تقرير: كان بالإمكان تفادي هجمات بريفيك في النرويج

تحقيق مستقل يدين التدخل البطيء للشرطة

TT

تقدم لجنة مستقلة كلفت باستخلاص الدروس من هجمات 22 يوليو (تموز) 2011 في النرويج التي أوقعت 77 قتيلا، نتائج تحقيقها أمس التي يرجح أن تتضمن انتقادات لبطء الشرطة النسبي في توقيف أندرس بيرينغ بريفيك. وقالت اللجنة في تقرير قدمته إلى رئيس الوزراء ينس شتولتنبرغ إن «الهجوم على حي الوزارات في 22 يوليو كان يمكن تجنبه لو حصل تطبيق فعلي للإجراءات الأمنية القائمة». وأضافت أن «تدخل الشرطة كان ممكنا تماما وكان يمكن توقيف منفذ هذه الهجمات قبل ذلك».

وكان المتطرف بريفيك (34 عاما) قام في 22 يوليو 2011 وهو متنكر في زي شرطي، بإطلاق النار لأكثر من ساعة على تجمع للشبيبة العمالية في جزيرة أوتويا قرب أوسلو وهو ما تسبب في مقتل 69 شخصا بعد أن فجر قنبلة قرب مقر الحكومة النرويجية خلفت 8 قتلى. وتعرضت الشرطة النرويجية لانتقادات شديدة بسبب بطء رد فعلها. فقد تطلب الأمر 3 ساعات بعد الاعتداء الدامي للقبض على بريفيك، رغم أنه كان شخصا معروفا لدى أجهزة الأمن. واستمر إطلاق النار على المخيم الشبابي ساعة وربع الساعة ولاقت الشرطة صعوبات في التوجه إلى الجزيرة الصغيرة الواقعة على بحيرة تبعد عن الشاطئ 600 متر.

وفي تقرير جاء في 500 صفحة انتقدت اللجنة التي تضم 10 أعضاء عدم إغلاق الشارع المحاذي لمقر الحكومة أمام حركة السير طبقا لما طلب اعتبارا من 2004، بسبب بطء الإجراءات البيروقراطية. وهذا الأمر سمح لبريفيك بتوقيف شاحنة صغيرة تحتوي على قنبلة زنتها 950 كلغ أمام البرج المؤلف من 17 طابقا حيث مكاتب رئيس الوزراء. ونجا شتولتنبرغ من الاعتداء. ودانت اللجنة التي تتولى رئاستها الكسندرا غيورف الخلل في عمل الشرطة قبل مجزرة أوتويا وبعدها. ومضت 35 دقيقة على الأقل بين وصول أول دورية للشرطة على ضفة البحيرة وتدخل قوة خاصة على الجزيرة. وأضافت أن «عامل الوقت في المرحلة الأولى من تدخل الشرطة غير مقبول».

وفي حين كان يفترض القيام بكل ما في وسعهما للوصول إلى الجزيرة وفقا للتعليمات في حال حصول حادث إطلاق نار، بقي أول شرطيين من المركز المحلي على ضفة النهر لأنهما لم يجدا وسيلة لنقلهما إليها. وأخيرا انتشرت وحدة النخبة «دلتا» الآتية من أوسلو على بعد نحو أربعين كلم، على الجزيرة في الساعة 18.27 لكن زورقها كان مثقلا بالمعدات واضطر العناصر إلى استخدام سفينتين سياحيتين للوصول إلى الجزيرة.

وبحسب اللجنة فلو اتبعت التعليمات كان من الممكن أن تكون الشرطة على الجزيرة عند قرابة الساعة 18.15 أي قبل 12 دقيقة وكان من شأن ذلك الحد من عدد الضحايا.

ولتفادي أزمة جديدة من هذا النوع أصدرت اللجنة 31 توصية بدءا بتحضير كافة المؤسسات لمواجهة الحالات الطارئة مرورا بحظر الأسلحة نصف الآلية وتعزيز إمكانات الشرطة بالمروحيات.

وتابعت غيورف «الأزمة المقبلة آتية (..) علينا التحرك بسرعة».

وبريفيك الذي يحاكم بتهمة «ارتكاب أعمال إرهابية» ينتظر صدور الحكم بحقه في 24 أغسطس (آب) الجاري.