المالكي والجعفري يضعان اللمسات الأخيرة على ورقة الإصلاح قبل عرضها على الكتل السياسية

القائمة العراقية لـ «الشرق الأوسط» : نتعامل معها بإيجابية.. ولكن بحذر

صورة بثها أمس مكتب رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري للقائه مساء أول من أمس مع رئيس الوزراء نوري المالكي لبحث ورقة الإصلاح
TT

في وقت أبدت كل من القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي وكتلة التحالف الكردستاني تفهما إيجابيا للمضامين التي انطلقت منها ورقة الإصلاح التي أعدها التحالف الوطني، وضع كل من رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري ورئيس الحكومة نوري المالكي اللمسات الأخيرة عليها مؤكدين في الوقت نفسه على ضرورة اعتماد الحوار المباشر مع الكتل والقوى الوطنية جميعا للإسراع بإجراء الإصلاحات اللازمة.

وقال الجعفري في بيان له عقب لقائه المالكي مساء أول من أمس إنه «جرى خلال اللقاء التباحث في أبرز القضايا المطروحة على الساحة السياسية ونتائج مبادرة الإصلاح التي تبناها التحالف الوطني». وأضاف: أنه «تم التأكيد على ضرورة التواصل واعتماد الحوار المباشر مع الكتل والقوى الوطنية جميعا للإسراع بإجراء الإصلاحات اللازمة والحفاظ على مصلحة العراق العليا ورص الصف الوطني».

وفي هذا السياق أكد عضو البرلمان عن ائتلاف دولة القانون وعضو لجنة الإصلاح شاكر الدراجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ورقة الإصلاح أصبحت الآن جاهزة لأن تأخذ سياقها التطبيقي بعد أن تم تحديد الأولويات من قبل التحالف وبعد أن تم تشكيل اللجان التي ستأخذ على عاتقها تطبيق المفردات وفقا للسقوف الزمنية التي سوف يتم الاتفاق عليها مع الشركاء». وكشف الدراجي عن أن «التحالف الوطني شكل لجنة خاصة في إطار لجنة الإصلاح وبالتنسيق مع رئيس الوزراء نوري المالكي على مراجعة أسماء المرشحين لمنصب وزير الدفاع الذين سبق للقائمة العراقية أن رشحتهم ولم تحصل الموافقة عليهم» مشيرا إلى أن «هذه اللجنة سوف تختار اسما من هذه الأسماء وهو ما يعني حسم مسألة مهمة من المسائل المختلف عليها». وأضاف الدراجي: أن «لجنة الإصلاح شكلت أيضا لجنة أخرى تتعلق بالهيئات المستقلة لكي يتم حسم هذا الملف وكذلك لجنة أخرى لإقرار النظام الداخلي لمجلس الوزراء». وأكد أن «ورقة الإصلاح سوف تأخذ بعين الاعتبار ما تم الاتفاق عليه في أربيل الأولى والثانية ولقاء النجف وأن الكتل السياسية سيكون من حقها إبداء الآراء والملاحظات بشأنها».

من جهته، أكد المتحدث باسم كتلة التحالف الكردستاني مؤيد طيب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «التحالف الكردستاني وإن لم يطلع بشكل رسمي على ورقة الإصلاح التي أعدها التحالف الوطني إلا أن اللقاءات والاجتماعات التي جرت بين قادة التحالف الوطني وبالذات رئيسه إبراهيم الجعفري مع القيادات الكردية وبالذات مع كل من روز نوري شاويس وفؤاد معصوم أعطت انطباعا بأن الأجواء كانت إيجابية جدا» مشيرا إلى أن «التحالف الكردستاني يثق هذه المرة بتوجهات التحالف الوطني». وأوضح طيب أن «التحالف الكردستاني منشغل الآن بتشكيل المجلس الأعلى للتفاوض مع بغداد، الذي يضم جميع القوى والكتل السياسية في إقليم كردستان والتي قررت توحيد موقفها حيال الحكومة الاتحادية» مستبعدا في الوقت نفسه أن «يتم تشكيله سريعا لكي يتولى مهمة التفاوض مع بغداد بشأن ورقة الإصلاح» مرجحا أن «تجري المفاوضات من خلال ممثلي الإقليم بالبرلمان الاتحادي».

أما القائمة العراقية فقد أكدت وعلى لسان أحد قياديها حمزة الكرطاني أنها «سوف تتعاطى بإيجابية مع ورقة الإصلاح، ولكنها تحذر في الوقت نفسه من مغبة الاستهانة بالأزمات المقبلة في حال لم نستثمر أجواء الانفراج الحالية». وقال الكرطاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «القائمة العراقية تأمل أن تتم ترجمة ورقة الإصلاح على أرض الواقع» معتبرا أن «الأجواء الحالية تعتبر أجواء مناسبة تماما لتحقيق ذلك» مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه «من الخطأ الاستهانة بالأخطار المقبلة لا سيما تداعيات ما قد يحصل في سوريا فضلا عن الأزمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان». وأوضح أنه «على الرغم من وجود أجواء تهدئة فإن القائمة العراقية غير مطمئنة تماما وأن من الوهم أن نتصور أن الأزمة الحالية انتهت». ودعا الكرطاني كل الأطراف إلى «تقديم تنازلات متبادلة لأنها هي السبيل الوحيدة لحل المشاكل العالقة والخلاص من كل متعلقات الأزمة التي أوشكت على الانفجار أكثر من مرة».