ولي العهد السعودي: الأمن والاستقرار سر النمو الاقتصادي والمعرفي والاجتماعي لبلادنا

الأمير سلمان بن عبد العزيز: الدولة ترحب بكل من ينتقد بطريقة عقلانية بعيدة عن الانفعالية والتشهير

الأمير سلمان متوسطا الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية وعبد الرحمن فقيه في حفل السحور الذي أقيم على شرف ولي العهد السعودي بنزل فقيه بمكة المكرمة (تصوير: أحمد حشاد)
TT

أشار الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، إلى ما تعيشه بلاده «من أمن في الأوطان وصحة في الأبدان واستقرار في كل أنحاء الوطن الغالي»، مؤكدا أن هذا الأمن والاستقرار سر النمو الاقتصادي والمعرفي والاجتماعي وبوصلة تطور العمل السياسي، مشددا على أن من يحاول العبث بأمن واستقرار هذه البلاد سيلاقي الجزاء الرادع تجاه تصرفاته.

وأوضح وزير الدفاع السعودي أن الدولة ترحب بكل من ينتقد بطريقة عقلانية بعيدة عن الانفعالية والتشهير، مستشهدا بـ«رحم الله من أهدى إليّ عيوبي»، رافضا في الوقت نفسه كل من يخرج عن هذه القاعدة في النصح والإصلاح.

وقال الأمير سلمان في حفل سحور أقامه له رجل الأعمال عبد الرحمن فقيه في منزله بمكة المكرمة: «إن توجيهات خادم الحرمين الشريفين لنا جميعا واضحة وجلية وهي خدمة الحرمين الشريفين والبقاع المقدسة، والحقيقة أنني أشعر بالمسؤولية الكبرى على عاتقي التي كلفني بها الملك حفظه الله، وأرجو من الله عز وجل المعونة فيها وأن يسددني لما يحب ويرضى».

وأضاف: «لا بد أن ندرك أن هذه البلاد نزل بها الوحي على رسول عربي بلغة عربية وهذه مسؤولية كبرى علينا بضرورة التمسك بكتاب الله وسنة نبيه، وهذا أصلا ما ينطق به النظام الأساسي للحكم، وهذه البلاد عربية أصيلة منها توهجت العروبة واستقت الأصالة، ولو عدنا لما قبل التوحيد في هذه البلاد لوجدنا كل مدينة أو قرية أو قبيلة كانت تمثل دولة مستقلة سواء في الوسط أو الغرب أو الشمال أو الجنوب وكان الناس متناحرين».

واستدرك الأمير سلمان قائلا: «كان داخل المملكة ممالك من شتى القبائل فجاء الموحد الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، فجمعنا في أمة واحدة ودولة واحدة وكانت القاعدة الأساسية للتشريع فيها الكتاب والسنة وفق نظام الحكم في مادته السادسة، وكما ترون اليوم هذا الأمن والاستقرار وهذا عز لنا أعز الله به بلاد الحرمين فكما تعلمون أن ثمة قرابة 6 ملايين معتمر هذا العام وخدمتهم شرف عظيم ومسؤولية كبرى على الدولة والشعب، وكان في سابق الأمر الرجل لا يأمن على أهل بيته لكن الآن وبفضل من الله يأمن الرجل على أقاربه ومحارمه دون وجل، لذا لا بد أن ندرك أن الأمن والاستقرار هما الأساس في النمو السياسي والاقتصادي والمعرفي والتجاري والدولة حاليا تمضي صوب التطوير والنماء وفق خطط مدروسة ومهيأة وفق رؤية شاملة».

وحول الاستثمار الأمثل في السعودية، أكد الأمير سلمان أنه: «بكل وضوح وصراحة نقول إن أهم ما علينا أمننا واستقرارنا، والحقيقة أن الاستثمار الأمثل الذي نحرص عليه ليس بالنفط بل هو الاستثمار في الرجال والأجيال، وأبوابنا مشرعة لكل من يرى نقصا أو عيبا، وأقول بكل شفافية، فكل من يرى خللا في العقيدة أو مصالح الشعب ودولتنا، فنرحب به ويسعدنا ذلك، وهذا النهج موجود في كتاب الله تعالى وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء والصحابة من بعده، نقول دائما نحن بشر نخطئ ونصيب ونتقبل النصيحة، ولكن وفق الضوابط بأن تكون بين ولي الأمر ومن يرى الخلل، أما التشهير أمام الناس فلا ينبغي، فنحن أسرة نبتت من تربة وأرض هذه البلاد، دماؤنا حمراء ليست زرقاء، ولم نأت من فوق لا من استعمار ولا غير استعمار، فقد نبتنا من هذه الأرض، فمن محمد بن سعود إلى اليوم ونحن عدنانيون من نسل هذه البلاد الطاهرة».

وشدد ولي العهد في حديثه للحاضرين على ضرورة التمسك بالعادات والتقاليد والحرص على التراث المحلي لدولتنا، واستشهد بزيادة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش للمملكة، وقال: «لما زار المملكة الرئيس بوش قمنا بتنسيق زيارة له في المتحف الوطني في الرياض وطلبنا إقامة عرضة من صفين، وحين وصوله كان من حوله يطالبون بإبعاد أهل السيوف خوفا عليه، لكنه تفاعل من العرضة وطلب سيفا ونزل في الصفوف يشاركهم العرضة، وهذه لفتة جميلة تدل على قناعته بالموروث التراثي، وحين دخلنا المتحف كان لدي قهوجي اسمه فهد وكان لا يمد لك فنجان القهوة إن لم تتسلمه بيدك اليمنى فحين مد الفنجان للرئيس بوش مد يساره، فرفض القهوجي تقديم القهوة وأفهمته أن هذا جزء من العادات لدينا فتقبل الأمر واحترم العادات».

وقال الأمير سلمان بن عبد العزيز: «هذه الدولة قامت على التوحيد ولم تسقط منذ عقود طويلة، وعلى الرغم من الخلافات العائلية التي تسببت في سقوط الدولة السعودية الثانية، فإن المؤرخين تنبأوا بعودتها للقيام وهذا ما حدث في الدولة السعودية الثالثة، وفي اعتقادي لن يفلح من يريد إسقاطنا إلا عندما يفلح في إخراجنا وإبعادنا عن ديننا وعقيدتنا، لذا لا بد لنا من التمسك بالدين والعقيدة والدولة تفتح قلبها وأبوبها، لكن من خرج عن رشده ثم عاد إلينا وقد أدرك الدرس وعرف الخطأ الذي وقع فيها، ومع هذا لن نسمح لكائن من كان يمس بأمن هذه البلاد أو يعبث به لأننا في مركب واحد يجب على الجميع المحافظة عليه».