بالتزامن مع تصريحات وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا التي قال فيها، إن «خطط إقامة منطقة حظر جوي فوق أجزاء من سوريا، ليست على صدارة ردود الفعل الأميركية تجاه الأزمة السورية»، حذرت إيران أمس من مغبة فرض مثل ذلك الحظر، قائلة إن الولايات المتحدة تلعب دورا «مخربا» في المنطقة.
وعلى الرغم من الدعوات المستمرة من عدد من أطراف المعارضة السورية بضرورة فرض حظر جوي لحماية المدنيين من الغارات الجوية التي يشنها نظام الرئيس السوري بشار الأسد على عدد من المدن السورية، وبخاصة في حلب، فإن بانيتا أكد خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية نشرت أمس، أن تنفيذ ذلك يتطلب «قرارا سياسيا كبيرا» لم يتم اتخاذه بعد، وإن أعرب عن ثقته في إمكانية الولايات المتحدة فرض مثل ذلك الحظر بنجاح.
وأضاف بانيتا: «خططنا لعدد كبير من الاحتمالات التي يمكن أن تحدث، أحدها فرض منطقة حظر طيران، ولكننا أشرنا أيضا إلى الصعوبات التي قد تواجهنا في تنفيذ ذلك». وتابع «إنها ليست على الصدارة بقدر ما أعرف».
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت خلال زيارة أنقرة السبت الماضي، إن واشنطن وتركيا تناقشان مجموعة من الخطوات، بما في ذلك فرض منطقة حظر جوي فوق أجزاء من سوريا. وبينما أوضحت المعارضة السورية «إحباطها» لاقتصار المساعدات الأميركية على المساعدات غير القتالية، أشار بانيتا - خلال المقابلة - إلى أن الولايات المتحدة تركز حاليا على «ضمان تأمين» الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.
وبالتزامن مع تصريحات بانيتا التي تعتبر الحظر الجوي ليس في صدارة خيارات البنتاغون، شنت إيران أمس هجوما على ما طرحته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من فرض منطقة حظر جوي على سوريا.
وقال الناطق الرسمي بالخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست، إن الولايات المتحدة تلعب دورا «مخربا» بمساعدة حلفائها في المنطقة، وذكر في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، أن «أميركا - وبعد زعزعة الاستقرار وإلحاق الدمار وقتل الأبرياء في أفغانستان والعراق وليبيا وبعض الدول الأخر - تنوي حاليا وضع هذا المشروع في سوريا موضع التنفيذ»، لكي «تضمن مصالحها من خلال رفع خسائر الشعب السوري».
وحذر الناطق الإيراني الدول من تبعات «المؤامرة» الإسرائيلية والأميركية الأخيرة التي طرحتها الوزيرة الأميركية لفرض منطقة حظر جوي في سوريا، بغية التحضير لشن العمليات العسكرية ضد سوريا، داعيا دول المنطقة إل عدم السماح لحدوث هذا الشيء، وأنه «عليها أن تعلم بأن الذين يسعون لإثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار في سوريا سيستهدفون هذه الدول مستقبلا».