أفغانستان: 46 قتيلا وعشرات الجرحى في هجمات انتحارية

كابل تنفي أي لقاء مع مسؤول طالباني محتجز في باكستان

TT

أعلن مسؤولون أن 46 شخصا على الأقل قتلوا أمس عندما شن انتحاريون عددا من الهجمات في عاصمة ولاية نيمروز جنوب غربي أفغانستان على الحدود مع إيران.

وصرح عبد الكريم برهاوي حاكم الولاية لوكالة الصحافة الفرنسية: «كان هناك خمسة انتحاريين.. قتل اثنان منهم برصاص قوات الأمن، ولكن الثلاثة الآخرين فجروا أنفسهم في ثلاثة مواقع مختلفة من بينها موقع قرب مستشفى». وصرح نائب قائد الشرطة مجيب الله لطيفي أن عدد الانتحاريين كان ستة؛ قتل ثلاثة منهم برصاص الشرطة بينما فجر الثلاثة الآخرون أنفسهم. وأضاف: «أوقعت الهجمات عددا كبيرا من الضحايا غالبيتهم من المدنيين». ورغم أن ولاية نيمروز تقع على حدود ولاية هلمند المضطربة، فإن الهدوء يسودها في العادة خاصة العاصمة زارانج الواقعة على الحدود مع إيران. ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أن هجمات مماثلة عادة ما تلقى مسؤوليتها على مسلحي طالبان الذي يقاتلون من أجل الإطاحة بحكومة حميد كرزاي المدعومة من الغرب.

من جهة أخرى، نفت السلطات الأفغانية أمس أن تكون التقت سرا مسؤولا طالبانيا كبيرا في باكستان كما أعلن مفاوض أفغاني أمس، مما زاد في الغموض حول المفاوضات الجارية من أجل السلام في أفغانستان.

وصرح الناطق باسم السفارة الأفغانية في إسلام آباد زرادشت شمس لوكالة الصحافة الفرنسية: «ننفي بشدة أي لقاء بين الملا عبد الغني برادار والسلطات الأفغانية». وأكد مصدر قريب من عائلة الملا برادار أن ممثلي السلطات الأفغانية لم يتصلوا به لكنهم أبلغوه رسالة بشأن مفاوضات السلام عبر عائلته. وقد عرف الملا برادار القائد العسكري الطالباني بأنه الذراع اليمنى لزعيم المتمردين الأفغان الملا محمد عمر، ويعتبر السجين الأرفع مرتبة من عناصر طالبان المعتقلين.

وأدى اعتقاله في 2010 من طرف الباكستانيين، حسب كابل ومسؤول سابق في الأمم المتحدة في أفغانستان، إلى تقويض الجهود التي كانت الحكومة الأفغانية تبذلها من أجل التوصل إلى اتفاق مع المتمردين حول السلام. وأعلن محمد إسماعيل قاسميار العضو في المجلس الأفغاني الأعلى للسلام الذي يحاول التفاوض مع حركة التمرد أول من أمس أن مسؤولي الحكومة الأفغانية التقوا الملا عبد الغني برادار سرا قبل شهرين.

من جانبها، نفت السلطات الباكستانية اللقاء، لكن بعض المسؤولين الباكستانيين أكدوا العكس طالبين عدم كشف هويتهم.

وطلبت كابل من باكستان إطلاق سراح برادار وقادة طالبانيين آخرين تعتقلهم من أجل الدفع بمباحثات السلام مع اقتراب موعد انسحاب القوات الدولية لحلف شمال الأطلسي من أفغانستان المقرر نهاية 2014. من جهة أخرى، صرح مسؤول أمني بارز بأن مسلحين هاجموا نقطة حدودية للشرطة شرقي أفغانستان أمس، مما أسفر عن مقتل شرطي وجرح خمسة آخرين. وقال قائد شرطة الحدود سيد أمان سادات إن المهاجمين عبروا الحدود الأفغانية - الباكستانية وهاجموا نقطة في منطقة دانجام بإقليم كونار، أعقبتها اشتباكات استمرت ساعتين. وتمتد الحدود بين أفغانستان وباكستان لأكثر من 2400 كيلومتر، ويستغلها المسلحون للتسلل منها وشن هجمات ضد القوات الأفغانية والأجنبية.