واشنطن تفرض عقوبات على حزب الله وتتهمه بـ «دور مركزي » في قمع الأسد لشعبه

فرضت عقوبات على شركة النفط السورية «سيترول»

TT

اتهمت وزارة الخزانة الأميركية أمس حزب الله اللبناني بأداء «دور مركزي» في أعمال القمع التي يرتكبها النظام السوري برئاسة بشار الأسد في سوريا.

وأعلنت واشنطن أمس فرض عقوبات على حزب الله اللبناني «لتوفيره الدعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد». وقالت مصادر إخبارية أميركية إن هذه الخطوة إضافية، لأن واشنطن كانت فعلا اعتبرت حزب الله منظمة إرهابية.

وفي البيان الذي أصدرته وزارة الخزانة الأميركية عن العقوبات، قالت إن حزب الله يقدم «التدريب، والمشورة، والدعم اللوجستي الواسع النطاق» لنظام الأسد. وإن حزب الله يساعد على تدريب القوات السورية عن طريق فيلق القدس الإيراني، والحرس الثوري الإيراني.

وقال رئيس قسم العقوبات في وزارة الخزانة، ديفيد كوهين، إن مساعدة حزب الله للرئيس الأسد «تكشف عن الطبيعة الحقيقية لهذه المنظمة الإرهابية، وعن دورها المزعزع للاستقرار في المنطقة».

وحسب العقوبات الأخيرة، يمنع الأميركيون من القيام بأعمال تجارية مع حزب الله، ويمنع حزب الله من وضع أي أصول مالية في الولايات المتحدة.

كما فرضت واشنطن أمس عقوبات على شركة تسويق النفط السورية «سيترول» الحكومية بسبب تعاملاتها مع إيران، وذلك في إطار المساعي الأميركية للتضييق على النظامين في طهران ودمشق وتجفيف عائداتهما الضرورية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فينتريل، في بيان، إن «هذا النوع من التجارة يسمح لإيران بمواصلة تطوير برنامجها النووي، وفي الوقت ذاته بتزويد الحكومة السورية بالموارد لقمع شعبها».

وأضاف المتحدث أن دمشق وطهران أجرتا تعاملات في قطاع الطاقة «بحيث أرسلت سوريا 33 ألف طن متري من البنزين إلى إيران في أبريل (نيسان) في صفقة قيل إن قيمتها بلغت 36 مليون دولار».

وتابع: «رغم أن هذه العقوبات هي نتيجة مباشرة لتزويد سوريا لإيران بالبنزين، إلا أن الولايات المتحدة تعتبر أن الدعم الأوسع الذي تقدمه إيران لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد غير مبرر مطلقا». وقال أيضا إن «إيران تنشط في تقديم الدعم والإمدادات والمساعدة لقوات الأمن السورية والميليشيات المدعومة من النظام التي ترتكب انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان ضد الشعب السوري».

وجاء إعلان وزارة الخارجية فيما أعلنت وزارة الخزانة إضافة حزب الله الشيعي اللبناني، المرتبط بإيران، إلى قائمة المنظمات المستهدفة بالعقوبات الخاصة بسوريا.

وقال فينتريل إن «المسؤولين الإيرانيين يتفاخرون بالدعم الذي تقدمه إيران للأسد.. إن ما تقوم به إيران في سوريا يؤكد خوفها من فقدان حليفها الوحيد المتبقي في الشرق الأوسط الذي يعتبر قناة مهمة لحزب الله».

وأضاف أن «العقوبات التي فرضت اليوم (أمس) تبعث برسالة واضحة هي أن الولايات المتحدة تعارض بشدة مبيعات منتجات النفط المكررة إلى إيران وستستخدم جميع الإجراءات المتوافرة لوقف ذلك».

وبينما يتوقع أن تصل هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية اليوم إلى تركيا، لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك، ومع المعارضة السورية، حول تطور الأوضاع في سوريا، قال مسؤول أميركي يرافق الوزيرة، مع نهاية جولتها في عدد من الدول الأفريقية، إن الوزيرة سوف تعلن، مع وصولها إلى تركيا، عقوبات إضافية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال جون برينان، مستشار الرئيس أوباما في الحرب ضد الإرهاب، إن كل الخيارات موضوعة على المائدة حول سوريا، وعلى الرغم من أنه لم يشر إلى إعلان منطقة حظر الطيران فوق سوريا، قالت مصادر إخبارية أميركية إنه ربما يقصد ذلك.

من ناحية أخرى، تتوقع هذه المصادر أن تزيد كلينتون المساعدات الأميركية إلى السوريين المتضررين من الحرب بأكثر من خمسة ملايين دولار، لتصل جملة المساعدات، منذ بداية الثورة، إلى أكثر من ثمانين مليون دولار. في نفس الوقت، قال جون برينان، مستشار الرئيس أوباما لمحاربة الإرهاب إن كل الخيارات موضوعة على الطاولة حول سوريا، بما في ذلك إعلان منطقة حظر الطيران فوق سوريا، على الرغم من أنه لم يذكر هذه النقطة مباشرة. غير أنه أضاف: «نحن نريد القيام بأي شيء على شرط ألا تكون فيه مساهمة في مزيد من العنف».