المعارضة السورية تطالب بمناطق «حظر جوي».. وترفض الحوار مع النظام

أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط»: فرضها سيعكس تغيرا جذريا على المستوى الميداني والسياسي في عمل المعارضة

TT

على الرغم من التقدم الملحوظ الذي نجح الثوار في تسجيله على الأرض، وسيطرتهم على مساحة واسعة من المناطق السورية، يبقى الجو في قبضة النظام وطائراته الحربية التي تدك المدن وتزيد أعداد قتلاها يوميا، الأمر الذي جعل جهود المجلس الوطني السوري تنصب، لا سيما في الفترة الأخيرة، على مطلبين أساسيين لا ثالث لهما، إما تأمين مضادات للطائرات أو فرض مناطق حظر جوي، مع رفضه المستمر أي حوار مع النظام السوري ورئيسه.

وهذا ما يلفت إليه عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان، معتبرا أن ما نقل على لسان حامد حسن، السفير السوري في طهران قوله إن «الحكومة السورية ترحب بالحوار مع المعارضة لإنهاء الصراع المسلح؛ شريطة أن يتم تحت إشراف الرئيس، لا يستحق التعليق بعدما تخطّى الوضع الميداني هذا الطرح، ولم يعد أمام الأسد خيار إلا المغادرة»، مؤكدا أن فرض الحظر الجوي أو الحصول على أسلحة نوعية ومضادات للطائرات، سيعكس تغيرا جذريا على المستوى الميداني والسياسي في خريطة عمل المعارضة.

وبدوره، طالب رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا بإقامة مناطق حظر جوي في سوريا بحماية أجنبية وملاذات آمنة قرب الحدود مع الأردن وتركيا، وذلك عقب إعلان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن واشنطن وأنقرة ستدرسان إجراءات لمساعدة المعارضة السورية، من بينها فرض منطقة حظر جوي على الرغم من أنها أشارت إلى عدم الحاجة إلى قرار فوري بهذا الشأن.

ورأى سيدا أن «الولايات المتحدة أدركت أن عدم وجود منطقة حظر جوي للتصدي للسيادة الجوية لقوات النظام السوري عرقل تحركات المعارضة». وقال سيدا لوكالة «أسوشيتد برس» الأميركية إن، «مثل هذه الخطوة من جانب المجتمع الدولي ستظهر لنظام الرئيس بشار الأسد أن خصومه في جميع أنحاء العالم جادون»، معتبرا أن منطقة الحظر الجوى ينبغي أن تكون على طول الحدود مع الأردن وتركيا، لافتا إلى أن المعارضة دعت لمثل هذه الخطوة خلال اجتماع أصدقاء سوريا الذي جرى في باريس الشهر الماضي، والذي حضرته القوى العالمية.

وقال رمضان لـ«الشرق الأوسط»: «إذا تحقق أحد المطلبين، سيتمكن الثوار والجيش الحر من اللجوء إلى المنطقة الآمنة والحد من عمليات التهجير، وتبقى الخطوة الأهم هي انتقال قيادة المجلس الوطني السوري والجيش الحر إلى الداخل للقيام بعملهما من سوريا»، معتبرا أن الوصول إلى منطقة آمنة سيكون قاعدة الانطلاق لتحرير سوريا.

ويشير رمضان إلى أن الثوار نجحوا في إقامة مناطق آمنة على الأرض في سوريا مانعين النظام من الوصول إليها، وهي تلك المساحة الممتدة من الحدود التركية إلى إدلب وحلب ودير الزور والحسكة والقامشلي، والتي تشكل نحو 45 في المائة من مساحة سوريا، معتبرا أنها منطقة خالية من سيطرة النظام بشكل كامل، بينما السيطرة الجزئية تشمل على نحو 20 في المائة من سوريا.

لكن رمضان يوضح أن هذه السيطرة لا تشمل الجو، «حيث يقوم طيران النظام الحربي باستهداف ليس فقط الثوار إنما أيضا المدن والأهالي». من هنا يؤكد رمضان «نحن كمجلس وطني طالبنا ولا نزال من أصدقاء الشعب السوري بأهمية توفير الأسلحة النوعية، لا سيما المضادات للتصدي للطائرات والمدرعات، التي سيكون لها دور أساسي في المحافظة على هذه المناطق محررة».

وفي حين أسف رمضان لطريقة تعامل الولايات المتحدة الأميركية مع الأزمة السورية، سائلا «هل تنتظر مقتل 20 ألف سوري آخرين كي تقوم باتخاذ قرارات لحماية الشعب السوري وتقوم بواجبها كدولة كبرى مسؤولة؟»، ولفت إلى «أن المجلس الوطني السوري لمس مؤشرات في اتجاه فرض حظر جوي أو اتخاذ إجراءات رادعة، لكننا لن نعول عليها قبل أن يتم تطبيقها وتصبح حقيقة»، مضيفا «لطالما تلقينا وعودا ولم يتحقق منها شيء، لذا نطالب اليوم بالتعامل بجدية مع الموضوع وإنقاذ الأهالي باتخاذ خطوات سريعة وإجراءات فعلية على المستوى الميداني».

وفي ما يتعلق بالحوار مع سوريا وإعلان سفيرها في طهران استعداد النظام الحوار مع المعارضة شرط أن تتم تحت إشراف الرئيس الأسد، قال رمضان، «أعتقد أن الإيرانيين لم يقرأوا ولم يفهموا ماذا يحصل في سوريا. وإذا كانوا يعتقدون أنهم بدعمهم نظام الأسد سيحافظون على مصالحهم في سوريا فعليهم أن يعرفوا أنهم سيخسرون كثيرا»، داعيا طهران للتخلي عن الأسد واتخاذ قرارات تدعم الشعب السوري وتركه يقرر مصيره.