البيت الأبيض يهدف لتفكيك تحالف إيران وحزب الله مع الأسد

مساجد ومراكز إسلامية في أميركا نظمت يوما «لإدانة قمع المعارضة في سوريا»

TT

بعد فرض مزيد من العقوبات على حزب الله اللبناني، وعلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وعلى إيران، قال البيت الأبيض إن هذا التحالف السياسي «يجب أن يهزم».

وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، ردا على سؤال في المؤتمر الصحافي اليومي، حول أنه لا جديد في هذه العقوبات «النتيجة المطلوبة هي الاستمرار في الضغط على نظام الأسد، والاستمرار في عزله، وفضح حقيقة أن أصدقاء الأسد عددهم قليل جدا، وهم بالتحديد اثنان: إيران، وحزب الله». وأضاف «نحن ملتزمون باتخاذ كل خطوة ممكنة لعزل النظام السوري، وتجويع الموارد التي يحصل عليها لتمويل حملته الوحشية ضد الشعب السوري، وتسليط الضوء على أولئك الذين يواصلون دعم شخص صار، بالتأكيد، واحدا من أكثر الطغاة الأكثر وحشية ودموية في العالم اليوم».

وفي إجابة عن سؤال بأن «عقوبات لا حدود لها» قد أعلنت ضد نظام الأسد وإيران وحزب الله، قال كارني «في كل مرة نتخذ فيها خطوة اقتصادية أو مالية فإنها تؤثر على موارد نظام الأسد، وعلى تمويل حملته ضد شعبه». وأضاف أن العقوبات الاقتصادية والمالية جزء «من خطط مدروسة» تشمل الجهود الدبلوماسية، والمساعدات الإنسانية للشعب السوري، والمساعدات غير القاتلة للمعارضة السورية «كجزء من جهد أوسع نطاقا لاستعجال اليوم الذي يجب أن يأتي عندما يتنحى الرئيس الأسد، وتبدأ عملية انتقال سياسي سلمي نحو نظام حر في سوريا».

وفي الأمم المتحدة، أعلن سفير فرنسا، جيرار ارو، أن خليفة كوفي أنان في منصب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا سيعين مطلع الأسبوع المقبل. وقال «حسب ما فهمت، سيعين يوم الاثنين، أو يوم الثلاثاء». وأضاف «هذه مهمة صعبة جدا. وتوجد كثير من الضغوط، منها أن يعين من قبل منظمتين في الوقت نفسه. لهذا، يجب العثور على شخص يكون شجاعا لمواجهة هذه المهمة». وقال إنه، إلى جانب تطبيق خطة أنان التي تتضمن ست نقاط، من المهم أن «يكون هناك شخص يقدر على إطلاق مبادرات بهدف دفع المفاوضات». وأوضح، وهو يترأس مجلس الأمن لهذا الشهر، أن خطة النقاط الست التي تقدم بها كوفي أنان تبقى «النص الوحيد الذي أقره جميع أعضاء مجلس الأمن». وأضاف أنه، حتى الآن، يتوجب التمسك بهذه الخطة، خصوصا النقطة الأولى التي تنص على وقف العنف في سوريا. وقال إن اجتماعا لمجلس الأمن الدولي في 30 أغسطس (آب) الحالي «سيحدد إمكانية التوصل إلى موقف موحد، على أساس إنساني على الأقل...»، في إشارة إلى أن روسيا والصين تظلان تعرقلان اتخاذ قرارات ضد الأسد.

إلى ذلك، شاركت أول من أمس مساجد ومراكز إسلامية في الولايات المتحدة في يوم لإدانة قمع المعارضة في سوريا، وفي جمع تبرعات للمدنيين السوريين. وأدان خطباء في المساجد الرئيس السوري بشار الأسد، ووصفوه بأنه «طاغية»، وأكدوا أنه على الأميركيين المسلمين كشف الفظائع التي ترتكب في سوريا.

وقال الإمام شاكر السيد في خطبته لأكثر من 300 مسلم في جامع دار الهجرة في فالز تشرش في ولاية فرجينيا، وهي الضاحية التي تتسم بالتنوع في واشنطن «ما يجري في سوريا لا يصدق». وأضاف أن الأسد «يذكرني ببول بوت (طاغية كمبوديا)، ويذكرني بأدولف هتلر، ويذكرني بأسوأ الشخصيات في تاريخ البشرية. لهذا، يجب أن نتخذ موقفا حاسما لإنهاء هذه النظام».

وقال محمد غانم، في المجلس السوري الأميركي، إحدى المنظمات التي تقف وراء تنظيم يوم التضامن هذا، إن اليوم «نظم على نطاق واسع» بعدما قامت منظمات راعية له، بينها أكبر الجمعيات المسلمة في الولايات المتحدة «بالاتصال بقواعدها، وبدعوتها للمشاركة».

وتبرع المصلون في دار الهجرة في صناديق خشبية كتب عليها «سوريا»، ستسلم إلى منظمات للعمل الخيري من أجل مساعدة المدنيين السوريين. وقال أحد المصلين، بعد أن تبرع بمبلغ من المال «أشعر بالأسف من أجلهم. إنهم يعيشون معاناة حقيقية». وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تبذل جهودا كافية لوقف حمام الدم، قال «نستطيع أن نفعل المزيد، هذا أمر مؤكد. هناك الكثير من القضايا، لكننا نستطيع أن نبذل المزيد لإنهاء هذا النظام العدواني».

وأكد أنتوني، الذي حضر الصلاة مع ابنه وحفيده لكنه رفض كشف اسم عائلته «أعتقد أن النظام هناك (في سوريا) نظام مجرم». وأضاف أن «البيت الأبيض التزم الصمت، ولا أحد يتحدث باسم شعب سوريا»، مؤكدا أن «هذا ليس أمرا سليما.. بالنسبة لي إنها أزمة إنسانية».