خادم الحرمين للدعاة في أفريقيا: أثمن ما قمتم به.. والوعد الذي قطعته على نفسي سأنفذه هذه السنة

استقبل في قصر الصفا أئمة المسجد الحرام وأعضاء «الحوار الفكري» وأرباب الطوافة والأدلاء

خادم الحرمين الشريفين خلال الاستقبالات في مكة المكرمة بحضور ولي العهد أمس (واس)
TT

ثمن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الدور الذي تضطلع به لجنة الدعوة في أفريقيا، واصفا الجهود التي تبذلها في القارة الأفريقية بـ«الجبارة»، مؤكدا أنه سينفذ الوعد الذي قطعه على نفسه هذه السنة، وقال مخاطبا رئيس وأعضاء اللجنة الذين استقبلهم قبل مغرب يوم أمس في قصر الصفا بمكة المكرمة: «إخواني، أشكركم على ما قمتم به في القارة الأفريقية من جهود جبارة تدل على رغبتكم الأكيدة لرفع شأن العقيدة الإسلامية السمحة التي هي مطلب كل مسلم، ولا يخفى علينا ما تعملون وتبذلون في خدمة الإسلام والمسلمين. ولهذا أشكركم وأشكر أعمالكم وأتمنى لكم التوفيق وأخبركم بأن الوعد الذي قطعته على نفسي، فإني إن شاء الله سأنفذه هذه السنة وشكرا لكم».

وكان خادم الحرمين الشريفين استقبل قبل مغرب يوم أمس في قصر الصفا بمكة المكرمة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ، والشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام، وأئمة المسجد الحرام.

كما استقبل أعضاء اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وهم الدكتور عبد الله بن عمر نصيف، نائب رئيس اللقاء الوطني للحوار، والشيخ راشد الراجح الشريف نائب رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري، والدكتور عبد الله بن صالح العبيد عضو اللجنة الرئاسية، وفيصل بن عبد الرحمن بن معمر الأمين العام للمركز، واستقبل كذلك الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه وزير الثقافة والإعلام رئيس الجمعية العمومية الرمزية لمؤسسة مكة المكرمة للنشر والطباعة وأعضاء الجمعية العمومية للمؤسسة، كما استقبل أيضا الدكتور بندر بن محمد حجار وزير الحج ومسؤولي الوزارة، ورؤساء المؤسسات الأهلية لأرباب الطوافة والأدلاء والوكلاء والنقابة العامة للسيارات.

واستقبل الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد، مستشار خادم الحرمين الشريفين ، رئيس لجنة الدعوة في أفريقيا وأعضاء اللجنة يرافقهم ثلاثة وأربعون داعية يمثلون 40 بلدا أفريقيا يشاركون في الملتقى الحادي والعشرين للجنة الدعوة في أفريقيا.

وخلال الاستقبال ألقى أمين عام اتحاد علماء أفريقيا الدكتور سعيد بن محمد بابا سيلا، كلمة أعرب فيها عن سروره بالوقوف بين يدي خادم الحرمين الشريفين.. وقفة تجمع بين شرف المكان والزمان، بيت الله الحرام في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.

وقال في كلمته: «المسلمون في أنحاء المعمورة ينظرون بعين الإجلال والتقدير إلى مبادرتكم ودعوتكم الكريمة لملوك ورؤساء وقادة الدول الإسلامية لعقد قمة التضامن الإسلامي جوار بيت الله الحرام والوقوف أمام التحديات التي تمر بها الأمة الإسلامية في هذا المنعطف الخطير من تاريخها؛ فالله نسأل أن يوفقكم ويسدد رأيكم لما فيه رفعة الأمة وعزها وتمكينها، وهذه المبادرة منكم سطر جديد في سجلكم الحافل في خدمة قضايا الأمة الإسلامية ودليل على ما تحملون من هم القائد العظيم».

وأوضح أن لجنة الدعوة في أفريقيا برئاسة الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد تركت بصماتها في أرجاء قارة أفريقيا من خلال برامجها الهادفة المتنوعة وملتقياتها التي يلتقي فيها قادة العمل الإسلامي في أفريقيا سنويا للتباحث حول قضايا الدعوة في القارة وسبل تعزيزها.

وبين أن موضوع الملتقى هذا العام يدور حول الشباب وبناء الأمة، وذلك شعور من القائمين على لجنة الدعوة في أفريقيا، بأهمية هذه المرحلة من عمر الإنسان، وهي مرحلة العطاء والإبداع متى ما تمت العناية بها وصياغتها صياغة إسلامية صحيحة تقوم على الوسطية والاعتدال.

وأفاد أمين عام اتحاد علماء أفريقيا أن هذه الزيارة مكنت الدعاة من لقاء عدد من علماء المملكة الكبار في كل من الرياض والمدينة المنورة ومكة المكرمة إضافة إلى زيارة عدد من الصروح العلمية والدعوية والحضارية في هذا البلد الكريم ومشاهدة ما تعيشه هذه البلاد من تطور ونهضة في شتى المجالات وبخاصة ما يشهده الحرمان الشريفان من عناية كبيرة واهتمام خاص من لدن خادم الحرمين الشريفين.

من جانبه ألقى وزير الحج السعودي كلمة أوضح خلالها أن عدد المعتمرين القادمين من خارج المملكة بلغ نحو 6 ملايين معتمر في موسم هذا العام «يؤدون نسكهم في يسر وسهولة وأمن وأمان واطمئنان مشيرا إلى أنهم محل حفاوة منذ قدومهم إلى المملكة وحتى مغادرتهم لها مستفيدين من مجمل الخدمات في إطار مفهوم الأمن الشامل الذي يتحقق بالتنسيق مع كثير من الأجهزة الحكومية المتمثلة في لجنة الحج العليا ولجنة الحج المركزية بمكة المكرمة ولجنة الحج بالمدينة المنورة».

حضر الاستقبال الأمير متعب بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير، والأمير مقرن بن عبد العزيز المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والأمراء وكبار المسؤولين، وقد تناول الجميع طعام الإفطار على مائدة خادم الحرمين الشريفين. إلى ذلك وجه الملك عبد الله بن عبد العزيز بتقديم مساعدة بمبلغ خمسين مليون دولار لمواطني الروهينغيا المسلمين في ميانمار (بورما) الذين يتعرضون للعديد من انتهاكات حقوق الإنسان بما فيها التطهير العرقي والقتل والاغتصاب والتشريد القسري.

وجاء التوجيه بتقديم هذه المساعدة لمسلمي الروهينغيا استجابة لحاجة المسلمين هناك وتخفيفا للمعاناة التي يعيشونها لما يواجهونه جراء ذلك.

وعقب طعام الإفطار قدم صالح عبد الله كامل رئيس مجلس إدارة مؤسسة «مكة المكرمة للنشر والتوزيع» وأعضاء المجلس، لخادم الحرمين الشريفين، العدد الأول من جريدة «مكة المكرمة» التي ستصدرها المؤسسة بعد أن توقفت جريدة «الندوة» عن الصدور، ويبلغ رأس مالها 150 مليون ريال.

واستمع الملك عبد الله بحضور وزير الثقافة والإعلام إلى شرح عن خطوات المؤسسة التطويرية في ظل دعم ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين للصحافة السعودية، وقد تمنى الملك عبد الله بن عبد العزيز لهذه المؤسسة الصحافية الجديدة التوفيق والنجاح في رسالتها الإعلامية. كما تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التقرير السنوي لأنشطة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لعام 1433هـ - 2012م والذي تضمن عرضا شاملا لما قام به المركز من لقاءات وطنية وتحضيرية وورش عمل ودورات تدريبية وندوات فكرية.

وقام بتسليم التقرير أعضاء اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني: الدكتور عبد الله بن عمر نصيف، والدكتور راشد الراجح الشريف، والدكتور عبد الله بن صالح العبيد، وفيصل بن عبد الرحمن بن معمر مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، والدكتور فهد بن سلطان السلطان نائب الأمين العام. وقد أكد خادم الحرمين الشريفين على أهمية الحوار في ترسيخ وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق التوافق والائتلاف بين أبناء المجتمع الواحد، وقال إن من أبرز ما يميز المجتمع السعودي هو حفاظه على قيم الدين الحنيف والتفافه حول قيادته وحرصه على وحدة الوطن، وهو حرص أثبتته الأيام والأعوام الماضية، وفي جميع الظروف التي مرت بها البلاد، وإن الحوار الوطني كان له دور كبير في تعزيز هذا الانتماء والتقريب بين وجهات النظر.

ووجه بالاستمرار على هذا النهج وعلى كل ما من شأنه أن يوحد المجتمع والرؤى، والابتعاد عن التصنيفات المذهبية والفكرية والمناطقية، وعن استخدام لغة التصنيف والإقصاء، التي لا تليق بمجتمع نشأ على تعاليم وقيم الإسلام السمحة.

كما وجه خادم الحرمين الشريفين مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بمضاعفة الجهود وتنظيم اللقاءات التي تعود بالخير على المواطن والوطن، والاستفادة من نتائج اللقاءات الوطنية التي يتوصل إليها المتحاورون مع مؤسسات المجتمع وتنفيذ ما من شأنه خدمة المواطن ورفاهيته وتحقيق تطلعاته.

وأشار إلى أهمية رسالة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في غرس قيم الوسطية والمحبة والتسامح في المجتمع، مشيرا إلى أن هذه القيم تنطلق من قيم الدين الإسلامي الحنيف.

من جانبهم، عبر أعضاء اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني عن عظيم شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين، ولولي العهد، على ما يتلقاه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني من توجيهات تدعم مسيرة الحوار الوطني وترسخ مفاهيمه في المجتمع السعودي، كما توجهوا بالدعاء الخالص إلى المولى عز وجل أن يوفق خادم الحرمين الشريفين في مساعيه العظيمة لتعزيز لغة الحوار والإخاء بين قادة وشعوب العالم الإسلامي والعالم أجمع، وأن يكلل جهد خادم الحرمين الشريفين في جمع كلمة المسلمين خلال انعقاد مؤتمر قمة التضامن الإسلامي في مكة المكرمة يومي 26 و27 من هذا الشهر الكريم، كما عبر أعضاء اللجنة الرئاسية عن آمالهم وطموحاتهم أن تكلل مساعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الهادفة إلى تعزيز الحوار والتعايش بين أتباع الديانات والثقافات، بالتوفيق والنجاح.

عقب ذلك تسلم الملك عبد الله بن عبد العزيز هدية تذكارية من الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الدعوة في أفريقيا.

وكان خادم الحرمين الشريفين وصل إلى مكة المكرمة مساء أول من أمس قادما من جدة لقضاء ما تبقى من شهر رمضان المبارك بجوار بيت الله الحرام.