جيل «تويتر» و«فيس بوك» في المقاهي الرمضانية بجدة

عادات السمر القديمة بنفس جديد

TT

تعود ليالي الصيف الرمضانية بنغم مختلف باختلاف عازفيه من جيل «تويتر» و«فيس بوك»، لتصنع فضاء مفتوحا داخل محراب المقاهي الرمضانية.

يبدو أن المفاضلة بين المقاهي على كثرتها تعتمد على معايير خاصة تتباين حسب الاحتياجات، وفي كثير من الأحيان يلعب المزاج دور البطولة في الاختيار الذي تحدده «جودة المشروبات ونوعية الشيشة، بينما يلعب الديكور دورا جاذبا في المفاضلة، ولا سيما أن المثقف يفضل أن يتعامل مع أكثر الأماكن تحضرا ورقيا»، إلا أن ذلك لا يمنع الحضور العتيق للمقاهي الشعبية، ذات الديكورات البسيطة، طالما تحقق ما وصفه ربيع بـ«النفع المعرفي».

ويخضع ارتياد مقهى بعينه إلى سلوكيات المثقف التي تختلف باختلاف طريقة التفكير ورؤيته لدور المقهى، في حين يلعب القرب المكاني أحيانا كثيرة دورا كبيرا في الاختيار، الأمر الذي يقول عنه ربيع: «أصبح الازدحام ظاهرة تجبر السعوديين على عدم الابتعاد عن المنزل»، إلا أن البحث عن راحة نفسية مفقودة توفرها بعض المقاهي، يظل له قصب السبق عند ربيع.

نقطة الحسم في اختيار المقهى، غالبا ما ترجح كفة اختيار الأصدقاء لتصب في صالح العادة والتقليد المتبع لاجتماع «شلة يجمعها تقارب المستوى الفكري، والمجال العملي»، كما أوضح ربيع، وهو ما يبدو واضحا في بعض المقاهي التي على الرغم من بساطتها، فإن اثنين لا يختلفان على تحقيقها لأجواء رمضانية، وقدرتها على جمع شتات مختلف الأطياف الفكرية، مثل مقهى النخيل.

المقاهي التي وصفها الأديب الحجازي محمد حسن عواد بأنها «دفاتر تاريخ، ومناهج اجتماع، ومراجع سياسة، وكتب آداب، ومؤشرات اقتصاد أحيانا»، يعتبرها ربيع واحدا من أهم العوامل مساهمة «في تشكيل الوعي المعرفي والثقافي والتواصل الاجتماعي المثمر»، مستندا إلى مقولة العواد في تشبيهه للمقهى بالجامعة الشعبية، لا تحتاج لتصاريح قبول أو شهادات، لتجعل الشخص مؤهلا للاندماج في تراب المكان.

ووفق نظرية يتداولها الوسط الثقافي، مفادها أن امتلاك مقهى يتيح هامش ممارسة أكبر للحرية، من حيث نوع المواضيع الفكرية المطروحة للنقاش.