حلب ودمشق في صدارة المشهد الأمني السوري.. وبلدة التل «منطقة منكوبة»

23 ألف قتيل في سوريا منذ اندلاع الثورة

TT

تطغى المعارك والاشتباكات العنيفة الحاصلة في مدينة حلب، كما حملات الدهم والاعتقالات التي تشل الحركة في العاصمة دمشق، على مجمل المشهد السوري منذ عدة أيام.. مع تركيز قوات الأمن السورية حملتها العسكرية على أحياء سيف الدولة وصلاح الدين في حلب وأحياء الميدان والشاغور في دمشق.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالأمس مقتل ما يزيد عن 70 قتيلا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى الإجمالي في سوريا فاق 23 ألفا منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل 17 شهرا، بينهم أكثر من 2400 قتلوا منذ بداية أغسطس (آب) الحالي.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «23 ألفا وشخصين قتلوا في سوريا بحلول 13 أغسطس 2012»، بينهم «16142 مدنيا و1018 منشقا و5842 من القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد»، وتشمل أرقام المدنيين التي يعلنها المرصد المقاتلين المدنيين الذين حملوا السلاح إلى جانب الجنود المنشقين.

وأشار عبد الرحمن إلى أن هذا العدد «لا يشمل من قتلوا من الشبيحة والمفقودين داخل سجون النظام، وكذلك الجثث المجهولة الهوية التي لم توثق بالفيديو»، موضحا أن 2409 أشخاص قتلوا في الفترة الممتدة بين الأول من أغسطس و13 منه فقط. ميدانيا، شهدت أحياء سيف الدولة وصلاح الدين في مدينة حلب، في شمال سوريا، التي دخلتها القوات النظامية السورية، اشتباكات عنيفة صباح أمس بين هذه القوات ومقاتلي المعارضة، فيما تعرضت أحياء أخرى للقصف.

وأكد ناشطون أن اشتباكات عنيفة يشهدها حي صلاح الدين بين الجيشين الحر والنظامي بعد هجوم بأكثر من 15 دبابة تابعة لقوات النظام على الحي في محاولة لاقتحامه من عدة محاور. كما تعرضت أحياء الكلاسة وبستان القصر وسيف الدين والحمداني والشعار في حلب لقصف عنيف، وهو ما أدى إلى حركة نزوح واسعة في صفوف سكان هذه الأحياء باتجاه الحدود التركية.

في المقابل أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان دخول قوات النظام الاثنين القسم الغربي من حي سيف الدولة بعدما سيطرت الخميس الماضي على حي صلاح الدين، حيث لا تزال توجد «جيوب للمقاومة». وكتبت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات أن الجيش لم يزج بعد بكامل قواته في معركة حلب.

وقالت: إن الجيش لم يستخدم بعد سوى عدد ضئيل من قواته المرابطة حول المدينة، للسيطرة على حي صلاح الدين الذي «عد محللون عسكريون معركة تحريره مجرد جولة فقط باتجاه بسط السيطرة على باقي مناطق نفوذ المسلحين».

وأشارت إلى أن وحدات الجيش لا تزال تحكم طوقها حول المدينة وتسد منافذ خطوط إمداد المسلحين في انتظار أوامر القادة الميدانيين بدخول باقي الأحياء الساخنة.

وفي دمشق، تستمر لليوم الثاني على التوالي عمليات الدهم والاعتقالات في حي الميدان في وسط العاصمة دمشق، ومحيطه، بالإضافة إلى حي الشاغور الذي نفذت فيه القوات النظامية أمس حملة مماثلة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بعد منتصف الليل عن «قصف مدفعي عنيف» على أحياء الحجر الأسود والسبينة والعسالي في جنوب دمشق، فيما أفاد المرصد عن انفجار عبوة ناسفة ليلا في حي كفرسوسة (غرب) استهدف سيارة أمن «ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية».

وتحدث شهود عيان عن أن القوى الأمنية وعناصر الجيش منتشرون في حي الشاغور والجوار، وأن هناك حواجز للجيش على مدخل حي الميدان الأثري. كما أشاروا إلى قطع طرق أمام حركة السير، والتدقيق في الهويات.

وأعلن المجلس الوطني السوري بلدة التل في ريف دمشق التي تتعرض لقصف منذ خمسة أيام «منطقة منكوبة». وحث «كل قادر من المواطنين السوريين على نجدتها بكل السبل المتاحة، سواء بفك الحصار الإجرامي المفروض عليها أو بتقديم المساعدات الغذائية والطبية لسكانها».

وبحسب المرصد، فقد قتل شخصان صباح أمس، أحدهما جندي منشق، برصاص القوات النظامية في التل، فيما تتعرض قدسيا بضاحية دمشق للقصف من القوات النظامية.

ونقل محمد السعيد، عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل المشهد في التل، لافتا إلى أن البلدة تتعرض لحملة أمنية منذ أكثر من 6 أيام ذهب ضحيتها ما يزيد عن 70 قتيلا، وأضاف أن «البلدة محاصرة بما يزيد عن 12 دبابة والشوارع كما البيوت بعضها مدمر بشكل جزئي وبعضها الآخر بشكل كامل».

وأشار السعيد إلى أن الكهرباء مقطوعة عن البلدة منذ أيام نتيجة استهداف الإمدادات فيما يحتل عناصر الأمن بيوت المدنيين وقال: «تم قصف المستشفيين في البلدة وقد غادر عدد كبير من سكانها منازلهم». كما أفاد عن اكتشاف 15 جثة لمدنيين في منطقة حمورية التي كانت محاصرة وتقصف بعد انسحاب قوات الأمن منها.

وفي حمص أفادت لجان التنسيق بجرح العشرات وتدمير عدة منازل جراء القصف العنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ على مدينة الرستن. وسقط قتلى وجرحى بينهم أطفال في قصف لقوات النظام على بلدة العشارة وبلدات أخرى بريف دير الزور.

وأفاد الناشطون بحصول عمليات نزوح كبيرة للسكان نتيجة الحملة العسكرية التي يشنها النظام على المحافظة، بينما قالت الهيئة العامة إن المستشفيات الميدانية لا تكفي للعناية بالجرحى والمصابين نتيجة القصف المروحي.

وفي محافظة إدلب، تحدث المرصد السوري عن اشتباكات عنيفة دارت في بلدة «مورك» بين الجيشين النظامي والحر بعد هجوم على حاجز للقوات النظامية في البلدة.