المالكي محذرا ضمنا تركيا: العراق في قلب العاصفة.. ومن يتدخل في شؤون الآخرين سيحترق

قيادي في ائتلافه لـ «الشرق الأوسط»: ينبغي أن لا يزايد أحد علينا في رفض ديكتاتورية الأسد

صورة من موقع رئاسة مجلس الوزراء العراقي لنوري المالكي وهو يلقي كلمة في احتفال بمناسبة يوم الشباب العالمي في بغداد أمس
TT

اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن العراق جزء من المنطقة التي تلتهب فيها النار بمختلف مفاصلها، محذرا من أن لهيبها قد يمتد إلى دول أخرى لا سيما تلك التي تتدخل في شؤون دول أخرى، في إشارة إلى تركيا. وفي كلمة له في احتفال بمناسبة يوم الشباب العالمي في بغداد، قال المالكي إن «البيئة التي تنتعش فيها روح الشباب ينبغي أن تكون نظيفة من الأفكار البالية أو الطائفية أو التمييز العنصري، والعراق اليوم بحاجة إلى وعي كامل للشباب بشأن جميع التحركات والأحداث التي تحيط به»، مبينا أن «العراق جزء من المنطقة التي تلتهب فيها النار بمختلف مفاصلها».

وأضاف المالكي أن «هذه النار إما أشعلها الجهلة والحاقدون؛ وإما أشعلتها إرادات خارجية لأغراض تتعلق بسياسات ومصالح»، موضحا أن «التحركات الأمنية على حدودنا من جميع الجوانب التي تحيط بهذا البلد، تشير إلى أننا ما زلنا في قلب العاصفة». وأكد المالكي أن «العراق بإمكانه أن يقي نفسه هذه العاصفة، ولكن إذا تفاعل معها فستأتي النار إليه مرة أخرى وتشعل البلاد»، لافتا إلى أن «هناك دولا ستتهاوى مرة أخرى». وأوضح المالكي أن «أي دولة تتبنى التوسع والطائفية سيعود عليها بالسلب»، مبينا أن «من يريد إشعال الفتنة والطائفية بين أبناء الشعب الواحد عليه التفكير في أنها ستعود عليه، ولن تخرج أي دولة تتبنى هذا النهج سالمة من أتون الطائفية والفتنة». وتابع أن «الدول التي تتبنى النهج الطائفي والعنصري تستغل الشباب لتحقيق أهدافها المريضة، ويجب أن لا نسمح بذلك ولا نترك مساحات للتدخلات الإقليمية والتجاوز على أمننا وسيادتنا». وأشار المالكي إلى أنه «يجب أن نعي كل التحديات التي تواجهنا، وأن نشخص الضرورات ونضعها في البيئة المناسبة التي تنتعش فيها روحية الشباب وتتفاعل مع بناء المجتمع، وأن تكون بعيدة عن الأفكار الطائفية، لأن العراق في قلب العاصفة، وقد واجه حالة الهدم والإرهاب سابقا، وبإمكاننا أن نتجاوز هذه العاصفة، وعدم الذهاب بالاتجاه الخطأ حتى لا تعود النار لبلادنا مرة أخرى». وأكد أن «كل دولة تتدخل في شؤون الدول الأخرى وتتحرك للتوسع والتأثير عليها وتنشر فيها الأفكار الهدامة ستعود عليها أفعالها، والجميع شركاء اليوم في البلد، ولا فرق بين عراقي وعراقي على أسس طائفية أو مذهبية أو قومية، والشباب شركاء وتقع عليهم المسؤولية من أجل ضمان مستقبل البلاد، ومسؤولياتهم قائمة على أساس البناء والألفة والمحبة».

إلى ذلك، أكد سامي العسكري، عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون، المقرب من المالكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العاصفة تهب الآن على المنطقة، وهي، مثلما هو واضح، ما يمكن أن يترتب على الوضع في سوريا؛ حيث إن كل المؤشرات تقول إن الأوضاع تسير نحو حرب طائفية» مشيرا إلى أن «هذه الحرب الطائفية لن يسلم منها أحد في النهاية؛ بدءا من الدول الأكثر تدخلا في مثل هذه الأمور، والمقصود بها تركيا». وأضاف العسكري أن «الخطورة الآن تتمثل في هذا الحشد الطائفي عبر القنوات الفضائية ومن الطرفين الشيعي والسني، بينما المنطق يقول إن إذكاء نار الفتنة تحت أية حجة أو تبرير سيحرق لهيبه الأطراف التي تذكي هذه النار، وهو ما يدعونا إلى التفكير بمنطق سليم لحل الأمور، وهو ما أكد عليه المالكي، وهو الموقف العراقي الرسمي نفسه كدولة من الأزمة السورية أو مجمل الأزمات في المنطقة». وأوضح العسكري أن «تركيا لن تكون بمنأى من الأذى؛ حيث يوجد فيها ملايين العلويين فضلا عن أن معظم مقاتلي حزب العمال الكردستاني هم من العلويين، وبالتالي، فإن أي فتنة طائفية سنكون نحن وقودها والمتضرر الأول منها، وأقصد بذلك العراق والدول الأخرى عربية وإسلامية».

وردا على سؤال بشأن الموقف العراقي الذي يبدو كأنه مساند لنظام بشار الأسد على الرغم من الإدانة السابقة له بوصفه كان يصدر الإرهابيين إلى العراق، قال العسكري: «أقول بوضوح إنه ينبغي أن لا يزايد أحد علينا بشأن موقفنا من ديكتاتورية بشار الأسد، وقد وصل أمرنا معه إلى حد الشكوى لدى الأمم المتحدة، وهذا الموقف لم يتغير؛ سواء بالنسبة للمالكي أو للموقف الرسمي العراقي، وهو موقفنا نفسه من حزب البعث الذي لم يتغير»، مستدركا بالقول: «لكن عندما يكون البديل هو (القاعدة) التي هي كما يفترض عدو الجميع، فإن المنطق يقول إن على الجميع أن يفكروا في حل منطقي، ولا يوجد أفضل من الحلول السلمية لمثل هذه القضية حتى لا تتكرر تجربة أفغانستان عندما دعمت الولايات المتحدة الأميركية طالبان فتحكمت (القاعدة) هناك».