الجيش الحر يحبط محاولات اختراقه بعناصر يجندها النظام لمرحلة ما بعد سقوطه

الدادة لـ «الشرق الأوسط» : هدفها بث الفوضى بعد نجاح الثورة

TT

كشف المستشار السياسي للجيش السوري الحر بسام الدادة عن «محاولة النظام السوري زرع عناصر استخباراتية له داخل الجسم العسكري للمعارضة السورية في الداخل، بغية الاستفادة منها بعد سقوط النظام»، موضحا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه «تم إحباط أكثر من محاولة على هذا الصعيد».

وقال الدادة إن تلك المحاولات «تجري برعاية مباشرة من حلفاء (الرئيس بشار) الأسد، وخصوصا إيران، وبتسهيل من مسؤولين غير نافذين في دول غربية»، لافتا إلى تلقي الجيش الحر «تقارير عن أن النظام يتحضر لمرحلة ما بعد سقوطه»، موضحا أن إحدى تلك التحضيرات «هي زراعة عناصر موالية له في الجسم العسكري الفاعل في الميدان داخل سوريا، وتقوية تلك العناصر وتعزيز حضورها بغية الاستفادة منها لبث الفوضى في سوريا بعد سقوط النظام».

وجاء هذا الكشف بعدما توفرت معلومات تفيد أن «جهات غربية تتصل بشخصيات من الثوار المقاتلين في حلب وحمص، بمعزل عن قيادة الميدان وقيادة الجيش الحر». وأضافت المعلومات أن تلك الاتصالات «تتم لمصلحة بعض حلفاء النظام السوري، بهدف اختراق المقاتلين في الميدان، وتشكيل مجموعات موالية للنظام داخل الجسم العسكري في الجيش السوري الحر».

في هذا الإطار، شكك الدادة بصحة بعض تلك المعلومات، مؤكدا أن «المقاتلين في الداخل، وخصوصا في حمص وحلب، يلتزمون بأوامر القيادة العسكرية للجيش الحر»، مشيرا إلى أن «محاولات الاختراق لم تتم في الميدان».

وأوضح أن رصد تلك الاختراقات «تم بعد التوقف عند آثار تصريحات صدرت عن بعض الضباط المعارضة والتي خدمت النظام في معارك دمشق»، مؤكدا أن أحد التصريحات «سبق الهجوم العسكري الحاسم على دمشق، وكان بمثابة إنذار للجيش النظامي بأننا سنقوم بعملية، ما أدى إلى مواجهات محسوب لها، وكان التصريح بمثابة غطاء للنظام للقيام بعمليات إجرامية».

وأعرب الدادة عن اعتقاده أن تلك التصريحات، «كانت بمثابة لعبة استخباراتية يتقنها النظام لتأمين غطاء دولي لجرائمه، حيث يستند إلى تصريحات مسؤولين في المعارضة المسلحة ليرسم ملامح تحركه الدولي ويأخذ غطاء دوليا لمواصلة قصفه المدن السورية»، مؤكدا أن النظام «انتهج هذه الخطوة للتعويض عن حالة الإحباط التي يعيشها، محاولا إنقاذ نفسه باختراق بعض المسؤولين في الجيش الحر عبر جهات دولية، مهمتها إطلاق تصريحات تمنحه الغطاء الدولي، وتحضر مجموعات صغيرة لبث الفوضى وتقويض الاستقرار في كامل أنحاء سوريا بعد رحيل النظام».

وشدد الدادة على أن محاولات الاختراق تلك تمت على الرغم من «قرار قيادة الجيش الحر الواضح، بأن التواصل مع الجهات الغربية يتم حصرا عبر المجلس الوطني السوري الذي نعتبره غطاءنا السياسي»، مشيرا إلى «رفض القيادة كما الضباط في الميدان، التواصل المباشر مع أي جهة دولية، وتأكيدها حصر التواصل عبر المجلس الوطني».