رئيس «الشاباك» الأسبق ينشق عن «كديما» وينضم لحكومة نتنياهو

الحكومة تبحث اليوم رفع ميزانية الجيش بنحو 12 مليار شيقل وسط خلافات مع وزارة المالية

TT

انشق الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات العامة الإسرائيلية (الشاباك)، آفي ديختر، عن حزبه «كديما» بقيادة شاؤول موفاز، والتحق بحكومة بنيامين نتنياهو، في منصب وزير الجبهة الداخلية، في ظل ازدياد التكهنات في إسرائيل حول احتمال شن هجوم على إيران.

وقدم ديختر أمس كتاب استقالته من الكنيست إلى رئيسها رؤوفين ريفلين، بشكل سريع، حتى تدخل حيز التنفيذ صباح غد، ثم تطلب الحكومة من الكنيست المصادقة على تعيينه وزيرا لحماية الجبهة الداخلية.

والتقى ديختر بريفلين، الذي كان في طريقه لقضاء إجازته، قبل ظهر أمس، في حديقة صغيرة في محطة للمحروقات بالقرب من اللطرون في القدس، وقدم له كتاب الاستقالة ووقعه الأخير. وقال ديختر في بيان أصدره، أمس، إنه فضل «مصلحة الدولة على اعتبارات شخصية وحزبية». وأضاف: «قررت الاستجابة لطلب رئيس الوزراء ووزير الدفاع وتولي منصب وزير شؤون الجبهة الداخلية، بعد فترة طويلة من التخبطات التي لا تخفى على أحد في حزب كديما».

ويعتبر ديختر مقربا من نتنياهو وباراك، وخدم معهما في وحدة كوماندوز خاصة، وسيحل ديختر محل الجنرال السابق ماتان فيلناي الذي عين مؤخرا سفيرا لدى الصين.

واجتمع باراك، أول من أمس، مع ديختر، واتفق معه على تسليمه وزارة الجبهة الداخلية، التي كانت إحدى الحقائب الوزارية لحزب الاستقلال الذي يتزعمه باراك، وبعد أن قبل، التقى به نتنياهو، فأعلن بعدها خروجه من «كديما».

وجاء اختيار ديختر بعد تسريب مجموعة من الأسماء المرشحة لهذا المنصب، من بينها الجنرال احتياط عوزي ديان، ورئيس الموساد السابق داني ياتوم، وعضو «كديما» في الكنيست تساحي هينغبي، الذي حاول شق «كديما» سابقا. وسيحل رجل الأعمال العربي أحمد ذباح محل ديختر في الكنيست في قائمة «كديما».

وقال نتنياهو إن ديختر «سيتولى الآن عملا مهما يساعد فيه في النشاط الذي عمل فيه طوال حياته.. الإسهام في أمن الدولة».

وموقف ديختر من توجيه ضربة لإيران ضبابي إلى حد ما، وقال في آخر تصريح له حول الشأن الإيراني: «لا أعتقد أن هذه القضية هي شأن إسرائيلي فقط، لكن إسرائيل ملزمة ببناء قدرة هجومية لوقت الحاجة.. يجب الحذر من عدم التورط في حالة نكون فيها تحت خطر كبير دون أن تتوفر لنا إمكانية للعمل أو الهجوم. وإلى أن نصل إلى تلك المرحلة هناك أمور أخرى كثيرة يجب القيام بها».

كما قال في مقابلة أخرى، إنه «لا يجوز بأدنى شك التقليل من شأن عملية عسكرية يمكنها تأجيل تطوير سلاح نووي إيراني.. يمكن للعقوبات أن تؤجل هذه القدرات وهذا المشروع لكنها غير كافيه لإلغاء التهديد الإيراني».

وجاء تعيين ديختر في وقت بدأت فيه الجبهة الداخلية في إسرائيل تستعد لحرب محتملة، عبر إجراء تدريبات مدنية، وإعادة تأهيل الملاجئ، وتوزيع مزيد من الكمامات الواقية، فيما يبحث الجيش الإسرائيلي عن ميزانية أعلى للعام المقبل. وبثت القناة العاشرة الإسرائيلية، تقريرا الليلة الماضية، أظهر كثيرا من الإسرائيليين يعيدون ترميم الملاجئ الخاصة بهم، ويجلبون مزيدا من الأقنعة الواقية من الغازات.

وقال إيثان اركبي مدير توزيع المستلزمات والكمامات في إسرائيل، إن الطلب على الأقنعة ازداد 100 في المائة، وأن الكمية المتوفرة لا تغطي كل السكان. كما ظهر مهندسون إسرائيليون يشتكون من عبء كبير في العمل في تجديد الملاجئ. وقال المهندس غادي غوفر إنهم غير قادرين على مواجهة هذا العبء.

ووسط هذه الأجواء، تنظر الحكومة الإسرائيلية اليوم في طلب من وزارة الدفاع لزيادة ميزانيتها للعام المقبل إلى 62 مليار شيقل، وسط خلاف كبير مع وزارة المالية التي تخصص للجيش ميزانية 50 مليارا. وكانت ميزانية وزارة الدفاع قد وصلت عام 2012 إلى 54 مليار شيقل، ثم تلقت الوزارة زيادة على الميزانية بـ6 مليارات شيقل، والآن تريد 62 مليارا.

وثمة خشية في إسرائيل من أن تكون موازنة كهذه على حساب موازنات تمس، بالرفاه الاجتماعي ووزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة، ومصاريف تتعلق بالجوانب الاجتماعية وتلحق الضرر بالفئات الفقيرة في إسرائيل. وتقول وزارة المالية إن الزيادة التي حصلت عليها وزارة الدفاع هذا العام كانت لمرة واحدة، وإنه يجب تخفيض ميزانيتها الأصلية نحو 3.5 مليار.

ورفض وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينتس طلب الجيش الجديد، قائلا: «الزيادة كانت لمرة واحدة، وهذا لن يتكرر وميزانية عام 2013 لن تزيد عن 50.5 مليار».

غير أن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، قالت، أمس، إن نتنياهو سيدعم طلب وزارة الدفاع في ظل تصاعد التهديدات المحيطة بإسرائيل.