شرخ في القضاء السوري بانشقاق أول رئيس نيابة عن نظام الأسد

بعد أن وضعته سلطات دمشق ضمن قوائم المعارضين

جمعة العنزي
TT

بخروج جمعة العنزي رئيس نيابة محافظة الرقة (شمال سوريا) عن صمته يتحقق شرخ جديد هو الأول من نوعه في الجسم القضائي السوري بعد أن أعلن أمس العنزي الموجود في العاصمة السعودية الرياض انشقاقه عن النظام الحاكم في سوريا.

ويأتي انشقاق جمعة رمضان الدبيس العنزي رئيس نيابة محافظة الرقة بعد أن وضعت سلطات نظام بشار الأسد الرجل على قائمة معارضي النظام بعد أن توجست دوائر مخابراتية سورية من الرجل خيفة عبر محاولاته التخفيف في الأحكام القضائية على الثوار في سوريا، وكان ذلك بالنسبة للرجل بمثابة بداية التفكير في الخروج خارج الأراضي السورية لتجنب تصفيته من قبل مخابرات النظام السوري.

وقال العنزي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن في سوريا منذ عام 1963 وهو العام الذي بلغ فيه حزب البعث واستولى على السلطة في الدولة، ونحن دولة أمنية بامتياز، تحكمها قوة الأمن والبطش والأمزجة والشللية، ومن هذا المنطلق ضاعت حقوق الشعب السوري إلى أن بلغ به الأمر إلى أن نفد صبره ولم يعد يستطيع التحمل»، بحسب وصفه.

وقدر رئيس النيابة أعداد المفقودين بالمجمل في سوريا منذ اندلاع الثورة قبل عام و7 أشهر بـ«أكثر من 200 ألف شخص، ناهيك عمن تم تصفيتهم ربما لأسباب طائفية، عبر توجيه تهم تتمحور حول التظاهر من دون ترخيص، وتعكير صفو الأمة، بالإضافة إلى خلق بلابل والنيل من الوحدة الوطنية، فكل تلك التهم يعتبرها النظام الأسدي ذرائع ليبسط قوته وبطشه بحق الشعب السوري».

وانتقد رئيس النيابة العامة المنشق التدخلات الخارجية التي يحاربها النظام السوري، كاعتباره أي محاولات للتسوية من منطلق التدخل في الشؤون الداخلية السورية، وهو ما يرفضه جملة وتفصيلا، وفي ذات الوقت، يلحظ تدخلا ودعما قويا لا يمكن إخفاؤه من إيران وحزب الله، بالإضافة إلى حكومة نوري المالكي في العراق الذي طالما شكا من دعم النظام السوري لأعمال تخريب وقتل وترويع في الأراضي العراقية بعد دخول القوات الأميركية للعراق.

ومضى الرجل يسهب في شرحه قائلا «أستغرب من مواقف البعض من الدول التي ترتبط بالنظام الأسدي وتقاتل من أجله، على سبيل المثال، كان المالكي رئيس الوزراء العراقي يشكو دوما من أن سوريا تسهم في رعاية وتمويل الإرهاب في الداخل العراقي عبر تمرير المقاتلين من أراضيها، والآن نجد المالكي من أكثر الداعمين لنظام البطش والظلم السوري، وهنا تكمن المفارقة، هناك ربما مصالح مملاة على رئيس الحكومة العراقية يفترض أن تكون من طهران، وبالتالي تسير بغداد بالإضافة إلى حزب الله في إطار إيراني لدعم نظام بشار الأسد الذي لم يبق ولم يذر، على الشعب السوري الجريح».

واعتبر العنزي أن إيران تجد لنفسها مجالا خصبا في إدارة الأزمة السورية الداخلية، وإذا استمر الشعب السوري أعزل فستتفاقم الأمور، وربما تصل إلى منطقة الخطر فيما لو سقط نظام الأسد بشكل مفاجئ.. ستعم الفوضى والاضطراب أرجاء البلاد، «ومن هنا يجب على المعارضة توحيد الصفوف لخلق برنامج بديل يكون سببا في منع أي فوضى قد تحدث جراء زوال الرئيس وزمرته التي تحكم البلاد».

وعن وجوده في السعودية قال «المملكة العربية السعودية بلادي، حقيقة لا أشعر بالفعل بالأمن والأمان إلا إذا وطأت قدماي الأراضي السعودية، وهذا هو السبب الرئيسي لاختياري المملكة، بالإضافة إلى وجود البعض من أقاربي في السعودية. نحن نعي ونقدر ونجل لخادم الحرمين الشريفين سعيه الحثيث للوقوف إلى جانب الشعب السوري وتضميد جراحه. بالنسبة لنا كسوريين شرفاء نقدر عاليا للمملكة كل الوقفات التي سجلتها مع الشعب السوري وحرصها الدؤوب على استقرار سوريا».