مقترح مصري حول سوريا.. ونجاد لم يتطرق إليها في خطابه

أغلبية الدول أيدت تعليق العضوية.. والجزائر تنفي معارضتها

الرئيس المصري بعد التقاط صورة جماعية للمشاركين في قمة مكة فجر أمس (واس)
TT

تحدثت عدة مصادر عن مداولات في القمة الاستثنائية في مكة المكرمة حول سوريا، بينما كانت أغلبية الدول وافقت على تعليق عضويتها. ونفت الجزائر أمس معلومات تحدثت عن معارضتها لتعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي، وفق ما أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية عمار بيلاني.

وقال بيلاني، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، إن «الرأي الذي عبر عنه الوفد الجزائري حول هذه المسألة اتخذ شكل استنتاج حول الفاعلية النسبية لإجراء مماثل بحيث لن يؤثر بشكل كبير على مجرى الأحداث، وقد يكون له في بعض الحالات تأثير سلبي». وأضاف المتحدث أن «وجهة النظر هذه لا يمكن اعتبارها تعبيرا عن معارضة». وكان وزير الخارجية التونسي قد أكد أن أغلبية الدول الأعضاء تؤيد تعليق العضوية، وأن إيران تعارض ذلك.

لكن مصادر قالت إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لم يتطرق إلى سوريا في خطاب استمر 55 دقيقة ألقاه أمام زعماء العالم الإسلامي خلال جلسة مغلقة في القمة فجر الأربعاء، وركز على قضية فلسطين وعلى إسرائيل. وكانت إيران أكدت أنها ستعارض تعليق عضوية سوريا، إلا أن مشاركين أكدوا لوكالة الصحافة الفرنسية أن المندوب الإيراني الذي شارك في اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة مساء الاثنين «عبر عن تحفظات بشكل عام من دون أن يدخل في التفاصيل». وذكر الدبلوماسي أن الرئيس المصري محمد مرسي اقترح خلال القمة «تشكيل لجنة تضم سوريا والسعودية وإيران وتركيا» للعمل على حل الأزمة السورية.

وسرت أنباء من قاعة المداولات للجلسة المغلقة لمؤتمر قادة العالم الإسلامي حول مقترح قدمه الرئيس المصري محمد مرسي لحل الأزمة السورية، يهدف إلى أن تقوم الحكومة الإيرانية بالضغط على بشار الأسد للتنازل، على أن تلعب تركيا دورا مهما مع المعارضة السورية في الضغط من قبلها للوصول إلى تقارب بين الحكومة والمعارضة لحقن الدماء السورية.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن المقترح المقدم من الرئيس المصري طالب بأن تلعب كل من السعودية ومصر دور المراقبين لإنجاح سير المفاوضات، كما تقومان بعمليات وساطة مباشرة متى أمكن ذلك، حيث لاقى مقترح الرئيس المصري ترحيبا واسعا من العديد من قادة العالم الإسلامي.

إحدى المشاهدات التي حظيت بها أروقة جلسات الافتتاح هي ستارة الكعبة التي كانت تزين الخلفية التي تكلم أمامها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والتي تجملت بالنقوش الإسلامية وبآيات من القرآن الكريم كدلالة على قداسة المكان والزمان في قاعة الصفا المتاخمة للحرم المكي الشريف.

وكانت أكثر المشاهدات التي أوقفت الحاضرين داخل جنبات القاعة الرئيسية التي استقبلت 56 رئيسا من قادة الدول الإسلامية، هي إجلاس خادم الحرمين الشريفين للرئيس الإيراني على يساره، والحديث الذي استمر بينهما لأكثر من عشرين دقيقة، وجلوس الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، على يمين العاهل السعودي.

وفسر مراقبون دخول إيران على تماس مباشر في المحادثات حول قضايا المنطقة بأنه دعوة واضحة وصريحة للعب دور إيجابي ومباشر في الوقت الراهن، من شأنه وضع أطر حقيقية وواضحة أمام النظام السوري لإيقاف نزيف الدماء الذي تقوم به الحكومة السورية، وأن عليها أن تختار جانبا واضحا إزاء الأحداث القائمة والمتصاعدة وتيرتها.

وقال الدكتور فهد الخالدي، الباحث السياسي، إن «إيران تسعى نحو المزاوجة بين نظامها السياسي والعرقي، فهي دولة تلعب دور المحرك الرئيسي في الأزمة السورية، وما انفكت تحاول تحقيق أجندتها الخاصة بها».

وأوضح الخالدي أن «النظام الإيراني ما زال يرفض تقديم أي تنازل حيال مسألة الجزر الثلاث المحتلة، والمتنازع عليها مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو يهمش دور السنة في إيران، لذا كانت الدعوة كريمة من العاهل السعودي، ليضع الأمور في نصابها أمام العالم بأن العالم الإسلامي يجب أن يكون في حالة صدق لضمان صيرورة العمل السياسي القويم».