تصاعد التوتر بسيناء والجماعات الجهادية تقتل شيخا بدويا لدعمه الجيش

وزير الداخلية المصري: تدعيم معظم المناطق السياحية بقوات أمن إضافية

مصري يمر بالقرب من سيارة محترقة في منطقة الجورة بعد اشتباكات بين قوات الجيش والمسلحين في شمال سيناء أول من أمس (رويترز)
TT

ازدادت حدة التوتر بسيناء بعد قيام مسلحين من المتشددين بقتل شيخ قبيلة ونجله في الوقت الذي يتصاعد فيه العنف لليوم السادس أمس للحملة العسكرية على المتشددين في المنطقة مع تهديدات الجماعات الجهادية بالتصعيد ردا على الحملة. ولم يعلن أحد مسؤوليته عن قتل الشيخ وابنه في الهجوم، اللذين تعرضا له بمنطقة الخروبة على الطريق الدولي العريش – رفح ولقي الشيخ حتفه برصاصة في الفم بينما قتل نجله برصاصة في البطن.

وقال مصدر أمني في سيناء إن «متشددين قتلوا بالرصاص شيخ القبيلة خلف المنيعي ونجله أثناء عودتهما من مؤتمر نظمه بعض زعماء القبائل للتنديد بالتشدد بقرية المهدية». وينتمي الشيخ المنيعي إلى قبيلة السواركة وهي من أكبر قبائل البدو بسيناء. ويتوقع أن يؤدي الحادث إلى مزيد من الدعم الذي تقدمه القبائل لقوات الجيش للقضاء على كل البؤر الإرهابية الموجودة بسيناء بما يساعد على إنهاء مهام الحملة الأمنية الحالية بنجاح وفي وقت قصير. وقالت مصادر أمنية إنها «تتوقع أن تحصل القوات على دعم معلوماتي ولوجيستي من أبناء القبائل للوصول إلى الأوكار التي يختبئ بها من تصفهم بالإرهابيين».

من جانبه، قال اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية إن «قوات الجيش والشرطة تمكنت بمساعدة أبناء البدو الشرفاء بسيناء من استهداف وكشف مؤامرتين وبؤرتين إجراميتين في الخروبة، حيث تم ضبط بعض الأسلحة، مشددا على أنه يتم التركيز في أحداث سيناء على المستفيد من هذا الحادث».

ووجه جمال الدين خلال مؤتمر صحافي له أمس بمقر مجلس الوزراء عقب اجتماع اللجنة الوزارية الأمنية برئاسة الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء بحضور وزراء العدل والمالية والتنمية المحلية والسياحة شكره لكل الضباط والأفراد والمجندين الذين أثبتوا أنهم على مستوى عال من التدريب والكفاءة في اقتحام هذه الأوكار ليحموا بلدهم.

وقال جمال الدين، «ندرك أننا نواجه عدوا خطرا ونقوم بحماية الوطن وندرك أننا قادرون بإذن الله وبمعاونة المواطنين الشرفاء خصوصا في منطقة سيناء من تحقيق الاستقرار والأمن».

وأشار إلى أنه تم تدعيم معظم المناطق السياحية بقوات أمن إضافية، وسيكون هناك مدرعات ومركبات جديدة لتأمين الحركة السياحية، قائلا: «لا بد أن نتقبل الخسائر التي قد تحدث بسبب الأوضاع الحالية، لكننا متفائلون بشأن تحسن الأحوال للأفضل».

كما أكد اللواء جمال الدين أن سلفه اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق بذل مجهودا كبيرا وأنه يأمل أن يتحسن الأمن بأكثر من 60 في المائة، لافتا إلى أن للأمن 3 أضلاع لا بد من توفيرها حتى يتحقق، وهي الجهود الأمنية ومعاونة المجتمع والإعلام الأمين الداعم.

وعلى صعيد متصل، قال مصدر قريب من المتشددين في سيناء إن مئات المتشددين عقدوا اجتماعا سريا ليل الأحد لبحث كيفية ردهم على قيام الجنود المصريين بقتل خمسة إسلاميين متشددين في وقت سابق، مضيفا أنهم اتفقوا على أن رد الفعل سيكون صارما.

وجاءت الحملة العسكرية الأخيرة ردا على الغضب العام على قتل 16 جنديا مصريا الأسبوع الماضي. وهي تعتبر اختبارا مبكرا للرئيس محمد مرسي وهو إسلامي معتدل لإثبات أن بإمكانه كبح جماح المتشددين الذين تثير أعمالهم على الحدود قلق كل من مصر وإسرائيل.

واستمر التصعيد من جانب الجماعات الجهادية، حيث نفذت الليلة قبل الماضية هجوما على مركز شرطة ثان العريش وتصدت لهم قوات الجيش بعد اشتباكات بالأسلحة الآلية استمرت لنحو نصف ساعة دون وقوع أي إصابات بين الطرفين.

وقال بيان رسمي لوزارة الداخلية إنه قد تم خلال الحملة الأمنية أمس والتي أسفرت عن مقتل خمسة متشددين منهم «أ م ع» 42 سنة صاحب شركة حاسب آلي ومقيم بمدينة نصر بالقاهرة، وعدد أربعة جثث جارى التعرف على هويتهم بعد فحصهم.. كما تمكنت القوات من ضبط أحد العناصر بعد إصابته ويدعى«م ع ص» 32 سنة ومقيم بالمحلة الكبرى.

وأضاف البيان أنه بتمشيط موقع اختباء هؤلاء المسلحين تم ضبط عدد بندقية آلية وعدد 2 خزينة خاصة بها، وسيارة نصف نقل كابينة مزدوجة متفحمة ودراجة بخارية محترقة وماسورة رشاش متعدد وعدد كبير من الخزن الآلية والذخائر وقنبلة يدوية متفجرة وعدد 2 مسدس بريتا صغير و20 كيلوغراما من بودرة النترات والجير الحي تستخدم في صناعة العبوات الناسفة وأوان زجاجية وأنابيب اختبار تستخدم في صناعة العبوات الكيمائية و«2 زعنفة طلقة» «آر بي جي» قامت العناصر الإرهابية بإطلاقها على القوات.

وقال البيان إنه تم أيضا خلال الحملة الأمنية بقرية الفتات بمنطقة الشيخ زويد ضبط كل من المدعو «ي ع م» 19 سنة والمدعو «م م د» 30 سنة والمدعو م «ا ل س» «25 سنة»، كما تم ضبط عدد 5 ألغام صاروخ مضادة للطائرات وعدد 5 ألغام أرضية وعدد 5 زنكات طلقات سلاح متعدد نصف بوصة ومدفع عيار نصف بوصة وصاروخ.. بالإضافة إلى فارغ إطلاق صاروخين وعدد 2 قاعدة مدفع هاون. وعدد 3 «سلاح آلي» وكمية كبيرة من الطلقات مختلفة الأعيرة وكمية من فوارغ الطلقات وعدد 2 سيارة نصف نقل أحدهما من دون لوحات معدنية والأخرى تحمل لوحات رقم 15671 نقل شمال سيناء.

من جهة أخرى، تستأنف محكمة جنايات الإسماعيلية غدا محاكمة 25 متهما من أعضاء تنظيم التوحيد والجهاد بسيناء والذي يحاكم أعضاؤه بتهم قتل ثلاثة ضباط وثلاثة مجندين ومواطن في هجمات مسلحة على قسم شرطة ثان العريش وبنك الإسكندرية إلى جلسة اليوم. ويحاكم في القضية 12 متهما حضوريا بينما يحاكم 13 آخرين غيابيا. ويحاكم المتهمون بتهم إنشاء وإدارة جماعة التوحيد والجهاد التي تدعو إلى تكفير الحاكم وإباحة الخروج عليه والاعتداء على أفراد والقوات المسلحة باستخدام القوة والعنف. ويواجه المتهمون أيضا تهم قتل ثلاثة ضباط بينهم ضابطان بالشرطة وضابط بالقوات المسلحة بالإضافة إلى ثلاثة مجندين ومواطن والشروع في قتل آخرين في هجمات مسلحة على بنك الإسكندرية وقسم شرطة ثان العريش خلال شهري يونيو (حزيران) ويوليو(تموز) من العام الماضي.

كما تشمل التهم تخريب مبان وأملاك عامة وسيارات وأسلحة القوات المسلحة والشرطة وإلقاء عبوات مفرقعة وسرقة أسلحة نارية وذخائر مملوكة لوزارة الداخلية بالإضافة إلى حيازة محررات ومطبوعات تتضمن ترويجا لفكر الجماعة.