نتنياهو يتمنى على بان كي مون وعباس عدم حضور «قمة طهران»

وصف الزيارة بالخاطئة وتعطي الشرعية لنظام لا سامي ويهدد أمن العالم

TT

طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بالامتناع عن زيارة إيران نهاية أغسطس (آب) الجاري للمشاركة في قمة دول عدم الانحياز، وقال نتنياهو لبان كي مون في محادثة جرت الليلة قبل الماضية، حسبما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس: «هذه الزيارة خطأ كبير، حتى لو كانت بدافع النوايا الطيبة». وهاجم نتنياهو النظام الإيراني قائلا إنه «نظام لا سامي ويضع نصب عينيه القضاء على إسرائيل».

وبحسب مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، فقد قال نتنياهو لبان كي مون إنه مصاب بخيبة أمل من قراره زيارة إيران، وهو الذي يعمل بشكل مسؤول ومنطقي ومقبول في منصبه أمينا عاما للأمم المتحدة وكان محل ثقة كبيرة.

واعترض نتنياهو على الزيارة من باب أنها «ستمنح الشرعية للنظام الذي يشكل التهديد الأكبر على السلام وأمن العالم». وأضاف نتنياهو أن «النظام الإيراني يهدد دولا في الشرق الأوسط، وهو أكبر مصدر للإرهاب في العالم، ولا يمكن تجاهل التهديد الذي يشكله على إسرائيل».

وتطرق نتنياهو إلى البرنامج النووي الإيراني قائلا إن الزيارة تأتي في وقت يواصل فيه النظام الإيراني العمل في البرنامج النووي على الرغم من قرارات مجلس الأمن، وعلى الرغم من العقوبات الاقتصادية والاقتراحات المتكررة للوصول حل دبلوماسي، وبينما يواصل النظام «تضليل المراقبين الدوليين، ويسعى إلى التسلح بأسلحة نووية». وتابع القول: «مثل هذه الزيارة ستمنح الشرعية، حتى بدون قصد، لنظام يدعو صراحة ويعمل علانية على القضاء على دولة أخرى هي عضو في الأمم المتحدة، لا يوجد سبب واحد يدعوك لزيارتها».

وجاءت محاولة نتنياهو ثني الأمين العام للأمم المتحدة عن زيارة إيران التي تستضيف قمة دول عدم الانحياز في 30 و31 من أغسطس، في وقت قيل فيه أيضا إنه ساوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الأسبوع الماضي، على عدم الذهاب مقابل السماح للجنة فلسطين في دول عدم الانحياز بدخول رام الله يوم الأحد الماضي. ولم يؤكد أي مصدر رسمي فلسطيني ذلك، وكانت إسرائيل قد أبلغت السلطة الفلسطينية بأن ممثلي الدول التي لا تعترف بإسرائيل وليس لها علاقات دبلوماسية معها لن يسمح لهم بالدخول إلى رام الله، فألغي الاجتماع.

وأعلن أمس رياض منصور المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، تحويل البيان التضامني مع الشعب الفلسطيني للجنة فلسطين الوزارية (بيان رام الله) إلى اجتماع دول عدم الانحياز في طهران في نهاية هذا الشهر لاعتماده على هذا المستوى.

وأكدت حركة عدم الانحياز عبر اجتماع طارئ لمكتبها التنسيقي إدانتها للتصرف غير القانوني لحكومة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بعدم السماح للوفد الوزاري للجنة فلسطين بدخول الأرض الفلسطينية المحتلة مقبلا من عمان.

وعبر المكتب التنسيقي من خلال الكلمات الكثيرة التي ألقاها سفراء الدول الأعضاء في لجنة فلسطين عن إدانتهم لهذا السلوك الإسرائيلي وعن تضامنهم القوي مع الشعب الفلسطيني وقيادته.

ومن المقرر أن يشارك أبو مازن في اجتماع طهران، وهي مشاركة لا تقلق إسرائيل التي تقول إن الدعوة الإيرانية لعباس جاءت أغلب الظن، على خلفية التدهور في العلاقات بين إيران وحماس، ولن تقود إلى علاقات طبيعية بين السلطة وإيران.

وثمة جدل كبير في إسرائيل حول قرب توجيه ضربة عسكرية لإيران، وتدرس إسرائيل تداعيات توجيه مثل هذه الضربة دون مشاركة الولايات المتحدة، وهناك من يؤيد وهناك من يعارض، وهناك من يشترط مشاركة واشنطن، وهناك من ينفي أصلا وجود مثل هذه النية.

وقال رئيس هيئة العمليات سابقا في الجيش الإسرائيلي الميجور جنرال احتياط يسرائيل زيف إن عملية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية قد تجر إسرائيل إلى حرب إقليمية شاملة، مضيفا في حديث إذاعي أمس: «لن يكون بوسعنا تحمل مواجهة مطولة دون تأييد من الولايات المتحدة وأوروبا».

ومن بين التداعيات التي تدرسها إسرائيل الوضع الاقتصادي، إذ قال محافظ بنك إسرائيل البروفسور ستانلي فيشر إنه سيكون من الصعب تقييم الأبعاد الاقتصادية لعملية إسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية.