استهداف موكب عسكري واشتباكات عنيفة وسط العاصمة

المعارضة تتحدث عن إسقاط مروحية في ريف دمشق.. وقصف مدفعي على قرى اللاذقية وجوي على حلب

أحد عناصر الجيش السوري الحر أثناء الاشتباكات التي دارت بينه وبين القوات النظامية بحي صلاح الدين بحلب أمس (رويترز)
TT

هز انفجار قوي حي المرجة وسط العاصمة دمشق، تبعه تبادل إطلاق نار كثيف ظهر يوم أمس السبت، في محيط وزارة الداخلية السورية، وامتدت الاشتباكات بين قوات النظام وعناصر من الجيش الحر قاموا بإلقاء عبوة ناسفة على موكب سيارات أمنية تعبر جسر فكتورية القريب من وزارة الداخلية.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» «كان هناك عدة سيارات يستقلها ضباط في الجيش ويتقدمها سيارتان بيك آب نصب عليهما رشاشات بي كي سي، وشاحنات صغيرة فيها جنود من الجيش النظامي، ولدى وصول الموكب إلى جسر فكتورية باتجاه ساحة الأمويين سمع دوي انفجار ضخم وتصاعد دخان أبيض، وعلى الأغلب كان قذيفة آر بي جي استهدفت إحدى سيارات الموكب، بعدها بدأ إطلاق نار كثيف جدا من قبل الجيش النظامي والأمن والذين ينتشرون بكثافة كبيرة في محيط وزارة الداخلية، على المبنى الذي انطلقت منه القذيفة وهو أحد المباني التجارية في المنطقة، وجرى تبادل إطلاق نار، في اشتباكات عنيفة امتدت نحو البحصة ومن ثم ساحة السبع بحرات.. كما تم إغلاق الشوارع المؤدية إلى المرجة لنحو نصف ساعة كان خلالها الرصاص يطلق بكثافة».

وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن مجموعة إرهابية مسلحة قامت بإلقاء عبوة ناسفة في منطقة المرجة، وإن الجهات المختصة لاحقت عناصر المجموعة. وأضافت أن «المسلحين أطلقوا النار بشكل عشوائي لترويع المواطنين».

من جانبه قال التلفزيون الرسمي إن «مجموعة إرهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة في منطقة المرجة بدمشق قرب جسر فيكتوريا تبعه إطلاق نار عشوائي من قبل إرهابيين لإثارة الذعر بين المواطنين».

ونقل التلفزيون عن مصدر بالمحافظة قوله «إن الانفجار لم يؤد إلى إصابات أو أضرار مادية بينما قامت الأجهزة الأمنية المختصة بملاحقة الإرهابيين الذين قاموا بإطلاق النار وألقت القبض عليهم».

وفي حلب، تجددت الاشتباكات بين الجيشين السوري والحر في حيي صلاح الدين وسيف الدولة، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حي السكري في مدينة حلب تعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، محذرا في بيان من أن هذه القوات «تتهيأ لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في الحي، الذي قال إنه أهم معاقل كتائب المعارضة المسلحة في المدينة».

وقالت مصادر قيادية في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن حي صلاح الدين «ما زال عصيا على القوات النظامية التي لم تستطع الدخول إليه، مكتفية بقصفه من ستة مواقع عسكرية محيطة به»، مشيرة إلى أن «الجيش الحر يقاوم على أكثر من محور»، وحذرت المصادر من مجزرة في حي السكري قد ترتكبها القوات النظامية «التي تقصف الحي منذ يومين»، مشيرة إلى أن هذا القصف يعد تمهيديا قبل اقتحام الحي.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن حي صلاح الدين تعرض للقصف من القوات النظامية بالإضافة إلى تعرض أحياء بستان القصر والمشارقة والهلك لقصف عنيف، مشيرة إلى تجدد القصف بالطائرات الحربية على حي صلاح الدين. وأفادت عن سقوط عدد من الجرحى جراء القصف العنيف من الطيران الحربي على حي السكري وسقوط صاروخين على الأبنية السكنية، بينما تحدث قناة «الميادين» عن أن «الجيش السوري صدّ هجوما عنيفا للمسلحين على مبنى الإذاعة في مدينة حلب».

وأفاد الناشطون أن «لواء التوحيد» التابع للجيش الحر سيطر على مقر الجيش الشعبي في حي الجندول بحلب.. بينما تحدثت وكالة «سانا» عن تمكن وحدات الجيش النظامي من دخول ساحة حي المشهد في المدينة.

وأكد الناشطون مقتل سبعة أشخاص وجرح عدد آخر بعد سقوط قذيفة مدفعية على فرن في حي الشيخ سعيد بحلب، وكان أكثر من عشرة أشخاص بينهم أطفال قتلوا أول من أمس في قصف استهدف تجمعا لمواطنين قرب أحد المخابز في حي طريق الباب.

من ناحية ثانية، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد العمليات الميدانية في «لواء التوحيد» التابع للجيش الحر عبد القادر الصالح قوله إن «الجيش الحر تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في حي صلاح الدين»، من دون أن يحدد هذه المواقع. وأضاف: «هناك معارك ضارية لم تتوقف لحظة منذ 24 ساعة مع جيش النظام»، مشيرا في الوقت نفسه إلى «قصف على كل أحياء حلب بالطيران».

في المقابل، ذكرت وكالة سانا أن الجهات المختصة لاحقت مجموعة إرهابية مسلحة حاولت الاعتداء على قوات حفظ النظام بحي الفيض وكبدتها خسائر كبيرة.

ونقلت الوكالة عن مصدر بمحافظة حلب قوله «إن الجهات المختصة أوقعت عددا من أفراد المجموعة الإرهابية بين قتيل وجريح ولاحقت الفارين منهم إلى حي الجميلية وألقت القبض عليهم جميعا وصادرت السيارة التي كانوا يستخدمونها، كما أوقعت الجهات المختصة عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين قرب مدرسة ابن سينا بحي بحلب وصادرت أسلحتهم».

وأشارت الوكالة إلى أن الجهات المختصة «تعاملت مع مجموعات إرهابية مسلحة في منطقة تل رفعت بريف حلب وتقضي على العشرات منهم بينهم جنسيات عربية وأجنبية». وفي السياق ذاته، أضافت الوكالة، أن الجهات المختصة «لاحقت مجموعة إرهابية مسلحة في بلدة كفر حمرة بريف المحافظة وكبدتها خسائر كبيرة»، مشيرة إلى «مقتل عدد من الإرهابيين في كفر حمرة بينهم أربعة ليبيين كانوا يتجهون إلى مدينة حلب لدعم المجموعات الإرهابية المسلحة».

وفي اللاذقية، قال عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في اللاذقية عمار الحسن إن «قصفا عنيفا تعرضت له بلدات وقرى معارضة منذ ليل الجمعة السبت، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في تلك القرى».

وأشار حسن إلى أن القصف تركز منذ ليل الجمعة السبت على قرى معارضة مثل مصيف سلمى وناحية نسبة ودورين، بالقذائف المدفعية وصواريخ الراجمات وقذائف الهاون. وأضاف: «انطلق القصف من مرابض مدفعية وصاروخية موجودة في قرى موالية للنظام في ريف اللاذقية هي سناربيه، وعرامو، والقصب، وصلنفة، مستهدفة القرى المحيطة بمصيف سلمى مثل المرج وكبيب والقساطل، وهي القرى التي يوجد فيها عناصر من الجيش الحر».

وفي ريف دمشق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قصفا استهدف صباح أمس بلدة حرستا في ريف دمشق، مشيرا إلى أن ثلاثة مواطنين بينهم طفل قتلوا بعد منتصف ليل الجمعة السبت جراء قصف بالدبابات على بلدة دير العصافير في ريف العاصمة، وآخرين بينهما امرأة في سقوط قذائف على الغوطة الشرقية.

وأفادت لجان التنسيق المحلية عن وقوع جرحى واعتقالات بالعشرات جرت في زاكية بعد اقتحام قوات الأمن للمدينة بأعداد كبيرة مدعومين بالدبابات وعناصر جيش النظام من الفرقة السابعة.

من جهتها، أكدت كتائب الصحابة التابعة لتجمع أنصار الإسلام أنها أسقطت مروحية للجيش النظامي في دير العصافير بريف دمشق.

وقالت شبكة «شام» الإخبارية إن طائرات القوات النظامية حلقت صباح أمس للاستطلاع في سماء مدينة التل بريف دمشق بالتزامن مع قصف مدفعي شديد، كما تواصل القصف على بلدات حرستا وسقنا ومليخا والزبداني.

لكن وكالة سانا نقلت عن مصدر رسمي في بلدة تل منين بريف دمشق قوله إن عملية ملاحقة «الإرهابيين» أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات منهم وإلقاء القبض على عدد كبير ومصادرة أسلحتهم.

وإلى الجنوب، أعلنت لجان التنسيق السورية المحلية أن مستشفى طفس في درعا تعرض لقصف من قبل القوات النظامية. وأشارت إلى ارتفاع عدد القتلى في المدينة إلى ثمانية شهداء، جودي عمار خفاجة، نسرين الحاصباني وجنينها، بلال محمد قاسم كيوان، أحمد محمد قاسم كيوان، عبد الله عويمر، محمد نور ناصر كيوان وشهيدين من الجيش الحر لم يتسن بعد التعرف إلى أسمائهم، جراء القصف الذي تعرضت له المدينة منذ ساعات الصباح الباكر والاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام.

من جهته، أفاد المجلس العسكري في محافظة درعا عن محاولة القوات النظامية اقتحام مدينة طفس التابعة لمحافظة درعا من محورين بعد قصف عنيف بالمدفعية وقذائف الهاون، أسفر الاشتباك عن سقوط أربعة شهداء ونحو 24 جريحا ومقتل 25 شبيحا وتدمير دبابتين وعربة بيك آب.

وفي حمص، أفاد ناشطون بتجدد القصف على أحياء حمص القديمة المحاصرة مثل الصفصافة وباب هود وباب الدريب والحميدية وجورة الشياح وباب التركمان، وذكرت شبكة «شام» أن جيش النظام اقتحم بالدبابات حي الشماس ونصب مدفعا على أحد أبراجه ليبدأ القصف على منازل الحي، كما تواصل القصف على مدينة الرستن بقرب حمص.

وأعلنت لجان التنسيق المحلية، عن تجدد القصف على حي الخالدية في المدينة وتلبيسة في الريف.

من جهة ثانية، قالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» في حمص إن القصف اتسع ليشمل قرى في القصير أمس، بعد اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في أكثر من موقع قريب من الحدود اللبنانية.

من جانب آخر قالت مصادر مقربة من الجيش الحر في ريف دمشق إن الجيش الحر قام بإطلاق سراح الإعلامية يارا صالح والتي تعمل في قناة «الإخبارية» السورية الرسمية. وكان الجيش الحر في مدينة التل التي تشهد اشتباكات عنيفة وقصفا شديدا منذ يومين قد قام مساء يوم الجمعة باختطاف طاقم من قناة «الإخبارية» السورية التي تتهمها المعارضة بالكذب والتلفيق.