اجتماعان استثنائيان لوزراء الخارجية الخليجيين والعرب في جدة اليوم قبل قمة مكة

بن حلي: سيناقشان تطورات سوريا واستقالة أنان ومن سيحل مكانه

TT

يعقد وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم (الأحد)، اجتماعا استثنائيا في قصر المؤتمرات بجدة، غرب السعودية.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة، أن هناك عددا من المواضيع المدرجة على جدول أعمال الاجتماع، والتي تشمل جميع قضايا المنطقة العربية الساخنة، وفي مقدمتها الوضع السوري الشائك، إضافة إلى الحالة اليمنية وما تعيشه هذه الأيام، بينما سيكون موضع القرصنة حاضرا بقوة في اجتماعات وزراء الخارجية لمجلس التعاون. وفي القاهرة أعلن الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي أمس أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون اليوم في جدة لبحث الوضع في سوريا واستقالة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان ومن سيحل مكانه.

وقال أحمد بن حلي لصحافيين إن الوزراء سيعقدون «اجتماعا طارئا» في جدة لـ«دراسة التطورات التي تشهدها سوريا والتحرك السياسي عقب استقالة المبعوث العربي والأممي المشترك كوفي أنان».

وأكد بن حلي أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي توجه أمس إلى السعودية للمشاركة في الاجتماع ثم حضور القمة الإسلامية الاستثنائية المقرر عقدها يوم الثلاثاء المقبل.

وسيبحث الوزراء العرب مسألة من سيحل مكان أنان الذي استقال بسبب خلافات مستمرة بين روسيا والغربيين حول سبل تسوية النزاع في سوريا حيث قتل أكثر من 21 ألف شخص في خلال ما يقرب من 17 شهرا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبحسب دبلوماسيين في الأمم المتحدة فإن اسم وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي طرح لخلافة أنان في هذه المهمة.

وعلى صعيد الاجتماع الاستثنائي لوزراء مجلس التعاون، يتوقع مراقبون وخبراء أن يناقش الاجتماع الاستثنائي جملة من القضايا في مقدمتها الوضع السوري، والذي من المتوقع أن يتبلور من خلاله موقف موحد، بعد أن أدان وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي في الدورة الثالثة والعشرين بعد المائة التي عقدت في جدة مطلع يونيو (حزيران) من العام الحالي عدم التزام النظام السوري بتنفيذ خطة المبعوث «الأممي - العربي» المشترك، كوفي أنان. وقال الدكتور عبد العزيز صقر، الخبير في الشأن الاستراتيجي، إن الموضوع الأساسي الذي سيتم التطرق إليه في الاجتماع الاستثنائي لوزراء مجلس التعاون الخليجي هو ما آلت إليه الأوضاع في سوريا من قتل وتشريد لآلاف المسلمين، مشيرا إلى أن الفكرة تتبلور اليوم حول انتقال سلمي للسلطة، في ظل ما تشهده سوريا، وهنا تأتي أهمية الدعم والمساندة من الدول العربية والصديقة، لانتقال سلمي للسلطة في سوريا.

وشدد حينها المجلس على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته باتخاذ إجراءات فعالة لوقف آلة القتل الوحشية والدمار والتهجير، والعمل على حماية الشعب السوري، ووضع حد لاستهانة النظام السوري بحياة الأبرياء، وعدم السماح له بأن يمارس أسلوب المماطلة والتسويف والتنصل من التزاماته، معربين عن أسفهم للأحداث المأساوية التي يتعرض لها الشعب السوري، واستمرار عمليات القتل والمجازر التي لم تستثن الأطفال والشيوخ والنساء في جميع أرجاء سوريا، والتي كانت مجزرة الحولة مثالا صارخا لها.

ويأتي هذا الاجتماع قبيل انعقاد القمة الإسلامية التي دعا إليها خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والمزمع إقامتها في مكة المكرمة في الفترة من 14 إلى 15 أغسطس (آب)، لمناقشة أبرز القضايا الإسلامية وتوحيد الصفوف فيما يعود على المسلمين بالفائدة في شتى المسارات.

وتوقع الخبير الاستراتيجي الدكتور صقر أن الاجتماع الذي سيعقد في جدة، قبيل انعقاد القمة الإسلامية في مكة، سيبلور موقفا موحدا لدول مجلس التعاون الخليجي، إزاء تدهور الأوضاع في سوريا، لافتا إلى أهمية هذا الاجتماع الذي سيتطرق إلى عدد من المواضيع الساخنة التي تسجلها المنطقة العربية والعالم الإسلامي.

وكان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي برئاسة الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، أقروا في اجتماعهم السابق رفع النظام الخاص بالمواد المستنفذة لطبقة الأوزون لدول مجلس التعاون بعد تعديله للمجلس الأعلى والتوصية باعتماده، في حين كلف المجلس الوزاري لجنة من المختصين والقانونيين من الدول الأعضاء لدراسة موضوع الإعلانات والبيانات التي تصدر في إطار مجلس التعاون واقتراح قواعد لتنظيم إصدارها.

وفي مكافحة الإرهاب والقرصنة أكد المجلس الوزاري على مواقف دول المجلس الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف، وحول الاحتلال الإيراني للجزر الثلاث التابعة للإمارات العربية جدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقفه الثابتة والرافضة لاستمرار الاحتلال، بينما أعرب المجلس عن قلقه البالغ من استمرار أزمة الملف النووي الإيراني.