واشنطن مهدئة مخاوف إسرائيل: لدينا عيون داخل البرنامج النووي الإيراني

متحدث باسم البيت الأبيض: نستطيع أن نعرف إذا حققت طهران تقدما

صورة ارشيفية من وكالة فارس للأنباء لصاروخ ايراني ارض - ارض عند اطلاقه
TT

بعد ساعات من صدور تقارير إسرائيلية عن احتمال شن الدولة العبرية هجوما عسكريا على المنشآت النووية الإيرانية بشكل انفرادي قبيل الانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، حاول البيت الأبيض تهدئة المخاوف الإسرائيلية من البرنامج النووي الإيراني عبر التأكيد على أن تطورات الملف تحت السيطرة، وأنه لدى الولايات المتحدة «عيون» داخل البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.

وأكد البيت الأبيض في وقت متأخر من مساء أول من أمس أن الولايات المتحدة لديها «عيون» داخل البرنامج النووي الإيراني وتستطيع أن تعرف إذا حققت إيران تقدما باتجاه امتلاك سلاح ذري.

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الأكثر مبيعا في إسرائيل ذكرت في صدر صفحتها الأولى الجمعة وسط تكهنات واسعة - تعضدها تسريبات إعلامية من الحكومة ومن منتقدين في داخل البلاد وخارجها - أن الحرب على إيران باتت وشيكة على الرغم من أنها قد تعصف بالعلاقات الوطيدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه يريدان مهاجمة مواقع نووية إيرانية قبل موعد الانتخابات الأميركية إلا أنهما يفتقران إلى التأييد الحاسم من جانب مجلس الوزراء والجيش.

وذكرت واشنطن في رد ضمني على تلك التقارير أنها لم تغير رأيها بأن إيران لم تبلغ بعد مرحلة صنع قنبلة نووية، ورفض المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني التطرق إلى معلومات تتعلق بعمل الاستخبارات، مؤكدا أن الولايات المتحدة وإسرائيل لديهما نظرة مشتركة حيال طموحات الجمهورية الإسلامية وبرنامجها النووي. وقال «أستطيع أن أقول إننا لدينا عيون، ولدينا رؤية داخل البرنامج، وسنعرف إذا بلغت إيران قدرة الاختراق على طريق امتلاك سلاح ذري، ومتى». وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية فإن قدرة الاختراق هي النقطة التي تكون فيها الدولة قد حصلت على المعرفة والقدرة والمواد اللازمة لصنع قنبلة نووية إذا أرادت ذلك. وفي وقت لاحق، حرص كارني على التأكيد أنه يعني بتصريحه مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأن إيران من موقعي معاهدة منع الانتشار النووي.

لكن العديد من الخبراء يرون أن البرنامج النووي الإيراني مخترق على نطاق واسع من قبل الاستخبارات الإسرائيلية والغربية، وهم يشتبهون أيضا في وقوف أجهزة الاستخبارات هذه خلف عمليات تخريب استهدفت البرنامج النووي الإيراني. ولا تشمل مهمات مراقبي الوكالة الدولية المواقع العسكرية في إيران التي لم يثبت وجود نشاطات نووية فيها، ما لم يتم الاتفاق على غير ذلك.

ومع أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لم تستبعد حتى الآن احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران، فإن المتحدث باسم البيت الأبيض قال إنه «ما زال هناك وقت لخيار دبلوماسي مع عقوبات متزايدة أكثر فأكثر شدة».

من جهته، صرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي توفي فياتور بأن واشنطن «تواصل التأكد من أن إيران ليست على وشك صنع سلاح ذري». ورفض المسؤولون الأميركيون التعليق على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بعد فترة طويلة من العلاقات الصعبة بين الرئيس أوباما وحكومة نتنياهو. لكن تعليقات كارني تبدو نفيا غير مباشر لتعليقات باراك الذي قال للإذاعة الإسرائيلية العامة إن متابعة تقدم البرنامج النووي الإيراني تزداد صعوبة. وأضاف باراك أن التقدم الأخير في البرنامج النووي الإيراني يجعل من الصعب القول إنه بالإمكان وقفه «في الوقت المناسب»، بينما تبدو تصريحات كارني مناقضة تماما لذلك.

وأكد الوزير الإسرائيلي أن «تقديرات الأميركيين حول إمكانية تمكن إيران من امتلاك القنبلة النووية تتطور وتقترب من تقديراتنا»، وأضاف «على مدى أشهر طويلة اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة على المخاطر التي ينطوي عليها هذا الاحتمال، وتقولان إن كل الخيارات مفتوحة»، مشيرا إلى أن «احتمال أن تصبح إيران قوة نووية يقترب ويجب منع هذا الخطر». وتفضل الولايات المتحدة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية تشديد العقوبات بحق طهران التي يتهمها الغرب بإخفاء شق عسكري سري خلف ستار برنامجها النووي المدني، وهو اتهام تنفيه الجمهورية الإسلامية بشدة.

وبدوره قال تلفزيون «إيه بي سي» الأميركي إن مسؤولين أميركيين «غاضبون» على ما يعتقدون أنها «محاولة مكشوفة» من جانب الإسرائيليين للضغط على واشنطن لاتخاذ خطوات متشددة ضد إيران. وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أشارت إلى تقرير الاستخبارات الدوري الذي يعتقد أن الرئيس أوباما تسلمه الأسبوع الماضي. وكان تقرير الاستخبارات الذي صدر في سنة 2007 قال إن إيران أوقفت برنامجها العسكري النووي. ومنذ ذلك الوقت، خاصة خلال إدارة الرئيس أوباما، ظل الموقف الأميركي يبتعد عن ضرب المفاعل الإيرانية، ولا يشجع الإسرائيليين على أن يفعلوا ذلك أيضا.

وقال تلفزيون «إن بي سي» إن المسؤولين الأميركيين لا ينكرون أن إيران تجرى أبحاثا حول الطاقة النووية العسكرية، لكنها تبحث في الوصول إلى إمكانيات إنتاج قنبلة نووية، وليس بالضرورة إنتاج القنبلة، وأن هذا البحث يجب ألا يكون عذرا لإسرائيل لضرب المفاعلات، خاصة أن ذلك سيؤدي إلى تفاقمات في المنطقة.