سلاح الجو الإسرائيلي يعيد تشغيل طائرة التجسس طويلة المدى «إيتان»

إسرائيل تضغط لإعلان فشل المحادثات مع طهران.. وأوساط تتوقع عدم الرد على هجوم تشنه

TT

أكدت مصادر سياسية إسرائيلية أن حكومة نتنياهو تسعى إلى إقناع الدول العظمى بالإعلان عن فشل المحادثات مع إيران حول برنامجها النووي.

وقالت المصادر إن مثل هذه الخطوة تعد بمثابة رسالة لطهران، مفادها أن صبر الأسرة الدولية بدأ ينفد، وأن الإيرانيين يتحملون وحدهم تبعات تعريض بلادهم للخطر.

وتابعت المصادر أن «إيران ستدرك حينها أن ساعة الحسم قد حانت». وتساءلت عما إذا كان يمكن لإسرائيل الصبر شهورا أخرى، بانتظار نتائج أكثر تأثيرا على إيران بفعل العقوبات الدولية.

وثمة جدل في إسرائيل الآن، حول كلفة هجوم محتمل على إيران من دون مشاركة الولايات المتحدة الأميركية. وبينما بدا كأنه محاولة لطمأنة الجمهور الإسرائيلي، من رد فعل إيراني، قال سيلفان شالوم، النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس: «ليس من المؤكد أن ترد إيران على هجوم إسرائيلي محتمل على منشآتها النووية، وحتى إذا ردت على ذلك، فإن عدد الصواريخ الموجودة بحوزتها ليس غير محدود». وأضاف شالوم في حديث إذاعي، أنه «إذا قامت سوريا والتنظيمات الإرهابية في لبنان وغزة بمهاجمة إسرائيل في أعقاب الهجوم على إيران، فإن إسرائيل بإمكانها وقف مجرى الحياة الطبيعي في هذه الدول والمناطق، من خلال ضرب البنى التحتية فيها مثل محطات توليد الكهرباء والمصافي وغيرها».

وأعرب شالوم مع ذلك عن «أمله في ألا نضطر لخوض مثل هذه السيناريوهات فعلا».

وهاجم المسؤول الإسرائيلي العقوبات التي يفرضها المجتمع الدولي على إيران، قائلا إنها غير حقيقية، وإن عقوبات حقيقية قد تحملها على التخلي عن برنامجها النووي.

وربطت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، بين ضربة محتملة لإيران وقرار إعادة طائرة إسرائيلية من دون طيار إلى العمل. وقالت إنه بعد نحو 6 أشهر من قرار وقف الطائرة «إيتان» عن العمل، تقرر أن تعود في الأسابيع القريبة.

وتقول «هآرتس» إن إعادة الطائرة القادرة على العمل من مسافات بعيدة جدا، ستمنح الجيش القدرة على جمع معلومات استخبارية في ظل تقديرات عن قرب هجوم محتمل على إيران.

وتعتبر «إيتان» إحدى أفضل الطائرات الاستطلاعية الطويلة المدى من دون طيار، وستعود الطائرة إلى الخدمة بعد تعديلات لتجاوز مشكلات أدت إلى تحطمها في يناير (كانون الثاني) الماضي فوق كيبوتس «حيفتس حاييم» القريب من بلدة غديرا جنوب إسرائيل، في رحلة كانت تهدف إلى اختبار أحد عناصر الملاحة المركبة على جناح الطائرة، فانكسر الجناح خلال الاختبار وتحطمت الطائرة بعد ثوان قليلة.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، تقرر تشكيل فريقين لدراسة الحالة، أحدهما شكله سلاح الجو الإسرائيلي، والآخر مشكل من مهندسي مصانع الطائرات الإسرائيلية، وقدم كل منهما تقريره، وطلب المسؤولون في سلاح الجو من مصانع الطائرات إجراء المزيد من الفحوص قبل إعادة الطائرات إلى الخدمة، ويتوقع أن يتم ذلك خلال أسابيع قليلة.

وقال مصدر مطلع على التفاصيل إن «الطائرات العاملة من دون طيار أمضت أكثر من نصف مليون ساعة في الجو في خدمة سلاح الجو ودوائر أخرى، وقد اتخذت كل الاحتياطات لضمان عدم ظهور هذه المشكلات من جديد مرة أخرى، وبعد إعادة هذه الطائرات إلى الخدمة».

وتستطيع طائرة «إيتان» التي تقلع وتهبط تلقائيا، البقاء في الجو لـ36 ساعة متواصلة، وتحلق على ارتفاع 45 ألف قدم كحد أقصى، وبإمكانها نقل حمولات يبلغ وزنها طنا واحدا. وتجعل هذه المواصفات «إيتان» الطائرة المناسبة لعمليات المراقبة عن بعد والمتقدمة، وللمهام الاستخباراتية المتعلقة بإيران، ويعتقد أنها كانت وراء هجمات تعرضت لها قافلة تهريب أسلحة في السودان.