خادم الحرمين الشريفين لقادة وزعماء الأمة: الحل الأمثل لانتشالنا لا يكون إلا بالتضامن في زمن لا يعترف إلا بالأقوياء

افتتح مؤتمر قمة التضامن الإسلامي

خادم الحرمين الشريفين يصافح الرئيس التونسي المنصف المرزوقي والى يساره الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والى يمينه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مكة المكرمة أمس (واس)
TT

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، أن الحل الأمثل لانتشال الأمة الإسلامية من حالة الضعف والتفرق التي تعتريها، ومن حالة الفتنة والتفرق، التي بسببها تسيل دماء أبنائها «لا يكون إلا بالتضامن، والتسامح، والاعتدال، والوقوف صفا واحدا أمام كل من يحاول المساس بديننا ووحدتنا»، مشددا على أن «بهذا يمكن لنا أن نحفظ لأمتنا الإسلامية تاريخها وكرامتها وعزتها، في زمن لا يعترف إلا بالأقوياء».

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها بعد افتتاحه أعمال مؤتمر قمة التضامن الإسلامي التي تشارك فيها 57 دولة، والتي انطلقت مساء أمس في قصر الصفا المطل على البيت الحرام بمكة المكرمة، وسط حشد كبير من قادة ورؤساء وفود الدول الإسلامية.

واستحلف الملك عبد الله في كلمته القادة والشعوب الإسلامية بالله تعالى أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن ينصروا الحق حتى يكونوا جديرين بحملها، وقال: «أستحلفكم بالله - جل جلاله - أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نكون جديرين بحملها، وأن ننصر الحق، مستدركين قول الحق تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)».

واقترح خادم الحرمين الشريفين على ضيوفه قادة الدول المشاركة تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية، «للوصول إلى كلمة سواء، يكون مقره مدينة الرياض، ويُعين أعضاؤه من مؤتمر القمة الإسلامي». وفيما يلي نص كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز: «بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من جوار بيت الله، وأرض الرسالة الإسلامية الخالدة، يسعدني أن أرحب بكم في وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية، سائلا الله - جل جلاله - في هذه الليالي المباركة أن يوفقنا على فهم أمور أمتنا الإسلامية، وأسباب ما حصل لها من ضعف وتفرق، الأمر الذي انعكس على تماسكها ووحدتها.

أيها الإخوة الكرام.. إن الأمة الإسلامية تعيش اليوم حالة من الفتنة والتفرق، التي بسببها تسيل دماء أبنائها في هذا الشهر الكريم في أرجاء كثيرة من عالمنا الإسلامي، متناسين قول الحق تعالى: (والفتنة أشد من القتل).

أيها الإخوة الكرام.. إن الحل الأمثل لكل ما ذكرت لا يكون إلا بالتضامن، والتسامح، والاعتدال، والوقوف صفا واحدا أمام كل من يحاول المساس بديننا ووحدتنا، وبهذا يمكن لنا - إن شاء الله - أن نحفظ لأمتنا الإسلامية تاريخها وكرامتها وعزتها، في زمن لا يعترف إلا بالأقوياء. فإن أقمنا العدل هزمنا الظلم، وإن انتصرنا للوسطية قهرنا الغلو، وإن نبذنا التفرق حفظنا وحدتنا وقوتنا وعزمنا، إن شاء الله.

أيها الإخوة الكرام: أستحلفكم بالله - جل جلاله - أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نكون جديرين بحملها، وأن ننصر الحق، مستدركين قول الحق تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).

ومن هذا المنطلق أقترح عليكم تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية، للوصول إلى كلمة سواء، يكون مقره مدينة الرياض، ويُعين أعضاؤه من مؤتمر القمة الإسلامي، وباقتراح من الأمانة العامة والمجلس الوزاري.

هذا وأسأل الله تعالى أن يثبتنا على ديننا، وأن يحفظ لهذه الأمة وحدتها ومجدها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وكان خادم الحرمين الشريفين استقبل قبل انطلاق الجلسة الافتتاحية في قصر الصفا بمكة المكرمة قادة رؤساء وفود الدول الإسلامية الذين توافدوا إلى مكة المكرمة للمشاركة في أعمال مؤتمر قمة التضامن الإسلامي، حيث رحب بالجميع وتبادل معهم الأحاديث الودية متمنيا لهم طيب الإقامة وأن يوفق الله الجميع إلى تحقيق ما تتطلع إليه الأمة الإسلامية، بينما التقطت الصور التذكارية التي تجمع خادم الحرمين الشريفين وقادة ورؤساء وفود الدول الإسلامية بهذه المناسبة، حضر الاستقبال الأمير متعب بن عبد العزيز، والأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.