مصر تطلب من حماس معلومات عن 3 متورطين في هجوم سيناء

الجيش يعزز وجوده في سيناء والداخلية تحذر من خطر على قناة السويس

جندي مصري من حرس الحدود يصافح الرئيس محمد مرسي بعد افطار رمضاني امس في العريش خلال الزيارة الثانية لمرسي الى سيناء أول من أمس (إ.ب أ)
TT

طلبت السلطات المصرية من حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة معلومات عن ثلاثة أعضاء في مجموعة إسلامية متطرفة يشتبه في تورطهم في الاعتداء الذي أوقع 16 قتيلا بين حرس الحدود المصريين يوم الأحد الماضي في سيناء، بحسب ما أفاد السبت مصدر أمني. وقال مسؤول أمني طلب عدم كشف هويته إن السلطات المصرية تلقت لائحة بأسماء 9 مشبوهين من إسرائيل وإنها طلبت من حماس معلومات عن ثلاثة منهم. ويشتبه في انتماء الثلاثة إلى مجموعة «جيش الإسلام» وهي مجموعة صغيرة متطرفة كانت القاهرة حملتها مسؤولية هجمات عدة في السنوات الأخيرة.

وفي وقت بدا فيه الرئيس المصري محمد مرسي الذي جاء لسدة الحكم من خلفية مدنية حريصا على أن يظهر كقائد للعمليات التي تجري في سيناء للرد على مقتل عناصر الجيش الأسبوع الماضي، حذر وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين من وجود خطر على مجرى الملاحة الدولي بقناة السويس، والذي يعد أحد أهم مصادر الدخل القومي في البلاد. وفي غضون ذلك تمكنت قوات الأمن المركزي من إحباط محاولة تسلل أفارقة عبر سيناء إلى إسرائيل، وهو ما علق عليه خبراء بقولهم إن هذا يعني أن المهربين لا يزالون يتحركون بسهولة رغم الاستنفار الأمني.

واستقبل الرئيس مرسي أمس بمقر رئاسة الجمهورية، الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة، بعد ترؤسه لاجتماع مع قادة الجيش مساء أول من أمس عقب عودته من رفح على الحدود مع غزة. وبدا مرسي الذي يعد أول رئيس مدني منذ إعلان الجمهورية في البلاد عام 1954، حريصا على أن يظهر باعتباره قائدا للعملية العسكرية في شبه جزيرة سيناء للرد على مقتل 16 ضابطا وجنديا قبل أسبوع على أيدي من يعتقد أنهم متشددون إسلاميون.

وقال الدكتور ياسر علي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، في تصريحات صحافية أمس إن اجتماع مرسي وعنان جاء في إطار متابعة الرئيس للتطورات ومجمل العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية لفرض سيادة الدولة والأمن والاستقرار في سيناء.

وتسبب الهجوم على عناصر الجيش في سيناء قرب الحدود مع إسرائيل في إحراج بالغ للرئيس مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين ذات الصلات الوثيقة بحركة حماس التي تسيطر على غزة، لكن مراقبين قالوا إن مرسي نجح في أن يظهر بصورة الرجل القوي، خاصة بعد أن أطاح برئيس المخابرات العامة وعدد من القيادات الأمنية. وحرص مرسي على أن يظهر كقائد أعلى للقوات المسلحة، وهو ما كان ينظمه الدستور المعطل في البلاد منذ ثورة 25 يناير من العام الماضي، في وقت يمنح فيه الإعلان الدستوري المعمول به حاليا المجلس العسكري صلاحيات واسعة.

ورجح مراقبون أن تتضرر صورة مرسي جراء التنسيق المحتمل بين القاهرة وتل أبيب، التي سمحت على ما يبدو للجيش المصري باستخدام عتاد أسلحته الثقيلة ومقاتلات سلاح الجو للمرة الأولى منذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وهي الاتفاقية التي تجعل من سيناء منطقة منزوعة السلاح إلى حد بعيد.

وأرسل الجيش الثاني الميداني الذي يتمركز غرب قناة السويس بتعزيزات أمنية منذ الثلاثاء الماضي، وقال شهود عيان إن تدفق التعزيزات العسكرية لا يزال ملحوظا حتى أمس السبت.

ويسعى الجيش لفرض سطوته على منطقة طالما مثلت تحديا له، وقال قادة الجيش أكثر من مرة خلال الأسبوع الماضي إنهم قادرون على الرد بحسم، لكن خبراء شككوا في أن تكون السيطرة على سيناء بالسهولة التي يتحدث عنها قادة المؤسسة العسكرية.

ورغم الاستنفار الأمني في سيناء، قالت مصادر أمنية أمس إن قوات الأمن المركزي بشمال سيناء تمكنت من إحباط محاولة تسلل إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن المهربين بادروا بإطلاق النار على القوة الأمنية، مما اضطرهم للرد على مصدر إطلاق النار وأنه بتمشيط المنطقة تم ضبط 3 متسللين.

واعتبر خبراء تحدثت معهم «الشرق الأوسط» أن استمرار محاولات تهريب أفارقة إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية دليل على أن المهربين والعناصر الجهادية المتشددة لا تزال قادرة على تأمين تحركاتها في سيناء، وأنها ربما لا تزال تملك القدرة على المبادرة.

ودفعت الأجهزة الأمنية بتعزيزات لتأمين حركة الملاحة الدولية بقناة السويس، وحذر وزير الداخلية أحمد جمال الدين للمرة الأولى من وجود خطر على القناة التي تعد مصدرا حيويا للدخل القومي في البلاد.

ومنعت السلطات الصيد داخل المجرى الملاحي ليلا ونشرت عددا من الكلاب البوليسية المدربة على الكشف على المفرقعات على مداخل ومخارج المعابر وجسر قناة السويس. فيما دفعت قيادة الجيش الثاني الميداني أمس بآليات ومعدات وسيارات عسكرية جديدة إلى شبه جزيرة سيناء.

وقالت مصادر أمنية بالإسماعيلية إن تعليمات مشددة أصدرتها وزارة الداخلية تقضي بتأمين مجرى قناة السويس وحركة مرور السفن داخل المرفق، وأكدت المصادر أن اللواء جمال الدين وزير الداخلية حذر من وجود خطر على قناة السويس وشدد على القيادات الأمنية بمحافظات الإسماعيلية والسويس وبورسعيد في لقاء ترأسه أمس بمعسكر الأمن المركزي بالإسماعيلية على تشديد الإجراءات الأمنية على طول ضفتي القناة وعلى مداخل القناة والمعديات وكوبري السلام ونفق الشهيد أحمد حمدي.

وأضافت المصادر أن أجهزة الأمن بالإسماعيلية استعانت في عمليات التأمين بالكلاب البوليسية المدربة على الكشف عن المتفجرات. وقال شهود عيان إن ما يقرب من 40 شاحنة وسيارة جيب تابعة لقوات الجيش كانت في طريقها صباح أمس إلى سيناء عبر معدية السيارات بالقنطرة غرب، وأكد شهود العيان أن الشاحنات كانت محملة بالأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية وكانت قادمة من مدينة الإسماعيلية في اتجاه سيناء.