بعد سقوط ميغ 23.. السماء لم تعد آمنة لسلاح الأسد الجوي

الجيش الحر أكد أنه أسقطها بالرشاش.. والنظام يقول إنه عطل فني

صورة من مقطع مصور للحظة سقوط الطائرة الحربية في مدينة مو حسن (يوتيوب)
TT

بينما تضاربت الأنباء أمس حول أسباب سقوط طائرة حربية سوريا من طراز ميغ 23 فوق سماء مدينة الموحسن في محافظة دير الزور، بين قول الجيش الحر إنه من أسقطها باستخدام مدفع رشاش، أو قول وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إنها سقطت جراء عطل فني، تظل الحقيقة المؤكدة أن سلاح الجو السوري أصبح غير بعيد عن الخطر.

وكانت لجان التنسيق المحلية المعارضة أول من أعلن الخبر الذي أرفق مباشرة بفيديو بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» على شبكة الإنترنت، أظهر الطائرة تحلق على ارتفاع متوسط تلاه سماع أصوات طلقات نارية قوية، قبل أن تشاهد نار تندلع في الطائرة الحربية مع سحابة دخان تخرج منها. وفي الصورة، يمكن مشاهدة الطائرة وهي تتابع طيرانها، بينما يصرخ صوت «الله أكبر! إصابة طيارة ميغ في مدينة الموحسن».

وبينما أعلن الجيش الحر تبنيه للعملية، أظهر فيديو آخر تم بثه على موقع «يوتيوب» في وقت لاحق عملية أسر الطيار الذي ظهر محاطا بعدد من الثوار الذين عرفوا عن أنفسهم على أنّهم «أبطال لواء أحفاد محمد، شباب الثورة في أرض الفرات كتيبة عثمان بن عفان». وأشار النقيب الذي كان يتحدث في الشريط إلى أحد الثوار الموجودين لافتا إلى أنّه هو من تمكن من إسقاط الطائرة فيما أشار إلى مقاتل آخر قال إنه من تمكن من أسر الطيار.

بدوره، وردا على أسئلة النقيب المنشق، قال الطيار الأسير الذي عرّف عن نفسه على أنّه العقيد الطيار الركن مفيد محمد سليمان بأنه كان بمهمة تقضي بقصف مدينة الموحسن وبأنّه أصيب بوجهه جراء سقوط الطائرة. وعندما سُئل عن الرسالة التي يوجهها لأفراد الجيش النظامي، دعاهم لـ«الانشقاق عن هذه العصابة».

وفي نهاية الفيديو، أكّد النقيب المنشق أن الطيار الأسير «سيعامل وفق ما يمليه علينا ديننا وأخلاقنا ووفق التزامنا باتفاقية جنيف الخاصة بالأسرى».

على الجانب الآخر، أقر النظام السوري بسقوط إحدى طائراته المقاتلة، إلا أن وكالة الأنباء السورية «سانا» قالت إن «طائرة عسكرية سوريا سقطت في شرق البلاد يوم الاثنين بعد أن اضطر الطيار إلى مغادرتها بسبب عطل أصابها والبحث جار عنه».

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن «طائرة مقاتلة تعطلت لدى قيامها بتنفيذ طلعة تدريبية اعتيادية في المنطقة الشرقية». وأوضح المصدر أن «الطائرة أصيبت بعطل فني طارئ أدى إلى تعطل أجهزة القيادة وعدم إمكانية متابعة الطيران ما دفع الطيار إلى مغادرة الطائرة بالمقعد المقذوف». وأكد أن «عملية البحث عن الطيَّار ما تزال جارية».

وأكد مراقبون أن سقوط الطائرة، إذا كان نتيجة عطل فني كما يقول النظام، فهو مؤشر على أن سلاح الجو السوري أصبح في خطر محدق نتيجة غياب الصيانة جراء العقوبات الدولية المفروضة على سوريا.. أما لو كان نتيجة تمكن المعارضة من استهدافها، فإن طبيعة السلاح المستخدم في ذلك قد تشكل علامة فارقة في الأيام المقبلة.

وأثارت تقارير غربية عدة خلال الفترة الماضية، مسألة امتلاك الجيش الحر لبعض الصواريخ المضادة للطيران، إلا أن أغلب أطياف المعارضة نفت تلك التقارير، قائلة إنها لا تمتلك سوى أسلحة خفيفة في القتال الدائر.

بدورها، أعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل أن «أبطال الجيش السوري الحر في مدينة موحسن في محافظة دير الزور تمكنوا من إسقاط طائرة ميغ 21 كبين مزدوج، وكان يقود الطائرة العميد الطيار الركن مفيد محمد سليمان ويساعده ضابط آخر برتبة رائد»، لافتة إلى أن «هذه الطائرة يمكنها حمل ألف كيلوغرام من القنابل أو أربع قنابل تزن كل واحدة 250 كيلوغراما وحواضن صواريخ ومدفع عيار 23».

وأكّد عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني أنّه، ونتيجة التواصل مع الثوار الذين نفذوا العملية، تبين أنّه تم إسقاط الطائرة بمدفع رشاش كونها كانت تطير على مستوى منخفض، كاشفا لـ«الشرق الأوسط» أنّه تزامن مع عملية إسقاط الطائرة أسر 3 طيارين برتبة رائد وانشقاق 3 ضباط و15 مجندا في دير الزور.

بدوره، أوضح نائب رئيس الأركان في الجيش الحر عارف الحمود أن طائرات الميغ 23 لا تستخدم إلا في حالات خاصة، لافتا إلى أن استخدامها اليوم يظهر حجم الأزمة التي يعانيها النظام. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الطائرة كانت تقوم بعمليات قصف على مستوى منخفض وصودف أنها مرت في مجال رمي المدافع الرشاشة للثوار في المنطقة الذين نجحوا بإسقاطها».

وانتقد العقيد الحمود وبشدة حديث النظام عن أن «الطائرة سقطت نتيجة عطل فني»، مؤكدا أن انفجارها المفاجئ والسريع وعدم اضطرارها للهبوط مثلا، يدحض كل رواية النظام. وأضاف: «اليوم نجح الثوار بإسقاط الطائرة بواسطة مدفع رشاش لكن ما نطالب به بشكل رسمي مضادات للطائرات قادرة على أن تحول منطقة ريف إدلب وشمال حلب لمنطقة معزولة»، لافتا إلى أن الجيش الحر سيطر على بعض هذه الصواريخ من نوع كوبرا كانت مع الجيش النظامي مشددا على أن المطلوب مد الثوار بهذا السلاح من الخارج.