أعلنت إيران أمس أنها مستعدة لتلقي مساعدات خارجية في تراجع عن رفضها السابق للمساعدات في أعقاب الزلزالين اللذين ضربا البلاد وأوديا بحياة أكثر من 300 شخص. وقال النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية محمد رضا رحيمي لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا): «إيران مستعدة الآن لتلقي المساعدات الخارجية لمنكوبي الزلزال».
وكان زلزالان بقوة 3.6 و4.6 درجة على مقياس ريختر ضربا بلدتي آهار وفرزيكان شمال غربي البلاد ومئات القرى القريبة في محافظة أذربيجان الشرقية السبت الماضي.
ورفضت إيران في بادئ الأمر العروض الدولية بالمساعدة بما في ذلك العرض المقدم من غريمها السياسي الولايات المتحدة قائلة إنه من الممكن أن تتدبر الأمر بنفسها.
ومن ناحية أخرى، ازداد حجم الكارثة أمس، حيث ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن عمال الإنقاذ عثروا على المزيد من الجثث تحت الأنقاض في بعض القرى التي ضربها الزلزال. ولم يتم الكشف عن عدد الجثث ولكن يعتقد أن إحدى الضحايا امرأة (27 عاما). حسب وكالة الصحافة الألمانية. ومن جانبها أعلنت واشنطن أول من أمس أن المساعدة الإنسانية التي ينوي الأميركيون إرسالها إلى إيران لمساعدة البلاد بعد زلزالين أوقعا أكثر من 300 قتيل السبت لا يشملها نظام العقوبات الذي يستهدف طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن «الأميركيين الذين يرغبون في تقديم المساعدة إلى الإيرانيين بإمكانهم تقديم المواد الغذائية أو الأدوية ومن دون أن يكونوا بحاجلة للحصول على ترخيص يجيز نقل هذه المواد إلى إيران» في إشارة إلى الإعفاءات الممكنة لنظام العقوبات الذي فرضته واشنطن. وأضافت: «بعض أنواع التعامل المالي وليس التجاري بين الأشخاص ما زال مسموحا به». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأشارت نولاند إلى أن الولايات قدمت الأحد تعازيها للإيرانيين وأعربت عن استعدادها لمساعدة البلاد بعد الزلزالين اللذين وقعا السبت. وقالت: إن هذا العرض «لا يزال قائما» مذكرة مع ذلك بأن السلطات الإيرانية أكدت أنها ليست في حاجة لمساعدة أجنبية.
وأوقع الزلزالان اللذان ضربا السبت شمال غربي إيران 306 قتلى معظمهم من النساء والأطفال بالإضافة إلى 3037 جريحا، بحسب حصيلة رسمية.
إلى ذلك، ضرب زلزال جديد بقوة 5.3 درجة، الخميس، منطقة تبريز، شمال غربي إيران، حسبما أعلن عنه مركز علوم الزلازل في جامعة طهران.
ووقع الزلزال عند الساعة 18:32 (14:02 ت.غ) ويقع مركزه على عمق 6 كلم، وعلى بعد 13 كلم من وردقان و24 كلم من أهار، و37 كلم من هريس، وهي ثلاث مدن سبق أن طالها الزلزال المزدوج الفتاك السبت. وتحدثت وكالة «فارس» عن خروج رجال ونساء في حالة هلع إلى شوارع تبريز. ولم تتوفر حصيلة حول الأضرار ومداها حتى الساعة.