نتنياهو يطلب لقاء أوباما لبحث الخطر الإيراني.. وحكومته تمنحه صلاحيات غير مسبوقة في قرارات الحرب

تقارير إسرائيلية: طهران تكثف جهودها لتطوير رأس نووي حربي

TT

في الوقت الذي يتصاعد فيه التهديد الإسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية لإيران بالتزامن مع تصاعد المعارضة داخل إسرائيل لتوجيه ضربة كهذه، كشفت مصادر سياسية عليا في تل أبيب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيسافر إلى الولايات المتحدة الشهر المقبل وسيطلب إجراء لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما للتباحث معه في الموضوع.

وقالت صحيفة «معريب»، التي نشرت النبأ أمس، إن نتنياهو سيصل إلى نيويورك في السابع والعشرين من سبتمبر (أيلول) المقبل، للمشاركة في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وهو «معني جدا بلقاء أوباما، علما بأن جدول أعمال الرئيس الأميركي مضغوط إذ سيكون في الشهر الأخير للانتخابات الأميركية التي ستجري في 6 نوفمبر (تشرين الثاني)». ويطمح نتنياهو أن يتجاوب أوباما مع طلبه، حيث إنه قد يكون هو أيضا معني بلقاء كهذا ليظهر دعمه المطلق لأمن إسرائيل، رغم معارضته لقيام إسرائيل بتوجيه ضربة للمنشآت النووية في إيران.

وقالت «معريب» إن مثل هذا اللقاء من شأنه أن يساعد نتنياهو على تجنيد المزيد من القوى في العالم وفي الرأي العام في الولايات المتحدة وإسرائيل، لصالح موقفه المعلن بضرورة توجيه الضربة، علما بأن غالبية المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يعارضون في توجيه ضربة كهذه. وحسب هذه النظرية، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن الطريقة التي يدير بها نتنياهو المعركة على الرأي العام بدأت تثمر. ففي استطلاع رأي أجرته منظمة «مشروع إسرائيل»، اتضح أن هناك ارتفاعا في نسبة الأميركيين المؤيدين لتشديد العقوبات ضد إيران (78 في المائة اليوم) وارتفاعا في نسبة المؤيدين لفكرة نتنياهو التهديد بالخيار العسكري ضد إيران (من 33 في المائة إلى 36 في المائة، لكن الأكثرية (49 في المائة) ما زالت تعارض). وفي إسرائيل نشر استطلاع رأي أجرته صحيفة «معريب» دل على أن نسبة المعارضين للضربة هبطت من 52 في المائة إلى 44 في المائة، في حين ارتفعت نسبة المؤيدين من 23 في المائة إلى 33 في المائة.

وإزاء إجماع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على رفض فكرة توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى إيران ووجود أغلبية في القيادة السياسية الإسرائيلية ضد هذه الضربة، أقرت الحكومة الإسرائيلية في جلستها، أمس، طلب نتنياهو إجراء تعديلات في نظام عمل الحكومة تؤدي إلى زيادة صلاحيات رئيس الوزراء في اتخاذ قرارات في الشؤون الحربية. ويمنح التعديل الجديد نتنياهو صلاحية تأجيل تنفيذ قرارات وافقت عليها لجان وزارية وتحديد جلسات نقاش إضافية مع إمكانية تحديده لقواعد التصويت خلال جلسات الحكومة إضافة إلى منحه صلاحية اتخاذ القرارات بطريقة سريعة ومختصرة عبر إجراء مشاورات هاتفية فقط مع الوزراء.

وكانت أوساط المعارضة السياسية الإسرائيلية قد حذرت من خطورة مطالبة نتنياهو من تغيير النظام الداخلي للحكومة ومنحه صلاحيات وصفت في الصحف والمواقع الإسرائيلية بغير المسبوقة، وقال رئيس المعارضة، شاؤول موفاز، إن الصلاحيات التي أقرتها الحكومة، أمس، تهدف لفتح الطريق لشن الحرب على إيران، وتمكين نتنياهو من تجاوز أية معارضة لهذه الحرب، خاصة معارضة قادة الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية.

وكان نتنياهو قد رفع من حدة لجهة التهديد والتهويل من الخطر النووي الإيراني مؤكدا تصميم حكومته على منع إيران من امتلاك قنبلة نووية. وأضاف نتنياهو في الجلسة التي شهدت توديع وزير الجبهة الداخلية، متان فلنائي، الذي أنهى مهام منصبه ليصبح سفيرا لإسرائيل في الصين، «إن التهديدات التي تواجهها الجبهة الداخلية تتقزم وتبدو صغيرة جدا أمام تهديد القنبلة النووية الإيرانية» وذلك في تصريح هو الأول من نوعه الذي يقارن بين احتمالية تعرض الجبهة الداخلية للقصف الصاروخي والتهديد المفترض من إيران النووية.

من جهة ثانية، خرجت وسائل الإعلام الإسرائيلية بحملة نشر واسعة، أمس، حول عدم جاهزية إسرائيل لمواجهة خطر رد صاروخي إيراني على الضربة العسكرية. فبينت أن ثلث السكان لا يمتلكون كمامات واقية من أسلحة الغاز الكيماوية وسُبع السكان من دون ملاجئ. كما أبرزت وسائل الإعلام الرفض الأميركي لضربة كهذه. ومع ذلك، فإن وجهة نظر نتنياهو بدأت تجد تأييدا لها، حيث كشف وزير الدفاع إيهود باراك، أن هناك معلومات جديدة أميركية، تتعلق ببرنامج إيران النووي، تبين أن سرعة تقدم البرنامج تفوق المتوقع. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن هذه المعلومات الاستخباراتية الجديدة ضمت إلى التقويم الاستخباراتي القومي الأميركي، ووصلت إلى الرئيس الأميركي في اللحظة الأخيرة. وأكد باراك، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، أن هذه المعلومات تجعل المسألة الإيرانية أكثر خطورة حيث إنها ستستطيع ليس فقط صنع قنبلة نووية بل أيضا ستستطيع تركيب رؤوس حربية نووية لصواريخ «شهاب 3»، وهي منظومة صاروخية، طُورت في إيران، وتستطيع أن تضرب أهدافا حتى بعد 1500 كيلومترا وتهديد كل من يعارضها من دول المنطقة.

وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس بدء اختبار في البلاد لنظام إنذار بوساطة الرسائل النصية لإبلاغ السكان في حال وقوع هجمات صاروخية. وبحسب تقارير إعلامية يهدف هذا التمرين إلى ضمان جاهزية المدنيين في حال قيام حزب الله اللبناني أو إيران بإطلاق الصواريخ ردا على هجمة إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية.