على ضرورة رصّ الصف الوطني العراقي بين القوى الوطنية السياسية العراقية كل». وأوضح الجعفري أن «المشتركات كثيرة جدا، فلا يمكن أن نتجاهلها، وقد حصلنا على مردودات إيجابية وطيبة»، مؤكدا أن «الحاجة ماسة إلى هذا التكامل الثنائي بين البرلمان والحكومة، وبين التحالف وبقية التحالفات إلى تفهّم الإشكالات التي يثيرها الآخرون».

واعتبر رئيس التحالف الوطني أن «الحوار وما نصل إليه من توافقات بين الأطراف كل قادر على أن يحلّ لنا المشكلات على المدى القريب أو المتوسط بحسب طبيعة المشكلات المطروحة»، مؤكدا أن «المردودات كانت إيجابية».

من جانبه، قال الحكيم إنه بحث مع الجعفري «الأزمة السياسية والتطوّرات الإيجابية التي تشهدها وإجراءات الإصلاح المطلوب تحقيقها»، مؤكدا أنه «تم التحضير للقاءات أكثر جدية وحماسا، والاستعداد لنتائج حاسمة ومهمة بعد أيام العيد». وكرر الحكيم دعمه «بقوة لوحدة وتماسك التحالف الوطني ليكون ظهيرا قويا وشريكا مهما لسائر الشركاء في العملية السياسية بالعراق»، مشددا على ضرورة «التغلب على الإشكاليات، وتوحيد الرؤى بما يحقق المزيد من اللحمة الوطنية، والانسجام، وإعادة الحقوق إلى أصحابها في عملية تتكامل فيها الحقوق والواجبات لجميع الأطراف في ساحتنا العراقية».

وفي هذا السياق أكد المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى الإسلامي حميد معلة الساعدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «التحضيرات للمرحلة الثانية من الحوارات بدأت وذلك من خلال مطالبة الكتل السياسية الأخرى بتشكيل لجان تفاوض رسمية تمثل الكتلة بجميع مكوناتها بعد أن اتضح الآن أن الجميع بات مقتنعا بجدوى الإصلاح وضرورته». وأضاف الساعدي أن «التحالف الوطني سيقدم للكتل السياسية ورقة الإصلاح لكي يضيفوا ما يريدون أضافته إليها مع إعطاء الضمانات الكافية لتجاوز عملية الإحباط وخيبة الأمل التي كانت قائمة خلال الفترة الماضية». وأوضح أن «المباحثات الرسمية ستبدأ بعد انتهاء عطلة العيد وبرعاية من قبل الرئيس جلال طالباني الذي سيعود إلى البلاد بعد العيد أيضا وسيدعو بعد الانتهاء من الحوارات الرسمية بين الكتل إلى الاجتماع الوطني».

من جهته دعا ممثل المرجعية في كربلاء عبد المهدي الكربلائي إلى أن تكون ورقة الإصلاحات شاملة وأن تعرض على الشعب ليعرف أبرز مبادئها. وقال في خطبة صلاة الجمعة أمس «لا نعلم ولا المواطن يعلم بشيء عن المبادئ الأساسية لورقة الإصلاحات مما ينبغي طرح مبادئ تلك الورقة على المواطنين وبيان أهل الرأي والحكمة فيها مما يعطي ذلك الأمر واقعية أكبر». وأضاف «كما ولابد من شمولية ورقة الإصلاحات لتشمل الميادين القانونية والأخلاقية والوطنية وليس فقط السياسية»، لافتا إلى أن «الكثير من القوانين تشل خدمة المواطنين وبعض المؤسسات لا تمتلك قانونا لها». وتابع الكربلائي أن «الجميع بدءا من القادة السياسيين بحاجة إلى بناء وترسيخ روح المواطنة الصادقة وتطهير أنفسهم من دائرة الولاءات الضيقة»، داعيا إلى أن «تكون الإصلاحات شاملة وعامة لأن بعض مشكلات العراق ليس مرتبطة بالجانب السياسي فقط».

وعلى صعيد متصل حذر نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي من التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه العراق. وقال في بيان أمس، خلال لقائه وفدا من التيار الصدري برئاسة رئيس كتلة الأحرار في البرلمان بهاء الأعرجي إن الاجتماع «ناقش الإصلاحات السياسية والسبل الكفيلة لإنجازها»، محذرا «من التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه العراق». وأكد الخزاعي على ضرورة «اللجوء إلى الحوارات السياسية بين الكتل لتجاوز العقبات والمضي قدما بما يحقق تطلعات الشعب العراقي»، معتبرا أن «توحيد المواقف بين الكتل سيسهم في إيجاد الحلول الناجعة للمشكلات السياسية التي تعاني منها البلاد».