تفاقم أزمة الكهرباء والوقود بغزة في أعقاب هجوم رفح

مع إغلاق نحو 130 نفقا منذ الاعتداء على نقطة للجيش المصري

TT

بخلاف ما كانت عليه الأمور في كل عام من هذا الموسم، لن يتمكن الأهالي في حي بركة الوز، الواقع غرب معسكر اللاجئين المغازي، وسط قطاع غزة، من الاعتكاف في مسجد الأنصار، في ليالي العشر الأواخر من رمضان، بفعل انقطاع التيار الكهربائي. وبعد أن تحسنت أوضاع الكهرباء بشكل ملموس قبل انتصاف شهر رمضان، فقد أدت تداعيات الاعتداء على الجنود المصريين في رفح إلى عودة أزمة الكهرباء بشكل كبير وفج.

وكان الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية قد توصلا إلى تفاهم يقضي بزيادة عدد الشاحنات التي تنقل الوقود القطري لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع.

وأدى تطبيق هذا التفاهم بشكل سريع إلى تحسين أوضاع الكهرباء بشكل ملحوظ، إذ بات التيار الكهربائي ينقطع لساعات فقط في اليوم بدلا من معظم ساعات اليوم. لكن بعد الاعتداء على الجنود المصريين، الذي راح ضحيته ستة عشر جنديا، توقف تدفق الوقود القطري لقطاع غزة، مما أعاد الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقا، وبدأ التيار الكهربائي ينقطع لثماني ساعات متواصلة قبل أن يستأنف لثماني ساعات أخرى، وبعدها ينقطع التيار الكهرباء لثماني ساعات أخرى، وهكذا دواليك.

ولا تقتصر معاناة الغزيين على انقطاع التيار الكهربائي، بل إن الأمر تعداه إلى أزمة حادة في الوقود، مما جعل كثيرا من محطات الوقود تغلق أبوابها.. فقد توقفت تقريبا إمدادات الوقود عبر الأنفاق بعد أن شرعت السلطات الأمنية المصرية بتدمير الأنفاق، ولا سيما في المنطقة الغربية من الحدود، وهي المنطقة التي تتركز فيها الأنفاق التي تستخدم في تهريب الوقود لغزة.

وقالت مصادر أمنية وشهود عيان في رفح إن الجيش المصري أغلق قرابة 130 نفقا في المنطقة من شرق العبور في اتجاه البحر الأبيض المتوسط، قرب العلامتين الدوليتين الثانية والثالثة، في حين أغلق الأهالي قرابة 70 نفقا في المنازل من إجمالي 600 نفق تنتشر في منازل ومحال ومزارع.

وأضافت المصادر أن معدات الجيش تقوم بإغلاق فتحات الأنفاق وردمها بالطوب والرمال والكتل الصخرية، خاصة الأنفاق المنتشرة في المزارع، في الوقت نفسه، رفض أهالي مناطق الأنفاق دخول الجيش إلى البيوت والبنايات لإغلاق الأنفاق، مطالبين بأن يقوم أصحابها بإغلاقها بمعرفتهم.

وحذر عدد من أصحاب الأنفاق من محاولة الجيش اقتحام أي منزل بالقوة أو التفكير في تفجير الأنفاق، لأنه في حال استخدام المتفجرات ستتعرض المنازل للانهيار.

ويخشى على نطاق واسع أن يؤدي النقص في الوقود إلى أزمة مواصلات عامة في القطاع، ولا سيما عشية حلول عيد الفطر.

ويأمل الغزيون في أن يتم استئناف ضخ الوقود للقطاع، ولا سيما أنه لا يستخدم فقط في تشغيل السيارات، بل بشكل أساسي يستخدم في تشغيل مولدات الكهرباء التي يحتفظ بها الغزيون لتشغيلها وقت انقطاع التيار الكهربائي. ويخشى الغزيون أن يضطروا في حال تفاقمت أزمة الوقود إلى العودة لاستخدام زيت القلي في تشغيل محركات السيارات، وهو الإجراء الذي تحذر المصادر الطبية من أنه يؤدي إلى تعاظم التلوث، عوضا عن احتواء العوادم المنبعثة من السيارات التي تستخدمه على مواد مسرطنة.

في هذه الأثناء تبين أن حكومة غزة المقالة تحاول التصدي للحملات الإعلامية التي تبثها بعض القنوات المصرية التي تربط بين غزة والهجوم على الجنود المصريين في رفح.. فقد اتصل هنية بمرشح الرئاسة المصري السابق حمدين صباحي وأكد له أنه لا علاقة لغزة بما حدث. وإثر الاتصال بين الرجلين، أكد صباحي في حفل إفطار أقامه أول من أمس حزب الكرامة الذي يرأسه أنه متأكد أن قطاع غزة ليس له علاقة بما جرى في رفح.

من ناحية ثانية، ناشد أهالي الفلسطينيين المحتجزين في أقسام ومراكز التوقيف المصرية الرئيس مرسي والحكومة المصرية التدخل لإنهاء احتجاز أبنائهم نتيجة تجاوزهم مدة الإقامة الممنوحة لهم في مصر وترحيلهم إلى معبر رفح لكي يتمكنوا من قضاء باقي أيام شهر رمضان المبارك وعيد الفطر مع أهلهم وأحبتهم. وفي بيان صادر عنهم، قال الأهالي: «أبناؤنا طلبة ومرضى ودخلوا مصر بطريقة مشروعة ولكن نتيجة عدم تجديد إقامتهم اضطروا للبقاء وتقديم امتحاناتهم، إضافة إلى أن المرضى اضطروا للبقاء في مصر لإكمال علاجهم».