التيار الصدري يعيد توحيد صفوف الائتلاف الوطني في مواجهة هيمنة دولة القانون

قيادي في التحالف الشيعي لـ «الشرق الأوسط» : يكفي نكران الذات

TT

كشف قيادي في التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، أن «المساعي الهادفة لإعادة تفعيل الائتلاف الوطني وعودته إلى دوره المحوري إنما هي إجراء تنظيمي وإداري وليس مقصودا منه أمور أخرى». وقال عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار الصدرية جواد الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «الائتلاف الوطني الذي تنتمي إليه مكونات مهمة وهي الكتلة الصدرية والمجلس الأعلى الإسلامي والفضيلة والمؤتمر الوطني وتيار الإصلاح، كان قد قدم الكثير من الأمثلة على صعيد نكران الذات لحساب الآخرين وعلى حساب نفسه».

وأضاف الجبوري «إن لعملية نكران الذات حدودا، حيث ينبغي ألا تذوب نهائيا، بينما تبدو أدوار الآخرين أهم وأكثر فاعلية». وأشار الجبوري إلى أن «الائتلاف الوطني يكون مع ائتلاف دولة القانون كتلة التحالف الوطني التي هي الكتلة الأكبر في البرلمان، ولكن ما حصل أنه تم تغييب دور الائتلاف الوطني لصالح التحالف الوطني عامة ككتلة أكبر، ودولة القانون خاصة، بوصفها الكتلة المكلفة بإدارة الحكومة وهو ما أعطى دورها فاعلية أكبر».

ونفى الجبوري وجود خلاف محدد مع دولة القانون، لكنه أشار إلى أن «مواقف التيار الصدري واضحة ومعلنة من مجمل ما يجري، سواء على صعيد عمل وأداء الحكومة أو رئاسة الوزراء أو عملية الإصلاح التي يريد البعض أن يمنحها صورة مثالية وهو أمر لا يستقيم مع المنطق». وردا على سؤال بشأن ما إذا كان الائتلاف الوطني سوف يقود مفاوضات مستقلة مع باقي الكتل السياسية قال الجبوري، إن «هذا الأمر من حقه وهو جزء من عملية إعادة التنظيم التي شرعنا بها الآن بالاتفاق مع باقي المكونات داخل الائتلاف على أن ذلك مشروط باليات العمل داخل كل من الائتلاف الوطني والتحالف، حيث إن ما يتعلق بالتحالف الوطني فإن الموقف يجب أن يبقى موحدا، أما في حال كل طرف بحسب ثقله فإن الائتلاف الوطني سيعود إلى الساحة السياسية بثقله المعهود دون أن يكون ذلك على حساب أي طرف أو جهة».

يذكر أن الائتلاف الوطني كان قد شكل مع ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي كتلة «التحالف الوطني» التي هي الكتلة الأكبر في البرلمان وتضم 159 صوتا على أثر قرار المحكمة الاتحادية والذي كان قد حرم القائمة العراقية التي فازت بأعلى الأصوات (92 صوتا) من تشكيل الحكومة بعد انتخابات عام 2010.

وكان رئيس كتلة الأحرار الصدرية بهاء الأعرجي قد بحث في غضون الأيام القليلة الماضية مع مكونات الائتلاف الوطني مسألة إعادة تفعيل دوره. واعتبر في مؤتمر صحافي كان قد عقده بالاشتراك مع رئيس المؤتمر الوطني أحمد الجلبي، أن عملية الإصلاح يجب أن تبدأ من داخل التحالف الوطني. وقال إن الائتلاف الوطني إذا كان ينطلق من إصلاح حقيقي وواقعي فيجب أن يكون من داخل التحالف الوطني، مبينا أن «هناك ورقة ممكن أن يقدمها الائتلاف لإجراء الإصلاحات داخل التحالف».

وأكد الأعرجي أن «تلك الورقة ستجعل من التحالف مؤسسة قوية يستطيع أن يواجه التحديات الموجودة في واقع العملية السياسية»، مشيرا إلى أن «العلاقة بين حكومة إقليم كردستان والحكومة المركزية تضمنت مشاكل التجاوز على الدستور». وكانت كتلة الأحرار الصدرية قد بحثت مع منظمة بدر توطيد العلاقة ما بين التيار الصدري ومنظمة بدر. وقال بيان لمكتب النائب بهاء الأعرجي أمس، إن «وفدا من كتلة الأحرار النيابية برئاسة الأعرجي يضم في عضويته علي التميمي وجواد الشهيلي ورياض غالي زار أول من أمس (الأربعاء) منظمة بدر الإسلامية والتقى رئيس منظمة بدر الإسلامية هادي العامري وبعض أعضائها». وأضاف البيان، أن «عدة أمور محورية مهمة نوقشت خلال الزيارة وأولها ضرورة تقوية التحالف الوطني باعتبار أنه المؤسسة التي تجمع دولة القانون والائتلاف الوطني، وأن التحديات المفروضة على الواقع العراقي والواقع الخارجي تتطلب مثل هذه التقوية». وذكر البيان، أن «الجانبين ناقشا إعادة نشاط الائتلاف الوطني العراقي وأن يأخذ حيزا كبيرا في العملية السياسية، ولا سيما أن علاقة طيبة تربطه مع باقي المكونات الأخرى التي تختلف مع دولة القانون وأيضا هو محل ثقة من باقي المكونات كما ناقشا توطيد العلاقة التاريخية الوطيدة ما بين التيار الصدري ومنظمة بدر».