الأمم المتحدة تتحدث عن 150 ألف سوري فروا من بلدهم إلى الدول المجاورة

الصليب الأحمر: نواجه صعوبات في إيصال المساعدات لسكان دمشق وحلب

أحد النازحين من حلب يحمل حقيبة على كتفه أمس (رويترز)
TT

تشير الأرقام المتضخمة التي عممتها مؤخرا المنظمات الدولية لجهة أعداد النازحين في الداخل السوري كما في دول الجوار إلى أن الأزمة السورية بلغت نقطة اللاعودة خاصة بعد اشتداد معارك حلب.

وفي هذا الإطار، أعلنت الأمم المتحدة بالأمس أن 150 ألف سوري فروا حتى الساعة من سوريا إلى الدول المجاورة نتيجة القتال الحاصل في الداخل، بينما كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، عن صعوبات تواجه العناصر الميدانيين كما عناصر الهلال الأحمر في إيصال المساعدات لأهالي دمشق وحلب.

ومن بيروت، تحدثت الناطقة الرسمية باسم مفوضية شؤون اللاجئين أريان روماي عن وجود 37386 لاجئا سوريا في لبنان، 35686 منهم مسجلون رسميا لدى المفوضية، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «2.9 في المائة من اللاجئين الموجودين في لبنان أتوا من حلب، بينما العدد الأكبر من النازحين من المدينة يتوجهون إلى تركيا التي بلغ عدد النازحين إليها الأسبوع الماضي 6000».

وكان أدريان إدواردز المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي للاجئين أوضح أن أعدادا متزايدة من المدنيين السوريين تفر من القتال لا سيما في حلب ليصل إجمالي حجم اللاجئين المسجلين في أربع دول مجاورة منذ بدء الصراع إلى 150 ألفا تقريبا. وقال: «طرأت في الأسبوع الماضي زيادة حادة في أعداد المقبلين إلى تركيا، وهناك كثيرون يأتون من حلب والقرى المجاورة. والآن إذا نظرت إلى المناطق الأخرى فأعتقد أن الوضع ينطوي على زيادة مطردة ومستمرة، لكن حيث يقع القتال نرى التداعيات».

وأشارت مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين ومقرها جنيف إلى أنه بدءا من ليل الخميس الجمعة تم تسجيل 50227 لاجئا في تركيا 45869 لاجئا سوريا في الأردن و36841 لاجئا في لبنان و13587 لاجئا في العراق الذي شهد أيضا عودة 23228 عراقيا من سوريا منذ 18 يوليو (تموز) الماضي.

وقال إدواردز «نعلم بوجود أعداد لا بأس بها من اللاجئين في دول أخرى لم يتم تسجيلها، كما في الجزائر ومصر والمغرب ومنطقة إيفروس اليونانية المتاخمة لتركيا». وأضاف: «إن هذه الأعداد محدودة للغاية إذا ما قورنت بعدد اللاجئين السوريين الفارين إلى دول مجاورة».

وبالتزامن، كشف مسؤول تركي لوكالة الصحافة الفرنسية أن أكثر من 2500 سوري فروا إلى تركيا ليل الخميس - الجمعة بسبب حدة المعارك في بلادهم، ليصل عدد اللاجئين السوريين إلى 53 ألفا حسبما أعلن المسؤول في الجهاز التركي للحالات الطارئة والكوارث الطبيعية.

ونفى المسؤول التركي ما ذكرته بعض وسائل الإعلام التركية عن أن ثلاثة آلاف لاجئ ينتظرون عند الحدود بسبب عدم توفر أماكن في المخيمات التركية، وقال: «لدينا مخيمات في مدينتي أقجاكالي وكركميس قرب الحدود قادرة على استيعاب 10 آلاف سوري».

بدورها، أعلنت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ماريان غاسر أن اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري قدما خلال الأسابيع الثلاثة الماضية المساعدات إلى أكثر من 125000 شخص يتعرضون للعنف في أنحاء عدة من سوريا.

وقالت «حين بدأ الوضع يتفاقم في دمشق، أصبح من الصعب جدا لموظفينا التنقل داخل المدينة وحولها من أجل تقديم المساعدة إلى السكان المدنيين. وتزايدت الاحتياجات بسرعة كبيرة ما اضطر اللجنة الدولية إلى تكييف طريقة عملها سريعا من أجل التمكن من تلبية هذه الاحتياجات بالشراكة مع الهلال الأحمر العربي السوري».

وأضافت: «تثير حلب قلقا خاصا لدى اللجنة الدولية ليس بسبب موقعها الجغرافي البعيد فحسب، بل لأن الهلال الأحمر العربي السوري اضطر إلى تعليق أغلبية أنشطته بسبب حالة الخطر الشديد على الأرض. ومع ذلك واصل عشرات المتطوعين العمل في ظل ظروف بالغة الصعوبة من أجل تلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان المدنيين».