انشقاق المندوب السوري في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة

ميشيل كيلو: البعاج رجل خبير في مجاله ويمثل الجيل الشاب.. والوضع أصبح إما أن تدافع عن النظام أو الوطن

أحد مراقبي بعثة الأمم المتحدة قبل مغادرته سوريا أمس في إطار تخفيض عدد البعثة (إ.ب.أ)
TT

أعلن المندوب السوري في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف داني البعاج انشقاقه عن النظام السوري وانضمامه إلى المعارضة، معتبرا أنه لم يعد قادرا على مساعدة الشعب السوري من خلال منصبه.

وقال داني بعاج أمس: «ببساطة عندما شعرت أنه لم يعد في وسعي مساعدة الشعب السوري كان علي التحرك». وأضاف في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «عندما شاركت في مفاوضات حول سوريا، كان قلقي حماية شعب سوريا وليس الحكومة»، موضحا أنه كان على اتصال منذ بعض الوقت بالمنبر الديمقراطي السوري المعارض ومقره باريس.

وداني البعاج، الذي أكد أن الوضع في سوريا يزداد سوءا، هو سكرتير ثالث في بعثة سوريا في الأمم المتحدة بجنيف، وكان عضوا في وفدها إلى مجلس حقوق الإنسان، وتولى منصبه قبل عامين. ونقلت وكالة الأنباء السويسرية عن البعاج قوله: «شعرت أنني لم أعد أستطيع أن أخدم بلدي في معسكر الحكومة»، مضيفا أنه لا يطلب اللجوء في سويسرا، لكن والديه معه في جنيف.

ويأتي هذا الإعلان الذي صدر الجمعة عبر موقع للمعارضة، قبل نشره الأربعاء ويأمل بعاج في التوصل إلى توافق حول سوريا في مجلس حقوق الإنسان، شريطة «تخلي بعض الدول عن أجنداتها لمساعدة الشعب السوري».. وذلك في تقرير جديد حول وضع حقوق الإنسان هناك طلبه المجلس من لجنة تحقيق مستقلة.

من جهته، أكد عضو المنبر الديمقراطي السوري المعارض ميشيل كيلو أن التواصل بين المنبر والبعاج قديم إجمالا بعيدا عن قرار انشقاقه، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «البعاج اتخذ قراره بمحض إرادته بعيدا عن المنبر».. وأشار كيلو إلى أن البعاج كان قريبا منذ فترة طويلة من الحراك الديمقراطي في سوريا، وأنه «رجل خبير في قضايا حقوق الإنسان».

وحول مدى تأثير انشقاق البعاج على الحراك الثوري السوري، رغم كونه ينتمي إلى الفئة الثالثة أو الرابعة في سلك الدبلوماسية السورية، أكد كيلو أن «هناك تسارع في وتيرة الانشقاقات عن النظام السوري، وأهمية انشقاق البعاج تكمن في الصدى الواسع دوليا الذي أحدثه نظرا لعمله في الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان على وجه الخصوص، وبخاصة بعد انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب الأسبوع الماضي»، لافتا إلى أن «الوضع حاليا أصبح لا يمكن فيه الدفاع عن النظام والوطن في آن واحد، وفرض على الجميع تحديد جانب انتماء واحد من بين الاثنين».