اليمن: بدء التحقيقات مع المتورطين في أحداث وزارتي الداخلية والدفاع.. ومحاكمات منتظرة

إدانة دولية للعنف واعتقال قيادي انفصالي في عدن

TT

باشرت السلطات اليمنية تحقيقاتها مع عدد من الأشخاص المتورطين في محاولة اقتحام مبنى وزارة الدفاع الكائن داخل مجمع الدفاع بمنطقة «باب اليمن» بوسط العاصمة صنعاء، وقال مصدر عسكري يمني لـ«الشرق الأوسط» إن التحقيقات تركز على موضوع قيام عسكريين بأعمال عنف وتمرد في القوات المسلحة والأمن، بصورة تخالف القوانين واللوائح العسكرية.

من جانبها، قالت اللجنة العسكرية الخاصة بإنهاء المظاهر العسكرية والأمنية في اليمن، إن لديها عددا من المعتقلين من أفراد قوت الأمن والحرس الجمهوري المتورطين في مهاجمة وزارتي الداخلية والدفاع، الآونة الأخيرة، وكشف اللواء علي سعيد عبيد، عضو اللجنة والناطق باسمها، في مقابلة مع «الشرق الأوسط» عن اعتقال 62 من أفراد «اللواء الـ2 مشاة جبلي» التابع للحرس الجمهوري، الذي تورط في محاولة اقتحام وزارة الدفاع، أول من أمس، إضافة إلى العشرات من عناصر «شرطة النجدة» المتورطين في اقتحام ونهب مبنى وزارة الداخلية.

وفي السياق ذاته، قالت اللجنة الأمنية العليا في اليمن، إنه يجري التحقيق مع الأشخاص المقبوض عليهم لمعرفة من يقف وراء ما قاموا به، وإنه ستتم إحالتهم إلى محاكم عسكرية وإن «عددا من أفراد (اللواء الـ2 مشاة جبلي) حاملين أسلحتهم الشخصية والخفيفة وبعض الأسلحة المتوسطة ممن تم إلحاقهم بقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية بناء على قرار رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة رقم (33) وتاريخ 6 أغسطس (آب) 2012، قاموا بالتجمع حول وزارة الدفاع ومحاولة السيطرة على بعض الفنادق والأماكن المرتفعة المحيطة بالوزارة»، وأضاف مصدر في اللجنة، في بيان بثته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن جنود لواء الحرس الجمهوري قاموا، أيضا، بـ«قطع الشارع المؤدي من باب اليمن باتجاه شارع تعز, مطالبين ببعض المطالب غير القانونية والمبالغ فيها وكذا محاولة الاعتداء على حراسة وزارة الدفاع مما اضطر الوزارة لتعزيز حراساتها من قيادة الشرطة العسكرية واللواء 314».

وبرر المصدر وقوع الاشتباكات بين المهاجمين وقوات حراسة الوزارة بأنها جرت بعد «محاولة إقناع الأفراد المتجمعين بالعودة إلى معسكرهم، وأنه سيتم النظر في مطالبهم إلا أنهم باشروا حراسة وزارة الدفاع بإطلاق النار، مما أدى إلى مقتل شخصين لم تتبين هويتاهما الشخصية حتى الآن، وجرح 10 من أبناء القوات المسلحة والأمن والمواطنين المارين».

من ناحية ثانية، أثارت محاولة اقتحام وزارة الدفاع اليمنية، الثانية خلال أسبوع، موجة ردود فعل محلية ودولية، ونددت الولايات المتحدة بالحادثة، وكذلك بريطانيا والاتحاد الأوروبي، ودعت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وإنهاء العنف فورا، واحترام الرئيس هادي والإصلاحات التي ينفذها، واحترام الانتقال الديمقراطي، فيما أعلنت الخارجية البريطانية عن «دعمها وتأييدها للعملية الانتقالية والإصلاحات الجارية في اليمن وللقرارات الصادرة عن الرئيس عبد ربه منصور هادي، في إطار خطوات إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية»، وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية في بلاغ صحافي إن «المملكة المتحدة تدعم تماما عملية الانتقال والإصلاح الجارية في اليمن، وتؤيد القرارات الصادرة عن الرئيس هادي»، وأضاف أن تلك القرارات «التي أصدرها الرئيس هادي لإعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية يجب تنفيذها بشكل سلمي ودون تأخير»، وأضاف أنه «ينبغي على كل الأطراف اليمنية الالتزام بتنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2051».

من جهته، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة التي جرت بالقرب من مبنى وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء، وقال بيان صدر عن مكتب كاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية الأوروبية ببروكسل، إن الاتحاد الأوروبي يتابع بقلق تلك التطورات التي تحدث بالقرب من وزارة الدفاع، والتي تأتي بعد أسبوعين من عمليات سلب ونهب تعرضت لها وزارة الداخلية، وقال البيان إنه من المهم أن يتم التعبير عن أي مطالب تتعلق بالأوضاع الاجتماعية أو العمل ولكن من خلال وسائل سلمية بحتة، ودعت أشتون، من خلال البيان، كل الأطراف إلى احترام مؤسسات الدولة وضمان تنفيذ المراسيم الصادرة عن رئيس الجمهورية عبد ربه منصور، طالما تتسق مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي وقرار مجلس الأمن 2051.

وكانت أعمال عنف واشتباكات قد وقعت مساء الثلاثاء بين أفراد من قوة تابعة للحرس الجمهوري، والجنود المكلفين بحراسة وزارة الدفاع، مما أسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى.

وفي موضوع آخر، أعلن مسؤول حكومي محلي لوكالة الصحافة الفرنسية أن أجهزة المخابرات اليمنية اعتقلت، فجر الأربعاء، أحمد الحسني القيادي في المعارضة الجنوبية المنفية والدبلوماسي السابق عند وصوله إلى مطار عدن الدولي. وقال المصدر إنه «تم احتجاز أمين عام التجمع الديمقراطي الجنوبي والدبلوماسي السابق أحمد الحسني القادم من بيروت» فجر أمس، من دون إضافة أي تفاصيل.

من جهته، قال القيادي المحلي في الحراك الجنوبي ناصر الخبجي إنه «تم اختطاف القيادي الحسني من قبل ثلاثة أشخاص من جهاز الأمن، ونقله إلى جهة غير معلومة».

وفي السياق الأمني، تمكنت أجهزة الأمن في أمانة العاصمة صنعاء من إبطال مفعول عبوة ناسفة زرعت في بالقرب من أحد براميل القمامة في حي المحاريق بمنطقة مسيك في مديرية شعوب، وقال مصدر أمني يمني إن العبوة زرعت من قبل «أحد العناصر الإجرامية»، في حين قامت الأجهزة الأمنية بإبطال مفعول العبوة التي كانت تزن نحو كيلوغرامين، ورجح المصدر أن المتورط في زرع العبوة هو «أحد العناصر التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي».