أوباما يدافع عن هوما عابدين مساعدة كلينتون

بعد وصفها بأنها «إخوانية في الخارجية الأميركية»

وصف باراك أوباما، الرئيس الأميركي خلال حفل إفطار رمضاني في البيت الأبيض، هوما عابدين وهي من كبار مساعدي وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بأنها «أميركية وطنية»، بعد أن اتهمها نواب جمهوريون بأن لها علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين (إ.ب.أ)
TT

استغل الرئيس باراك أوباما حفل إفطار رمضان السنوي الذي يقيمه البيت الأبيض، ودافع عن هوما عابدين، مساعدة هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، بعد اتهامات وصفت عابدين بأنها «إسلامية»، أو أن لها صلة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، أو أن أقرباء لها لهم صلة بالجماعة. وكانت عابدين تعرضت في السنة الماضية إلى انتقادات بسبب فضيحة زوجها اليهودي أنتوني وينار، عضو الكونغرس الذي اضطر لأن يستقيل.

وقال أوباما إن عابدين «وطنية أميركية». وإنها «تمثل بلدنا، والقيم الديمقراطية التي نعتز بها، وليست أقل من رائعة». وأضاف: «يدين الشعب الأميركي لها بالامتنان، لأنها أميركية وطنية. ولأنها مثال لما نحتاجه في هذا البلد، وهو مزيد من الموظفين الحكوميين الذين يملكون اللياقة، والكياسة، وسماحة الروح».

وكانت النائبة الجمهورية المتطرفة ميشيل باتشمان شنت هجوما عنيفا على عابدين، وقالت إنها «إسلامية في الخارجية الأميركية». ثم أرسلت، مع أربعة نواب جمهوريين آخرين، رسالة إلى المفتش العام لوزارة الخارجية الأميركية للتحقيق في تقارير بأن أفرادا في عائلة عابدين لهم صلات بجماعة الإخوان المسلمين، أو بمنظمة حماس الفلسطينية الإسلامية. وقالوا إن عابدين ربما تسهل لهؤلاء الوصول إلى مستويات عليا في الحكومة الأميركية، قاصدين وزيرة الخارجية كلينتون. وقالوا «لو كان أفراد عائلتها مرتبطين بحماس، وهي منظمة إرهابية، يكون هذا وحده كافيا لحرمانها من الحصول على تصريح لدخول مبنى الخارجية».

خلال الإفطار في البيت الأبيض، جلست عابدين وهي مسلمة إلى يمين أوباما في حفل الإفطار. وبدا عليها التأثر بشكل واضح في الوقت الذي كان فيه الرئيس يتحدث في قاعة مليئة بالزعماء الدينيين والمسؤولين المنتخبين والدبلوماسيين.

ومن بين المواضيع التي ركز عليها أوباما في خطابه، زيادة مشاركة النساء الرياضيات في منافسات الأولمبياد. وأشار أوباما إلى أنه، لأول مرة في تاريخ الأولمبياد، ضمت كل الفرق في أولمبياد لندن نساء منافسات. وأضاف: «يضم كل فريق من دولة ذات أغلبية مسلمة سيدات».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن أوباما، منذ توليه الرئاسة، يركز على تعزيز العلاقات مع العالم الإسلامي. وكان قد دعا، في كلمة ألقاها في القاهرة عام 2009، إلى «بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين في شتى أنحاء العالم، تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل».

وقالت المصادر إن هذه ثاني مرة رئيسية تتعرض فيها عابدين لأضواء سلبية. وفي السنة الماضية، عندما شن قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس، ومؤيدوهم في تلفزيونات وإذاعات محافظة وجمهورية، حملة عنيفة على عضو الكونغرس أنتوني وينر، وطالبوا باستقالته فورا من الكونغرس بسبب رسائل وصور فاضحة في الإنترنت، واستقال فعلا، اختفت عن الأنظار زوجته هوما عابدين.

وكان وينر عقد مؤتمرا صحافيا وصف بأنه «واحد من أغرب المؤتمرات الصحافية»، اعترف فيه بأنه أرسل إلى طالبة جامعية في ولاية اوريغون جزءا من صورته اقتصر على وسطه وملابسه الداخلية، دون رجليه ودون النصف الأعلى من جسمه. واعتذر وينر للصحافيين. وأيضا، اعتذر لزملائه في الكونغرس، ولمواطني دائرته الانتخابية. وأيضا اعتذر لزوجته، وقال: «أود أن أؤكد لكم أني أحبها، وأنها تحبني». غير أنه قال إنه لم يقل الحقيقة لزوجته إلا يوم المؤتمر الصحافي. لكنه أضاف: «إنها تحبني وتفهمني، وأنا أحبها وأفهمها».

وكانا قد تزوجا قبل سنتين، هو اليهودي، وهي المسلمة من أب هندي وأم باكستانية (ولدت في أميركا، وعاشت سنوات مع والديها في السعودية). وتعارفا عن طريق هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، التي كانت عابدين مساعدة لها منذ أن كانت كلينتون عضوا في الكونغرس عن ولاية نيويورك.

خلال فضيحة زوج عابدين، انشغلت الإذاعات والتلفزيونات الجمهورية والمحافظة، بالإضافة إلى مواقع الإنترنت المحافظة، بالتندر والهجوم على وينر. وتهكم واحد منهم بأن على زوجته أن تظهر بالحجاب وتعقد مؤتمرا صحافيا تعلن فيه «طلاق هذه المسلمة من هذا اليهودي». وتهكم آخرون لأن الزوجة تعمل مستشارة لهيلاري كلينتون. وذلك لأن هيلاري كانت قد وقفت إلى جانب زوجها في فضيحة مونيكا لوينسكي.